خسارة الوزن... دواء من النباتات «يطفئ» جوعك

نشر في 28-09-2018
آخر تحديث 28-09-2018 | 00:00
No Image Caption
لا شكّ في أن تصميم دواء يكبح الإحساس بالجوع من دون التسبب في تأثيرات جانبية حلم أبحاث السمنة. وتشير دراسة جديدة إلى أننا اقتربنا على الأرجح خطوة إضافية من هذا الحلم.
تمثِّل السمنة كتلة معقدة من الأسباب من الضروري معالجة كل منها قبل أن نرى تبدلات ملموسة في المجتمع. عواملها أيضية، ونفسية، واجتماعية، وجينية. وقد يواجه المريض هذه العوامل كلها بدرجات متفاوتة.

علاوة على ذلك، إذا توافر دواء بسيط قليل الكلفة يحدّ من الشهية بأمان على الأمد الطويل، فقد يحقق إنجازاً كبيراً.

يعتقد باحثون من مركز هيلمهولتز في ميونخ بألمانيا أنهم توصلوا على الأرجح إلى مادة كيماوية مماثلة. يذكر الدكتور بول بفلوغر، باحث شارك في وضع تقرير الدراسة، أن الأطباء يطلبون غالباً إلى مرضى السمنة خسارة 5% إلى 10% من وزن جسمهم كل سنة، إلا أن هؤلاء قلما ينجحون في ذلك.

يؤكد الدكتور بفلوغر أن «تخطي هذا «الحاجز السحري» أمر بالغ الأهمية بما أنه يقود إلى تحسّن في عملية الأيض والأمراض الأيضية المرافقة مثل الداء السكري من النمط الثاني».

رفع الستار عن سيلاسترول

رغم تعدد التدخلات المرتبطة بنمط الحياة، يواجه الناس صعوبة في بلوغ خسارة الوزن الضرورية. نتيجة لذلك، يقدّم أي تدخل جديد قد يدفعنا في الاتجاه الصحيح فوائد كبيرة.

حدَّد العلماء مركباً قد يكون مفيداً في نبتة تُستخدم في الطب الصيني التقليدي. تُنتَج هذه المادة، التي تُدعى سيلاسترول، من «دالية إله الرعد» (Tripterygium wilfordii)، وموطنها الأصلي جنوب الصين.

على مرّ السنين، اختُبرت هذه المادة الكيماوية كعلاج محتمل لالتهاب المفاصل الروماتويدي والسرطان. أما احتمال استعمالها كعلاج للسمنة، فاختُبر أول مرة في عام 2015.

اكتشف الباحثون أن هذا المركّب ينشّط في الفئران السمينة مراكز الشبع، أي تلك المناطق في الدماغ التي تخبرنا بأننا شبعنا. وهكذا «أطفأت» الإحساس بالجوع بفاعلية.

نُشرت الدراسة الأحدث التي تناولت السيلاسترول وتأثيره في السمنة في مجلة «الداء السكري».

توضح الدكتورة كارين بفوهلمان، الباحثة المشرفة على تقرير الدراسة: «تعيد السيلاسترول تنشيط آليات الجسم الخاصة لضبط الوزن التي تكون مطفأة في حالة مرضى السمنة».

تفرز الأنسجة الدهنية (دهون الجسم) هرموناً يُدعى ليبتين، عندما يتّحد بمستقبلات الليبتين وينشّطها، يحفّز الإحساس بالشبع. لكن البعض ينمي مقاومة تجاه هذه المادة فتظل منتشرة في دمه ودهونه، إلا أنها تصبح عاجزة عن توليد الإحساس ذاته بالشبع. فيقود ذلك إلى الإفراط في الأكل والسمنة.

تتابع الدكتورة بفوهلمان: «يخسر المصابون عادةً ذلك الإحساس بالشبع لأن الهرمون المعني، الليبتين، لا يعود فاعلاً. في المقابل، يعيد المركب الذي اختبرناه، السيلاسترول، الحساسية تجاه الليبتين إلى طبيعتها ويمنح بالتالي المريض الإحساس بالشبع».

خسارة وزن كبيرة

يسلّط الدكتور بفلوغر الضوء على التبدلات في السلوك التي لاحظها الفريق لدى الفئران وخسارة الوزن المذهلة التي حظيت بها.

يذكر: «أدى إعطاء السيلاسترول إلى تراجع كبير في استهلاك الطعام. نتيجة لذلك، لاحظنا خسارة بلغت نحو 10% من وزن الجسم كمعدل خلال الأسبوع الأول».

ولكن علينا اليوم أن نضبط حماستنا فيما ننتظر نتائج دراسة متابعة تُجرى على البشر. لكن الدكتور بفلوغر يبدو واثقاً من أن مادة السيلاسترول ستعمل بالطريقة ذاتها.

يوضح أن جهاز الليبتين لدى الفئران مطابق تقريباً لجهاز الليبتين لدى الإنسان. لذلك يُبقي آماله عالية. كذلك قد لا نُضطر إلى الانتظار طويلاً. فقد بدأت التجارب البشرية في الولايات المتحدة.

لكن الباحثين يسارعون إلى التأكيد أن السيلاسترول لن تحلّ محل تدخلات نمط الحياة، مثل النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية. لكنها تشكّل وسيلة دعم مفيدة للجهود التي يبذلها الإنسان لخسارة الوزن.

الباحثون يؤكدون أن هذا الدواء لن يحلّ محل النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية
back to top