تشعر بالغضب؟ إليك الحلّ

نشر في 26-11-2018
آخر تحديث 26-11-2018 | 00:02
No Image Caption
الغضب شعور قويّ وانفعاليّ يتراوح بين الانزعاج المعتدل والغضب العارم. في معظم الحالات، يعتبر طبيعياً وصحياً. ولكن عندما يفقدك السيطرة على نفسك، يصير مدمّراً ويؤدّي إلى مشاكل في حياتك وعلاقاتك ومهنتك.
تتنوّع المحفّزات التي تؤدي إلى الغضب، من بينها حوادث تواجهها في حياتك اليوميّة كأن يعوقك ازدحام السير عن عمل ما، أو تتلقّى إهانة من صديق، أو ترى أنّك تُعامل بطريقةٍ غير عادلة. مع هذا، تتنوّع الأسباب التي يغضب جرّاءها الناس وتختلف ردود فعلهم عليها، إذ تتداخل خصائص وعوامل عدة فتؤثّر في نسبة الغضب، من بينها:

• الشخصيّة: من لديهم سمات معيّنة في شخصيّتهم، كالنرجيسيّة أو روح المنافسة، يغضبون أكثر من غيرهم. كذلك يكون ردّ فعل البعض سريعاً بطبيعته فيغضب بسهولةٍ. في المقابل، يتمتّع آخرون بصبرٍ أكبر ولا تزعجهم المحفّزات ذاتها.

• الطفولة والتنشئة: يتعلّم الأطفال في المراحل الأولى من حياتهم كيف يعبّرون عن غضبهم ويتعاملون معه من خلال مراقبة والديهم ومحيطهم. الطفل الذي يرى أحد الوالدين يغضب ويعبّر عن شعوره بتصرّفات معيّنة كالعبوس أو ضرب الجدار، يميل إلى اتّباع التصرّفات ذاتها وفقدان السيطرة على نفسه عندما يغضب. بالمثل، يحذو الطفل حذو والديه حين يراهما يتعاملان بهدوءٍ مع محفّزات الغضب.

• تراكم المحفّزات: لا يعتبر الحدث الفوري دائماً السبب المؤدّي إلى الغضب. في غالبيّة الأحيان، ينتج الأخير عن مشاعر نفسيّة وبيولوجيّة تعرّض لها المرء قبل وقوع الحدث. مثلاً، يغضب بسرعةٍ الشخص الجائع أو المتعب أو من يشعر مسبقاً بإحباط من وضعٍ ما في العمل.

• سوء تقييم الوضع: تشكِّل طريقتك في تقييم وضعٍ ما أحد أهمّ العوامل التي تحدّد متى تشعر بالغضب. مثلاً، إذا علقت في ازدحام سير، تشعر بإحباط لكنّك تتفهّم أنّ السائق الآخر ربما لا يعرف المنطقة جيّداً، أو هو على عجلة من أمره للوصول إلى مكان مهمّ. أمّا شخص آخر يواجه حالتك ذاتها، فيغضب لأنّه يقيّم الوضع بطريقة مختلفة عنك، معتقداً أنّ السائق الآخر يقطع عليه الطريق عمداً.

مضاعفات

صحيح أنّ الغضب شعور صحيّ وعاديّ، لكنّه إذا زاد عن حدّه أو تحوّل إلى عدوانيّة، حمل عواقب سلبيّة على حياة المرء عموماً، لا سيما صحّته؛ إذ يثير الغضب الجهاز المناعي وينتج تغيّرات هرمونيّة وعصبيّة. مع الوقت، تعزّز هذه التغيّرات مخاطر بعض المضاعفات الصحّيّة الخطيرة، من بينها:

• نوبة قلبيّة.

• ارتفاع ضغط الدم.

• سكتة دماغيّة.

• مرض القلب.

• قرحة المعدة.

• أمراض الأمعاء.

• التئام أبطأ للجروح.

يسبّب الغضب أيضاً مشاكل حياتيّة حين يؤثّر في قدرة المرء على الاحتفاظ بعمله أو التمسّك بالصداقات والعلاقات العاطفيّة. كذلك يؤدّي الغضب المفرط إلى الإقدام على خطوات تتطلب تدخل الشرطة أحياناً، كأن يتهجّم المرء على أحدٍ أو يعبّر عن غضبه بعنفٍ.

