جندي على أرض المعركة
نحمد الله على نعمة القضاء الكويتي، الذي يثبت، رغم كل النقد والتشكك، واللذين هما مستحقان ومستوجبان ومن حق الناس، أنه لا يزال يقف عادلاً إلى أقصى الحدود الممكنة، حامياً للناس، مسنداً ما لا سند أو ظهر أو حماية له. ليت بالإمكان تحويل كل الموضوع «البدوني» إلى القضاء، هذا التحويل الذي هو أحد الحلول المطروحة منذ زمن طويل.

الحكومة تقول إنها تحيل الموضوع كله إلى التحقيق، ونحن نعلم أن ضرراً لن يطال الكبار، فالمعني بالأمر شاب بدون، تم اتهامه بتهمة أمن دولة وحبسه أياماً على ذمة التحقيق، ما المشكلة؟ هل ستحاسب الدولة السيد الفضالة على تصريحه التلفزيوني أو الجهات الحكومية على اتهام وحبس الشاب أو نواب مجلس الأمة على تصريحاتهم المتسرعة المتشفية بفئة البدون؟ لا طبعاً، من هم البدون وما تأثيرهم حتى يتم اتخاذ إجراء حقيقي لرد اعتبار أحد شبابهم ومحاسبة المدعين عليه؟ نحمد الله على نعمة القضاء الكويتي، الذي يثبت، رغم كل النقد والتشكك، واللذين هما مستحقان ومستوجبان ومن حق الناس، أنه لا يزال يقف عادلاً إلى أقصى الحدود الممكنة، حامياً للناس، مسنداً ما لا سند أو ظهر أو حماية له. ليت بالإمكان تحويل كل الموضوع "البدوني" إلى القضاء، هذا التحويل الذي هو أحد الحلول المطروحة منذ زمن طويل، والذي لا يلقى صدى أو تجاوباً والسبب لربما واضح بَيِّن.الحمد لله على سلامة محمد العنزي، ستعتبر الحكومة أن مصابه ما هو سوى أضرار جانبية، مخلفات حرب، لا فراراً من أن يدفع الطرف الأضعف ثمنها. لن يُحاسَب أحد، لا من شهّر بالفتى إعلامياً، ولا من اتهمه علناً ولا من صرح به وبفئته بتشفٍّ، وسيبقى "جنود الوطن" ينظرون بتشكك ولربما بكراهية تجاه محمد الذي أحرجهم ببراءته وحفظ قضيته، تلك التي كانت الفرصة الذهبية لقلب الشارع، المقلوب أصلاً، على البدون وقضيتهم ووجودهم بأكمله. ولربما أختم بتحذير طالما نجمنا به كناشطين ومهتمين بالموضوع، إذا تركتم فراغاً في قلوب وحيوات الشباب البدون هؤلاء، فسيكونون لقمة سائغة للجماعات المتطرفة والعنيفة، ولن يقع الملام بأكمله وجله وكل جوانبه إلا عليكم. محمد بريء، لكن هل يا ترى سيفلت الشباب القادم من قبضة هدر الحياة وضياع الأمل؟