الدين لله والوطن للجميع

نشر في 22-12-2018
آخر تحديث 22-12-2018 | 00:01
 أسامة العبدالرحيم تعلو بين فترة وأخرى أصوات النشاز من الطائفيين والتكفيريين في وسائل التواصل الاجتماعي التي كشفت عقولاً متزمتة تعتقد أنها تملك صكوك الجنة والنار، وتُكفّر كل من يختلف معها في الدين والمذهب، هذه البكتيريا تتكاثر في المجتمع نتيجة توفر بيئة مناسبة تحتضنها كبعض قوى الإسلام السياسي بشقيّه (السني- الشيعي) التي تعتاش على الطائفية وتمزيق الوحدة الوطنية.

بنظري، كل إنسان صالح يحترم نفسه وغيره، ويفعل الخير ويساعد الناس أو يقف مع المظلومين ويتضامن معهم أو خدم البشرية، سواء كان يعتنق ديناً معيناً أو لا، هو إنسان يستحق الاحترام والتقدير، وفي اعتقادي أن رحمة الله تسع الجميع لا كما يصورها البعض لنا.

الإنسانية تتمثل في المشاركة في الأحزان والأفراح وتبادل التهاني بين البشر بمختلف المذاهب والأديان، وهي أمر جميل، إلا أنها وفق قاموسهم تعني الكُفر والشرك والزندقة والخروج من الملة، بل إن أحد فقهائهم يقول إن فعل المعاصي مجتمعة أهون من تهنئة معتنقي ديانة أخرى!

ومع قرب رأس السنة الميلادية الذي يحتفل به العالم ويتأمل الناس فيه أجمل لحظات السنة ويتفكرون في أمنياتهم ويضعون خططهم للسنة الجديدة آملين أن تكون سنة سعيدة عليهم وعلى جميع من يحبون، شخصياً أحرص على أن أحتفل مع أسرتي الصغيرة بكل محبة وسعادة في كل عام بهذه المناسبة ونتبادل فيها الهدايا ونستمتع بالموسيقى الهادئة.

وفي الوقت الذي نجد فيه مظاهر الاحتفال والفرح في كل عواصم العالم بيوم رأس السنة، نجد صعوبة في اختيار مكان مناسب للاحتفال في الكويت، فمعظم المسؤولين عن الأماكن العامة والخاصة يخافون من مُحاسبة الحكومة الضعيفة والمنحازة للإسلامويين الذين يسعون إلى تعكير الأجواء وتخريب كل لحظات الفرح واللهو البريء.

يجب علينا، كقوى تقدمية وديمقراطية، التصدي للإرهاب الفكري والتحذير من هذه الأفكار الظلامية المكبوتة، وما ينتج عنها من عنف وإقصاء وتكفير وعدم تعايش مع كل ما هو مُختلف.

back to top