شخصياتنا... 4 مجموعات مختلفة منها

نشر في 28-11-2018
آخر تحديث 28-11-2018 | 00:02
No Image Caption
هل سبق أن أجريت اختبار شخصية على شبكة الإنترنت أو في عملك؟ من المؤسف أن الباحثين يشككون غالباً في دقة هذه الاختبارات. لكن دراسة جديدة فتحت الباب إزاء تقييمات الشخصية العلمية الراسخة.
تلقى اختبارات الشخصية الرواج بين الناس والشركات على حد سواء. يعود ذلك إلى أن كل واحد منا يرغب في «فك شفرة» هويته الحقيقية وموقعه في العالم. لكن الخبراء ينتقدون حتى اختبارات الشخصية الأكثر شهرة، مثل تقييم مايرز-بريغز، ويشككون فيها مدعين أنها غير دقيقة.

باختصار، يوضح الخبراء أن من الصعب التوصل إلى أنماط شخصيات ثابتة بما أننا كلنا نحتل مكاناً ما على الطيف ونتمتع بأكثر من خاصية. لكن باحثين من جامعة نورثويسترن، وهي مؤسسة أبحاث لها فروع ومنشآت في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، تسلحوا أخيراً بمقدار ضخم من البيانات وبمقاربة جديدة، ونجحوا أخيراً في تحديد أربع مجموعات شخصيات دقيقة على الأرجح.

حلل هذا البحث، الذي نُشر أخيراً في مجلة Nature Human Behaviour، بيانات أكثر من 1.5 مليون إنسان ملؤوا استبانات قيمت خصال شخصياتهم. يوضح البروفسور وليام ريفيل، باحث شارك في وضع تقرير الدراسة: «حاول الإنسان تصنيف الشخصيات منذ زمن أبقراط. لكن المنشورات العلمية السابقة اكتشفت أن هذه مجرد سخافات». لكنه يضيف: «أظهرت هذه البيانات اليوم أن ثمة تكتلات أكبر من أنماط شخصيات محددة».

حلل الباحثون بيانات جمعوها من خلال جهود جماعية كبيرة قيمت خصال الشخصية. شملت هذه الجهود IPIP-NEO من جون جونسون، مشروع myPersonality، واختبار «بي بي سي» Big Personality Test.

بغية تقييم هذه البيانات، طوّر الفريق أيضاً برنامجاً إلكترونياً يتيح له «رسم» خارطة خصال الشخصيات. إليك الخصال الخمس الأكثر انتشاراً:

• العصابية التي تشير إلى احتمال شعور الإنسان بتقلبات المزاج، أو القلق، أو الوحدة، أو الكآبة، أو الغضب.

• الانبساط الذي يشير إلى ما إذا كنت إنساناً اجتماعياً واثقاً بنفسك.

• الانفتاح الذي يشير إلى شعور الإنسان بالفضول واستعداده لخوض تجارب جديدة.

• الطيبة التي تشير إلى ما إذا كان الإنسان يُعتبر عطوفاً، ومتفهماً، وودوداً.

• الوعي الذي يشير إلى احتمال أن يكون الإنسان منظماً وجديراً بالثقة.

في نهاية البحث، توصل العلماء إلى أربع مجموعات من الشخصيات على خارطتهم الجديدة: العادية، والمتحفظة، والأنانية، والنموذجية.

يوضح البروفسور ريفيل: «حصلنا على البيانات وما انفكت تعيدنا إلى المجموعات الأربع ذاتها عالية الكثافة، علماً بأن هذه الكثافة أعلى بالتأكيد مما قد يحدث مصادفةً. ونظهر من خلال عمليات المضاعفة أن هذا أمر مستبعد إحصائياً».

يذكر أيضاً البروفسور لويس أمارال، الذي أشرف على وضع تقرير الدراسة: «لم تُحدَّد أنماط الشخصيات إلا في منشورات تحسين الذات، ولم يكن لها أي مكان في المجلات العلمية. إلا أننا نعتقد أن هذا الوضع سيتبدل اليوم بفضل هذه الدراسة».

مجموعات شخصيات أربع

يشير معدو الدراسة إلى أن مجموعات الشخصيات الأربع التي حددوها تشمل تراكيب مختلفة من الخصال التي تبرز في الشخصية.

على سبيل المثال، تتمتع الشخصية «العادية» بمقدار كبير من الانبساط والعصابية، إلا أن انفتاحها محدود. يوضح مارتن غيرلاتش، باحث شارك في وضع تقرير الدراسة: «أتوقع أن يندرج الإنسان العادي ضمن هذه المجموعة».

في المقابل، تفتقر الشخصية «المتحفظة» إلى الانفتاح أو الانبساط وكذلك العصابية. إلا أنها تسجّل علامات أعلى في مجالَي الطيبة والوعي.

