قوة الإرادة... نعم بإمكانك ضبط نفسك!

نشر في 29-09-2018
آخر تحديث 29-09-2018 | 00:02
No Image Caption
كان يومك طويلاً. رحت تحدِّق في جداول البيانات منذ الساعة التاسعة صباحاً، واستمر رئيسك بمقاطعتك ليسألك كيف تبلي، وأصرّ زملاؤك على تفريغ مشاكلهم الخاصة في العمل. بحلول الساعة 6 مساءً أنهكت قواك، وأصبح من المستحيل أن تضبط نفسك لتصل إلى المنزل قبل أن تغرق في تناول الشوكولاته والوجبات السريعة.
لدى علماء النفس تفسير مقنع عن سبب ترك أيام مثل هذه لنا ضعفاء في مواجهة الإغراء. فقوة الإرادة محدودة الموارد، كالمال الذي تعمل بجد للحصول عليه، ستنفد في نهاية المطاف. تستخدمها كلها خلال اليوم، وتختفي عند حلول موعد العشاء.
لا ينفك علم النفس يتطوّر في مجال دراسة قوة الإرادة لدينا منذ نحو 20 عاماً. رغم ذلك، بدأ اليقين من آراء سابقة في هذا الشأن بالتلاشي في الآونة الأخيرة. وفقاً لسلسلة اكتشافات حديثة، تبين أن مستويات ضبط النفس ليست ميزانية نقتصد منها، بل هي مصدر متجدد يمكن شحنه بالطاقة أثناء مضيّنا قدماً. يقول كريشنا سافاني في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة: «بدلاً من اعتبار قوة الإرادة كمية من الوقود في السيارة... اعتبرها بطارية السيارة». «كلما قدت أكثر، تُشحن البطارية أكثر، وستستمر وقتاً أطول».

من هذا المنطلق، تكون قوى التركيز لديك محدودة إذا كنت تعتقد بأنها كذلك، ما يشير إلى أن الوصول إلى الحالة العقلية الصحيحة، سيمكننا إذاً من امتلاك القوى البشرية الخارقة من التحفيز وضبط النفس.

يأتي هذا الرأي بشأن التحفيز في أعقاب إدراك متزايد من علم النفس بأن إيمانك في قدرتك الخاصة أمر مهم. منذ أكثر من 40 عاماً، افتتنت عالمة النفس في جامعة ستانفورد كارول دويك بالاختلافات في طريقة تعامل الأطفال مع النكسات في دراستهم. في حين أن بعضاً منهم كان سريعاً في الاستسلام، ضاعف البعض الآخر جهوده ببساطة. وفقاً لدويك، لام المستسلمون عدم القدرة لديهم في ما يتعلق بالصعوبات التي يواجهونها، وشعروا بأنهم لن ينجحوا في هذا الصف أبداً. وعلى النقيض من ذلك، كان الأطفال الأكثر تصميماً أكثر تحفيزاً من خلال التعلم نفسه بدلاً من الحصول على درجات جيدة، ومالوا إلى الاعتقاد بأن القدرة يغذيها الجهد، ولا تبقى جامدة كالحجر.

المقاومة مثمرة

تشير دويك إلى العقليات الثابتة والمتطورة على التوالي، وتعتقد بأن عقليتنا تملي علينا كيفية التعامل مع المشاكل خلال حياتنا. لاقت هذه الفكرة صدى واسعاً، إذ جاء كتاب دويك عن الحالة العقلية الأكثر مبيعاً عام 2006، وشوهد حديثها أكثر من 6 ملايين مرة.

مع ذلك، حتى مع عقلية متطورة، لا أحد ينجح من دون الانضباط الذاتي. حفّزت هذه الحقيقة القاسية عن الحياة دويك وغيرها على إلقاء نظرة جديدة على ماهية قوة الإرادة، ولماذا يملكها البعض منا أكثر من غيره.

