هذه الأبحاث ستُغير حياتك!

نشر في 20-10-2018
آخر تحديث 20-10-2018 | 00:00
No Image Caption
يثبت بعض الأبحاث الثورية الجديدة أن مستقبل العلم نسائي بامتياز، وأنه يشمل تطورات جديدة ومثيرة للاهتمام تتعلق بصحة الإنسان.

رعاية صحية شخصية في عيادة مبتكرة للحمض النووي

العالِمة: الدكتورة يائيل جوف، أستاذة مساعِدة في علم المورثات الغذائية في جامعة «روتجرز» وخبيرة تغذية ومؤسِّسة عيادة 3X4 Clinics.

بدأت جوف مسيرتها كخبيرة تغذية ولكن سرعان ما خاب أملها من اختصاصها: «شعرتُ بأن هذا المجال لم يمنحني الأجوبة التي كنت أتمناها». أرادت أن تعرف كيفية منع نشوء الأمراض وطريقة استعمال التغذية للوقاية من السرطان.

اكتشفت جوف علم الوراثة في عام 2000 وكانت تعيش حينها في بريطانيا وتعمل في شركة تنشط في هذا المجال: «كانوا مقتنعين في الشركة بأن التغذية وعلم الوراثة يعملان بشكل متناسق. ظننتُ أنهم مجانين ولم أفهم ما يقصدونه، لكن بدت الفكرة مدهشة». في عام 2004، قررت استكشاف الموضوع بدرجة إضافية في جامعة «كايب تاون» حيث اضطرت إلى ابتكار شهادتها بنفسها، بالاستعانة بمجموعة من المشرفين المتخصصين في مجالات التغذية وعلم الوراثة والطب. تقول جوف: «كنت أول شخص ينال شهادة دكتوراه في مجال علم المورثات الغذائية في جنوب إفريقيا».

في آخر 18 سنة، تحولت خبيرة التغذية هذه إلى اختصاصية في علم المورثات الغذائية ودرست التفاعل بين الغذاء والجينات وأسهمت في تطوير اختبارات لقراءة البيانات الوراثية. أطلقت جوف حديثاً عيادتها المتخصصة بعلم الوراثة 3X4 Clinics. يأخذ العاملون هناك مسحة من باطن الخد ويحللون الحمض النووي ويستعملونه لوضع خطة غذائية ترتكز على المعطيات الوراثية وتتماشى مع الأهداف الصحية لكل فرد. لا يزال الابتكار جديداً لكن تظن جوف أن هذا النوع من الاختبارات سيصبح نموذجياً وشائعاً في المستقبل القريب. في ما يلي بعض العوامل التي يمكن إيجادها في حمضنا النووي...

تضرر الحمض النووي

يشكِّل استكشاف صحة حمضك النووي ركيزة أساسية لكل ما يدور في جسمك. توضح جوف: «نتعرض دوماً لجذور حرة تُسبب مضاراً في حمضنا النووي وتنشئ فيه ما أسمّيه «أخاديد». لكن تأتي الأنزيمات لتملأ تلك الأخاديد كي يستعيد حمضنا النووي صحته وقوته ونشاطه». يستطيع الاختبار الجيني أن يُحدد الجينات الحساسة تجاه تلك الأخاديد، وقد تضمن الخطط الغذائية الشخصية تلقي مغذيات تستطيع تحسين قدرتها على إصلاح نفسها بسرعة.

إزالة السموم

لا نتكلم هنا عن خطة تطهير بسيطة تقتصر على ثلاثة أيام. بل ثمة جينات مسؤولة عن إنشاء أنزيمات متخصصة بإزالة السموم، لكن لا ينتجها جميع الناس بالفاعلية نفسها. تقول جوف: «تخيّل أن شخصاً يدخّن بالقرب منك. سيكون تفكك جزيئات الدخان مختلفاً بينك وبيني».

إيجابياً، يمكن إحداث بعض التعديلات في الحمية الغذائية لتحسين وظيفة الجينات المسؤولة عن إزالة السموم. تقضي إحدى الطرائق بأكل خضراوات صليبية مثل البروكولي والكرنب، لأنها تحتوي على عنصر الغلوكوسينولات القادر على تحسين مسار إزالة السموم.

تنظيم الهرمونات

تكمن قوة اختبار الحمض النووي في قدرته على توقع السرطان. تقول جوف إننا بدأنا نرصد اليوم حالات من سرطان الثدي أكثر من أي وقت مضى وتنسب المشكلة إلى تعرّضنا لمستويات إضافية من الأستروجين.

الأستروجين موجود في حبوب منع الحمل التي نأخذها طوال 20 أو 30 سنة، ويدخل إلى أجسامنا أيضاً من مواد البلاستيك واللحوم ومشتقات الحليب. يستطيع الاختبار الجيني أن يُحدد مدى فاعلية جينات الجسم في التخلص من فائض الأستروجين، أو يمكن أن يعطينا مؤشرات لمساعدتنا على تحسين قدرة الجسم على تنظيم ذلك الفائض.

تحسين الصحة الرئوية للطفل قبل ولادته

العالِمة: الدكتورة هيذر زار، رئيسة قسم طب الأطفال وصحة الأولاد في «مستشفى الأطفال التذكاري» التابع للصليب الأحمر.

يمكن تلخيص عمل زار بعبارة واحدة: إنجاز ثوري! جمعت هذه العالِمة بين العلم والعدالة الاجتماعية بهدف رعاية الأولاد، فابتكرت اختبارات تشخيصية بسيطة للسل والالتهاب الرئوي باستعمال عينات من اللعاب والأنف بكل بساطة. يُعتبر عملها ثورياً لدرجة أنه أصبح جزءاً من توجيهات منظمة الصحة العالمية حول اختبارات السل.