متى يصبح مشكلة؟

يدلّ بعض المؤشّرات إلى حاجة الفرد إلى المساعدة في التعامل مع الغضب المفرط. إليك أسئلة تطرحها لتحدّد ما إذا كانت هذه حالتك:

هل يؤثّر غضبك سلباً في الآخرين؟

هل تشعر بالخجل بعد تصرّفك بغضب تجاه أحدهم؟

هل يعلّق الآخرون على غضبك؟

هل خسرت علاقات بسبب الغضب؟

هل يؤثّر الغضب في أدائك أو فاعليّتك؟

هل تتأثّر صحّتك أو نوعيّة حياتك به؟

هل تشعر بأنّك تغضب كثيراً؟

إذا كان جوابك «نعم» عن أحد هذه الأسئلة فهذا يعني أنّ استشارة الطبيب النفسيّ تساعدك في السيطرة على مشاعرك، فتلجأ إلى العلاج أو مجموعات الدعم أو تقنيّات التحكّم بالغضب.

تخفيف التوتّر والاكتئاب

في حالات عدة تتداخل مشاعر التوتّر والاضطراب النفسي والاكتئاب والغضب بعضها ببعض على الشكل التالي: يؤدّي التوتّر والاضطراب النفسي إلى الغضب الذي يزيد بدوره هذين الأخيرين بالإضافة إلى التوتّر. لذا تعلّم طرائق لتسيطر على هذه المشاعر حتّى تخفّف الغضب. يمكنك استخدام استراتيجيّات كثيرة تعمل وفقها في حالات الغضب، من بينها:

• كتابة المذكّرات.

• الاتّصال بصديق.

• التأمّل.

• التنفّس العميق.

• الرياضة المنتظمة.

• الابتعاد عن المشكلة قليلاً.

• المشي.

تبتعد عن الغضب وتضع حداً لردود الفعل السلبيّة على المحفّزات حين تتعلّم تمييز المحفزات وتتعامل معها بطريقةٍ مثمرةٍ. تعتبر استشارة معالجٍ الحلّ للاكتئاب والاضطراب النفسي غالباً. وكثيراً ما يكون العلاج الشفوي والأدوية ضروريين لحلّ هذه المسائل بالشكل الصحيح. تماماً كالتوتّر، يؤدّي تخفيف الاكتئاب والاضطراب النفسي إلى تراجع ردود الفعل الغاضبة.

تحكّم فيه

إليك بعض الاستراتيجيّات الأساسيّة للتحكّم بالغضب:

• ميّز الغضب قبل تفاقمه.

• عدّ حتى الرقم عشرة قبل الإقدام على أي تصرّف.

• تنفّس عميقاً ببطء.

• مارس الرياضة.

• خصّص وقتاً للاسترخاء.

• جد منفذاً إبداعيّاً لنفسك.

• تحدّث إلى أحدهم عن شعورك.

في النهاية، تصبح استشارة الطبيب ضروريّة إذا كان المرء يصارع الغضب أو يعجز عن إيجاد الطرائق المناسبة للتعامل معه. فالطبيب يحيلك إلى اختصاصي أو يوصيك بالالتحاق ببرنامج للسيطرة على الغضب يعلّمك هذه التقنيّات الضرورية في هذا المجال.

حقائق

• ثمّة أسباب كثيرة وراء الغضب.

• السبب الذي يؤدّي إلى الغضب يُسمّى الحافز.

• يتساءل كثيرون عن المرحلة التي يصير فيها الغضب الطبيعي مشكلة تحتاج إلى حل.

• تقنيّات السيطرة على الغضب مفيدة جدّاً لتعلّم كيفيّة التعامل معه في حال ازداد عن حدّه.

معالجة الاكتئاب والاضطراب النفسي تؤدّي إلى تراجع ردود الفعل الغاضبة

الأطفال يتعلّمون في المراحل الأولى من حياتهم كيف يعبّرون عن غضبهم
back to top