تحدث العلماء سابقاً عن أهمية عدم الشعور بالرضا في السعي إلى تحقيق أهداف طويلة لها تأثير كبير في حياتنا. في أواخر الستينيات، اختبر والتر ميشيل قوة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات على مقاومة الحلويات، وهي صارت تجربة كلاسيكية في علم النفس: وضع قطعة من حلوى الخطمي إزاء كل طفل وغادر الغرفة 15 دقيقة، وقال لهم إنه إذا كانت الحلوى لا تزال موجودة عند عودته، فسيكافئهم بقطعتين. تبين أن أولئك الذين تمكنوا من مقاومة الإغراء بما فيه الكفاية للحصول على القطعة الثانية، أصبحوا أكثر نجاحاً في وقت لاحق، في حياتهم وتعليمهم ومهنهم.

في الآونة الأخيرة، اكتشف علماء النفس الذين تابعوا ألف شخص في نيوزيلندا عقوداً من الزمن، أن أولئك الذين كان لديهم أقل قدر من ضبط النفس خلال الطفولة، كبروا وفرضوا زيادة عبء على المجتمع كبالغين، مع ارتفاع معدلات البطالة وضعف الصحة والإجرام.

وفقاً للمبدأ الذي يقول إن قوة الإرادة محدودة، المعروف باسم نظرية «استنفاد الأنا»، الفرق بين قدرة الناس على البقاء أقوياء في مواجهة الإغراء يمكن تفسيره عبر كمية الوقود في احتياطاتنا العقلية. وجاء عالم النفس الاجتماعي روي بوميستر، في جامعة كيس ويسترن ريزيرف في كليفلاند، أوهايو، بمبدأ جديد عام 1998 بعد سلسلة تجارب: طلب من أشخاص التركيز على حل متاهة صعبة مثلاً، أو سلسلة من إعادة ترتيب الحروف، فانخفض أداؤهم أثناء المهمة العقلية الثانية مقارنة بمتطوعي السيطرة الذين كانت مهمتهم الأولى سهلة. واستنتج أن قوة الإرادة تشبه العضلات التي تتعب عند الإفراط في استعمالها.

يشبه ضبط الذات بطارية السيارة: كلما قدت أكثر، ستستمر فترة أطول. وحدث أمر مماثل، عندما أخذ الجهد شكل مقاومة الإغراء، بدلاً من ممارسة التمارين العقلية. في دراسة قديمة، طلب من أشخاص تجاهل الكعك الطازج لصالح الفجل، الأمر الذي أظهر لديهم في وقت لاحق إصراراً أقل عند حل مهمة صعبة تنطوي على رسم الأشكال الهندسية. ومنذ دراسات بوميستر الأساسية، أظهر أكثر من مئة آخرين النمط نفسه: أرهق الطاقة الذهنية لشخص ما بأي شكل من الأشكال، وستضعف قوته على التركيز وقدرته على مقاومة الإغراء.

ذهب بوميستر وزملاؤه إلى اقتراح عملة لهذا التأثير وهي الغلوكوز، الذي يستخدم بشكل أسرع عندما تعمل أدمغتنا بجهد. في تجاربهم، منع تناول المشاركين شراباً يحتوي على نسبة عالية من السكر بين المهام الصعبة، استنفاد الأنا. وفي عام 2012، نشرت جمعية علم النفس الأميركية دليلاً بارزاً عن علم النفس المتعلق بقوة الإرادة، الذي أوصى بتناول وجبات خفيفة منتظمة كوسيلة «لمنع آثار استنفاد قوة الإرادة».

بعد ذلك بوقت قصير، بدأت الثغرات في هذا الشأن بالظهور. في عام 2015، ادعى مؤلفو التحليل التجميعي المثير للجدل للبيانات المنشورة وغير المنشورة، أنه لا يوجد في الواقع أي دليل على استنفاد الأنا، وهو ادعاء تم التصدي له بسرعة من بوميستر وزميله مايكل كنينغهام. كذلك لم تجد تحاليل أخرى شملت 26 مختبراً في أنحاء العالم تقريباً أي دليل على تأثير استنفاد الأنا.