أما مجموعة «الشخصية النموذجية»، وفق الباحثين، فتعوزها العصابية. لكنها غنية بخصال الشخصية الأخرى كلها (الانبساط، والانفتاح، والطيبة، والوعي). كذلك يؤكد الباحثون أن النساء أكثر ميلاً إلى الانتماء إلى هذه الجموعة مقارنة بالرجال.

يشير البروفسور أمارال: «يُعتبر هؤلاء أشخاصاً جديرين بالثقة ومنفتحين على الأفكار الجديدة. كذلك يبرعون في إدارة المسائل. نتيجة لذلك، تكون حياتك أسهل إن كنت تتعامل مع عدد أكبر من أصحاب الشخصية النموذجية».

أخيراً، نصل إلى مَن يملكون شخصية «أنانية». قد يتمتع هؤلاء بمقدار كبير من الانبساط، إلا أنهم يفتقرون إلى الانفتاح، والطيبة، والوعي. يرجّح البروفسور ريفيل أن «هؤلاء أشخاص لا ترغب في تمضية وقتك معهم». لكنه يؤكد أيضاً أن الرجال والنساء على حد سواء يميلون مع التقدم في السن إلى «الخروج» من الشخصية الأنانية للانضمام إلى مجموعة شخصيات أخرى.

التخلص من العصابية

عندما نتقدم في السن ونصبح أكثر نضجاً، تتطور شخصياتنا بطرائق مختلفة. صحيح أن المراهقين، خصوصاً الشبان منهم، يميلون إلى الانتماء إلى الشخصية «الأنانية» خلال سنوات مراهقتهم، إلا أنهم ينمون بطريقة مختلفة عندما يصبحون أشخاصاً ناضجين.

يشير معدو الدراسة إلى أن المسنين عموماً أكثر ميلاً إلى تسجيل علامات أعلى في مجالَي الوعي والطيبة وعلامات أدنى في مجال العصابية، مقارنةً بمن لم يبلغوا العشرين من العمر.

يوضح البروفسور أمارال: «عندما نتأمل مجموعة كبيرة من الناس، نلاحظ جلياً ميولاً واضحة، منها أن البعض يبدل خصالاً لديه بمرور الوقت». ويعتبر هذا الباحث أن «هذا التبدل ربما يشكّل موضوع أبحاث إضافية».

يؤكد البروفسور أمارال وفريقه أيضاً أن هذا النوع من الأبحاث اعتُبر مستحيلاً قبل سنوات نظراً إلى غياب القدرة على الولوج بسهولة إلى قواعد بيانات كبيرة تقدمها مشاريع ضخمة تعتمد على الإنترنت كمصدر مشاركيها.

يتابع البروفسور أمارال: «من اللافت أن دراسة تحظى بقاعدة بيانات كبيرة إلى هذا الحد ما كانت ممكنة قبل عصر الإنترنت».

ويختم: «اعتاد الباحثون سابقاً الاستعانة بطلاب جامعات، وكانوا ينجحون عموماً في استقطاب بضع مئات من الناس. لكننا نملك اليوم كل هذه الموارد المتوافرة على شبكة الإنترنت. صرنا اليوم نتشاطر البيانات».

3 علامات تدلّ على أنك على شفير انهيارٍ عصبي

«في كثير من الأحيان لا يظهر كثير من علامات الإصابة بانهيارٍ عصبيّ. ثمّ يأتي يومٌ وتكون المفاجأة. ويُصادف أنّني ممن يبدون على أفضل حال فيما ليس الواقع كذلك. تقول سلمى التي خاضت تجربة انهيار عصبي. إليك بعض العلامات غير الواضحة تماماً التي قد تواجهها أو تلحظها لدى من تحبّ والتي قد تساعدك إمّا على إعانة نفسك أو تسمح لك بالتدخّل ومساعدة شخصٍ آخر قبل فوات الأوان:

الضحك – يبدو متناقضاً مع الانهيار لكنّني أجد نفسي أضحك لإخفاء الألم، ليس بالضرورة بطريقةٍ غير لائقة ولكن بطريقةٍ أشبه بالبائسة. الروتين – نظنّ عادةً أنّ خروج البعض من روتينهم قد يكون دليلاً خطراً على حالته العصبيّة. يتوقّف عن مغادرة المنزل وعن ممارسة الرياضة، ويخسر وزناً أو يكتسبه، ويغيب عن العمل. ولكن من خلال تجربتي، يجب التفكير بمن يبقي على هذا الروتين. فحين تدفع نفسك للالتزام بمسارٍ ثابتٍ مع أنّك في أعماقك تسمع عقلك وجسمك ونفسك تصرخ مطالبةً بالراحة، قد تكون متّجهاً نحو انهيار.

الثبات – تراودني أفكارٌ عديدةٌ باستمرار، تأتي إليّ من حيث لا أدري. وعلى الرغم من أنّه أمرٌ مرهقٌ، فإنني حين تتراجع وتيرتها وتبقى فكرةٌ واحدةٌ تجول في بالي، أقلق.

المسنون أكثر ميلاً إلى تسجيل علامات أعلى في مجالَي الوعي والطيبة
back to top