صمّمت زار أيضاً أبسط طريقة وأقلها كلفة لمنح الأولاد المصابين بالربو أجهزة استنشاق تنقذ حياتهم، وذلك من خلال تعديل الزجاجات البلاستيكية. توضح في هذا المجال: «أمراض الرئة عموماً أحد أبرز أسباب وفاة الأولاد قبل عمر الخامسة في إفريقيا والعالم كله. حتى اليوم، يموت مليون طفل سنوياً بسبب الالتهاب الرئوي. إنه عدد مذهل ويعني موت طفلين كل ثانية!».

تركّز أبحاثها الآن على ما يحصل قبل ولادة الطفل وتستكشف الطرائق التي تجعل الأولاد معرّضين لبعض الأمراض. تعمل زار راهناً على إجراء دراسة طويلة الأمد بعنوان «دراسة دراكنشتاين حول صحة الطفل»، تتمحور حول الأولاد منذ الحمل بهم حتى بلوغهم سن الرشد. تقول زار: «لاحظنا أن بعض المشاكل التي يتعرض لها الطفل حين يكون في رحم أمه تنعكس بشدة على وضعه الصحي العام على المدى الطويل». لا شك في أن هذه النتائج ستُغير نظرتنا إلى الحمل.

تجنب التدخين أساسي

تقول زار: «إذا كانت الأم تدخّن، تؤثر هذه العادة بشدة في صحة الطفل وتجعله معرضاً للالتهاب الرئوي والربو». حتى لو لم تكن الأم تدخّن، ينعكس التدخين السلبي على نشوء الأمراض الرئوية التي تتأثر أيضاً بالتلوث الداخلي. تحذر زار أيضاً من قدرة حرق البارافين على إيذاء الرئتين.

دور النظام الغذائي

تقول زار: «نلاحظ بشكل متزايد انتشار هذا الوباء المزدوج من سوء التغذية وفرط التغذية». رصدت في أبحاثها مشاكل البدانة لدى أولاد في عمر السنة: «ثمة رابط قوي بين البدانة وبين الربو. تشير البدانة إلى دخول الجسم في حالة نشيطة من الالتهاب. وفق هذه النظرية، الالتهاب مسؤول أيضاً عن اضطرابات مثل الربو».

الهدوء مطلوب

توضح زار: «لا نتنبه كثيراً إلى صحتنا النفسية والاجتماعية. لكن بدأنا نكتشف أن بعض مسببات الضغط النفسي والاجتماعي يرتبط فعلياً بالربو وبقابلية إصابة الأطفال بالالتهاب الرئوي.

تخفيض احتمال التقاط فيروس نقص المناعة البشري

العالِمة: الدكتورة سمريتي دابي، باحثة حائزة شهادة دكتوراه في قسم علم الفيروسات الطبية في جامعة «كايت تاون».

يحلل بحث دابي أحد أكثر المجالات شيوعاً في علم الأحياء: إنه الالتهاب الذي يُعتبر من مسببات المرض الأساسية. تُحلل دابي راهناً طريقة تأثيره في المرض الذي يشغل الأوساط الصحية في جنوب إفريقيا: فيروس نقص المناعة البشري. لماذا يلتقطه بعض الناس أكثر مقارنة بالغير؟ اكتشف بحثها أن خطر التقاط الفيروس يرتفع بنسبة هائلة حين يكون الجهاز التناسلي ملتهباً (عند وجود عدوى منقولة جنسياً أو عند اختلال توازن الجراثيم). توضح دابي: «حين يصيب فيروس نقص المناعة البشري جهازاً تناسلياً سليماً، يتراجع احتمال وصوله إلى النسيج. لكن حين تصاب بعدوى منقولة جنسياً وتبدأ خلايا جسمك بمحاربتها، تتضرر طبقة الأنسجة وتنشأ ثقوب صغيرة فيها ويتسلل فيروس نقص المناعة البشري إلى الخلايا المناعية».

تكون التداعيات هائلة، ما يثبت أن مستوى الالتهاب في الجسم قد يؤثر في طريقة التقاط المرض. يمكن تقليص نسبة الخطر استناداً إلى هذه النتائج المحورية في أبحاث دابي.

تقوية المناعة

تقول دابي: «كلما تحسنت الصحة، تزيد قوة نسيج الجهاز التناسلي ويرتفع احتمال حماية الذات». صحيح أن استهلاك الخضراوات التي تقوي المناعة وتحسين النقاط الحيوية مقاربة ممتازة، لكن تقلّ الأدلة التي تثبت أنها تُحسن وضع الجهاز التناسلي. بحسب رأي دابي، تقضي مقاربة مفيدة بأخذ محفزات حيوية مهبلية تحتوي على جراثيم تفيد النساء وتأتي عموماً على شكل أقراص أو رذاذ. تبين أنها تسهم في تجديد نمو الجراثيم الصحية لدى بعض النساء وليس جميعهنّ. لا شك في أن هذه المقاربة تستحق التجربة!

الخضوع لاختبار شامل

لا يبحث فحص مسحة عنق الرحم الروتيني عن الكلاميديا والتهاب المهبل الجرثومي إلا إذا طلبت المريضة ذلك. في معظم الحالات، لا تواجه المرأة أي أعراض، لذا تجهل إصابتها بالعدوى. لكن تبيّن في بحث دابي أن جراثيم الكلاميديا والتهابات المهبل الجرثومي سبّبت معظم التهابات الجهاز التناسلي، ما يعني أنها تزيد خطر التقاط فيروس نقص المناعة البشري.

* ميشيل أكتوبر

تناول خضراوات صليبية مثل البروكولي والكرنب لتحسين وظيفة الجينات المسؤولة عن إزالة السموم
back to top