إضافة إلى هذا الارتباك، استخدمت المختبرات، التي اتبعت جميعها البروتوكول نفسه، طريقة واحدة لإثارة استنفاد الأنا، واعترفت بأنها لم تكن طويلة أو شاقة بما يكفي للحث على هذا الاستنزاف لدى مشاركين كثيرين. عموماً، خلص مؤلفو التقرير إلى أنه ينبغي مراجعة تقديرات حجم تأثير استنفاد الأنا. وكتبوا في وقت لاحق: «في رأينا، استنفاد الأنا ظاهرة حقيقية مماثلة للإرهاق الإدراكي».

يمكن للنظر إلى الإرادة والتحفيز على أنهما يتعلقان بالحالة العقلية أكثر من مستوى السكر في الدم أن يساعد على حل الارتباك ي هذا الشأن. في عام 2010، كررت دويك وزميلاها: فيرونيكا جوب من جامعة زيوريخ، وغريغوري والتون من جامعة ستانفورد، تجارب بوميستر، ولكن هذه المرة سألوا المتطوعين ما إذا كانوا يعتبرون أن لقوة الإرادة موارد محدودة تستنزف من خلال الجهد. من ثم، وجدوا أن أولئك الذين يعتقدون أن قوة الإرادة محدودة، أظهروا تأثير استنفاد الأنا المعتاد، في حين أن من يعتقدون أن قوة الإرادة غير محدودة، لم تظهر عليهم علامات استنفاد في المهمة الثانية.

توافر الإرادة

اكتشفت دراسات أخرى أنه يمكن تحسين قوة الإرادة عن طريق إخبار الناس بأن أمراً ما ممكن. عندما قيل لمجموعة من الناس «إنه أمر حيوي أن تكون مستغرقاً بالكامل في مهمة عقلية»، واصلوا التحسن خلال 20 دقيقة صعبة من تحدي الذاكرة. في حين أن إخبار مجموعة أخرى بأن قوة الإرادة محدودة، أدى إلى توقف تحسنهم في منتصف الطريق من خلال المهمة.

كذلك بإمكان عرض مبلغ نقدي من المال من أجل بذل جهد أكبر أن يمنع استنفاد الأنا من خلال رفع الحوافز. مرة أخرى، يبدو أن الرسالة تقول إنه عندما تتوافر الإرادة تتوافر الطريقة. ربما يميل أداؤنا إلى التراجع عند تحدينا مراراً وتكراراً، ولكن مع الدافع الكافي، تبدو احتياطاتنا من قوة الإرادة فجأة أكثر وفرة.

في الوقت نفسه، تحدت بحوث أخرى فكرة أن الغلوكوز أحد مصادر قوة الإرادة. وأظهرت دراسات عدة، بما فيها دراسة ماثيو ساندرز في جامعة جورجيا ومارتن هاجر في جامعة كيرتين في أستراليا، أنه عندما تمخمض متطوعون بشراب سكري قبل أو أثناء التحدي العقلي، منع هذا الأمر استنفاد الأنا، حتى ولو أنهم بصقوا الشراب ولم يبتلعوه، ما يشير إلى أن هذا الوقود المحفز يكفي لإبعاد الإنهاك العقلي. أما أولئك الذين يعتقدون أن قوة الإرادة غير محدودة، فلم يظهروا أية علامات استنفاد.

يصعب شرح هذا الأمر بالنسبة إلى نظرية استنفاد الأنا، لأن الغرغرة لا تعطي الوقت الكافي لتحلل الغلوكوز، فضلاً عن أنها أكثر من علاج وهمي، لأن الغرغرة بشراب محلى اصطناعياً ليس لها التأثير نفسه. غالبية التفسيرات التي تشرح سبب نجاح هذه الطريقة ربطتها بالحافز، الأمر الذي ينسجم مع البحوث المتعلقة بأهمية الحالة العقلية. أحد الاحتمالات يقول إن الغلوكوز في الفم يعزِّز نشاط الدماغ الذي له صلة بالمكافأة التي تجعل التحدي يبدو أكثر جدوى، من ثم يصبح من الأسهل المضي فيه. ويدعم هذا الأمر فكرة أن الاعتقاد والرغبة حاسمان من أجل قوتنا على المثابرة، بدلاً من سحر قوة الإرادة.

ورغم ذلك، لم ينزعج بوميستر من خط البحوث هذا، وقال إن «العمل خلاق تماماً ولكنه لا يتطلب مراجعة كبيرة لفهمنا. ما يكون عادة في الفم سيصبح قريباً في البطن، لذلك فإن تذوق إشارات الغلوكوز أمر جيد لتحديد مزيد من الموارد الآن، وتجديدها».

ونقّح بوميستر أخيراً نظريته ليأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، وقال في فصل من كتاب نشره مع زميلته كاثلين فوهس في جامعة مينيسوتا، إنه في حين ثمة موارد محدودة وراء ضبط النفس، فإن استنفاد الأخير أمر نادر، إن لم يكن مطلقاً. وفقاً للنظرية المنقحة، ترتبط قدرتنا على الحفاظ على ضبط النفس بحكمنا حول كمية عصارة قوة الإرادة التي ما زالت لدينا، وبكيفية اختيارنا تخصيص هذه الاحتياطات. وكما هي الحال مع الجهد البدني الذي تشعر فيه عضلاتنا بالتعب فترة طويلة قبل أن تقترب من الانهيار، فإن تقديرنا الوقت الذي يمكننا الاستمرار في العمل خلاله يرتبط بمقدار الطاقة التي نظن أننا لا نزال نملكها.

ربما تمثّل هذه النسخة المنقحة من نظرية استنفاد الأنا نتائج أفضل تبين أن الحالة العقلية مهمة. وبعد كل شيء، إذا كنت تعتقد بعدم محدودية قوة الإرادة، فأنت أكثر عرضة لتكون على استعداد لتخصيص الطاقة الإضافية اللازمة للحفاظ على الاستمرارية في المهام المتكررة. ولكن هذا الأمر لا يعني أن الإرادة غير محدودة بالمعنى الحرفي، وفقاً لبوميستر وفوهس، اللذان يجادلان بأنه إذا كان من الممكن حقاً القضاء على أسباب فشل ضبط النفس «ببساطة عن طريق الاعتقاد بعدم محدودية قوة الإرادة، لكان من المحتمل إذاً أن يتبنى الأشخاص الأكثر نجاحاً هذا الاعتقاد منذ فترة طويلة».

لا مزيد من الأعذار

أثارت دراسة جديدة أجراها باحثون في الهند احتمال أن بعض الثقافات ربما فعل ذلك تماماً. تعاون كريشنا سافاني مع فيرونيكا جوب للعمل على دراسة متطوعين في هذا البلد بسبب الاعتقاد المنتشر على نطاق واسع بأن الجهد العقلي لا يستنزف الشخص بل يتسبب بتنشيطه. كمثال على ذلك، ألقى كل من سافاني وجوب الضوء على ممارسة شائعة في الهند، تعلم الأطفال والمراهقين التركيز على شمعة في غرفة مظلمة مدة 10 إلى 20 دقيقة من دون أن يرمشوا أو ينظروا حولهم. في ضوء هذا التصرف الثقافي، يستشهد الباحثان بأرقام تشير إلى أن الأطفال الهنود يميلون إلى تمضية مزيد من الوقت في الصف وفي إنجاز الواجبات وقراءة الكتب أكثر مما هي الحال في دول غربية عدة. وقد تكون هذه هي الحال، على الأقل جزئياً، بسبب النظر إلى الاستثمار في الجهد العقلي كأمر مفيد مع انعدام وجود مخاوف بشأن الإرهاق.

أراد كل من سافاني وجوب معرفة ما إذا كان الاعتقاد الثقافي بأن الجهد عامل منشط قد يؤثر في طريقة عمل استنفاد الأنا في الهند. إذا كان تحفيز الناس على التفكير بممارسة ضبط النفس كعامل تنشيط، يلغي تأثير استنفاد الأنا، كما أظهرت بحوث جوب السابقة، فربما يكون الناس في الهند بمأمن من استنفاد الأنا. في الواقع، عندما كررا تجارب بوميستر مع مئات من المشاركين الهنود، أظهر هؤلاء فعلاً تأثيراً «عكسياً لاستنفاد الأنا». عندما كانت المهمة الأولى أصعب، كانوا يميلون إلى أداء أفضل في المهمة الثانية. وخلص سافاني إلى أن استنفاد الأنا هو بأية حال من الأحوال ميزة لا مفر منها من علم النفس البشري.

لم تعد لدينا ذريعة للكسل، والقول: «عملت بجهد، وأنا بحاجة إلى الراحة». مهما كنت مجهداً عقلياً، لديك دائماً القدرة العقلية للتركيز والعمل على مهمة معينة. من جانبه، يخبرنا بوميستر أن هذا البحث الجديد «ذا الأهمية البالغة» من الهند «رائع حقاً»، ويعترف بأنه «عن طريق المزيد من العمل يمكن أن يحقق لنا تنقيحات كبيرة».

أما إذا تكررت الاستنتاجات نفسها، وما زلنا نجهل ما إذا كان هذا التأثير ينطبق أيضاً على اختبارات ضبط النفس على أساس الإغراء والتركيز العقلي، فقد يعني ذلك أن القوى البشرية التي تبدو خارقة للقدرة الإرادية وضبط النفس ربما تكون في متناول أيدينا، مع توافر العقلية الصحيحة وقليل من الممارسة. وإذا أخذنا في الاعتبار نتائج دراسات أخرى، يتبين أن ثمة عنصراً نفسياً قوياً لمدى قوة الإرادة التي يمكننا أن نحشدها في أية حالة معينة. لذا أنظر إلى التحديات العقلية ومقاومة الإغراء كعاملي تنشيط وليس استنزاف.

يستحق الأمر هذا الجهد. وفقاً لدراسة حديثة لطلاب الجامعات، الأشخاص الذين يعتقدون بعدم محدودية قوة الإرادة ليسوا أكثر سعادة فحسب، بل يعانون بنسبة أقل التوتر والمزاج السيئ عند اقتراب موعد الامتحان. اقترحت يوميات التلامذة التي احتفظوا بها هذا الأمر، لأنهم كانوا قادرين على تكثيف جهودهم لمواجهة التحديات المتزايدة. كذلك وجد استطلاع آخر للمساهمين في منتدى الضغط والإرهاق عبر الإنترنت أن أولئك الذين أيدوا «عدم محدودية قوة الإرادة» كانوا أكثر سعادة وأقل توتراً.

باختصار، وبغض النظر عن مقدار ما عليك القيام به، ربما تكون لديك احتياطات لقوة الإرادة أكثر مما تعتقد، وربما تعتمد فرصك في النجاح والسعادة في المستقبل على التعلم للاستفادة منها. حينها، يختفي الشعور بالضغط.

بدلاً من اعتبار قوة الإرادة كمية من الوقود في السيارة اعتبرها بطارية السيارة

مهما كنت مجهداً عقلياً فلديك دائماً قدرة التركيز على مهمة معينة

الطفل الأقل قدرة على ضبط النفس يزيد العبء على المجتمع عندما يكبر
back to top