حذارِ المكملات المُضرّة بالصحة!

نشر في 28-09-2018
آخر تحديث 28-09-2018 | 00:00
No Image Caption
يحذر بحث جديد من احتواء بعض مكملات فقدان الوزن والرياضة على جرعات مضرة من عنصر غير آمن.
أجرى العلماء حديثاً أبحاثاً للتأكد من المضار التي تُسببها مجموعة من المكملات المستعملة لفقدان الوزن أو لتحسين الأداء الرياضي. في هذا المجال، تمنع «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات» جميع الرياضيين من أخذ أي أدوية أو مكملات فيها عنصر الهيجنامين: ناهض لمستقبلات البيتا 2 وقد يُسمم القلب.

لكن رغم حظر استعمال الهيجنامين من الوكالة وتحذيرها من مضاره على صحة القلب والأوعية الدموية، يحتوي عليه عدد كبير من المكملات الغذائية حتى الآن لأنه موجود طبيعياً في بعض النباتات مثل الأقونيطن.

كشف الباحثون، بمن فيهم جون ترافيس، باحث وعالِم بارز في «مؤسسة الصرف الصحي الوطنية» في «آن آربر»، ميشيغن، أن الهيجنامين لا يُستعمَل في المكملات على نطاق واسع فحسب، بل إن الشركات التي تنتج تلك المكملات لا تذكر الجرعة الصحيحة منه على الغلاف.

يوضح ترافيس: «نحث الرياضيين المحترفين والهواة، والمستهلكين عموماً، على التفكير ملياً قبل استهلاك أي منتج يحتوي على الهيجنامين. إلى جانب الخطر المطروح على الرياضيين، يحتوي عدد من هذه المنتجات على جرعات فائقة من منشطات غير آمنة قد تطرح مخاطر على مستوى القلب والأوعية الدموية عند استهلاكها. كشفت الدراسة أيضاً أن المستهلك لن يعرف بأية طريقة كمية الهيجنامين الموجودة في المنتج الذي يأخذه».

نُشرت هذه النتائج حديثاً في مجلة «علم السموم العيادي».

مستويات مقلقة

حلل الباحثون 24 نوعاً من المكملات تُستعمل لفقدان الوزن أو قبل الحصص الرياضية وتحتوي على الهيجنامين المعروف أيضاً باسم النوركوكلورين والديميثيلكوكلورين، ولاحظوا أن تلك المنتجات تحتوي على كميات متنوعة وغير موثوق بها من ذلك العنصر.

بدا الوضع مقلقاً لأن خمسة منتجات فقط من جميع المكملات التي حللها الباحثون ذكرت الكمية الصحيحة من الهيجنامين. وعند اختبار تلك المكملات، اكتشف ترافيس وزملاؤه أن الكميات المذكورة غير صحيحة.

تراوحت الكميات الفعلية من الهيجنامين في مجموعة المنتجات الخاضعة للاختبار بين كميات ضئيلة جداً و62 ملغ في الحصة. لكن استناداً إلى التعليمات الواردة على الغلاف، يمكن أن يأخذ المستخدمون حتى 110 ملغ من ذلك العنصر يومياً، ما قد يؤدي إلى تدهور صحتهم بطرائق غير متوقعة.

أوضح الدكتور بيتر كوهين الذي شارك في الإشراف على الدراسة: «يحتوي بعض النباتات، مثل الإفيدرين، على منشطات. وعند أخذ كمية مفرطة من تلك المنشطات الموجودة في الإفيدرين، قد يواجه الفرد عواقب تطرح خطورة على حياته. الهيجنامين نوع من المنشطات الموجودة في النباتات أيضاً. لم نتأكد بعد من الأثر المترتب على الجسم عند أخذ جرعات مرتفعة منه، لكن تكشف سلسلة من الدراسات الأولية أنه قد يعطي آثاراً عميقة في القلب وأعضاء أخرى».

وفق دراسة نُشرت في «مجلة نيوإنغلاند الطبية» في عام 2015، يرتبط نحو 23005 زيارات لأقسام الطوارئ في المستشفيات الأميركية بأخذ المكملات.

يقول ترافيس: «صحيح أن الهيجنامين يُعتبَر عنصراً غذائياً قانونياً عند إضافته إلى مكونات الخلاصات النباتية، لكن رصدت أبحاثنا مستويات مقلقة من هذه المادة المُنشّطة وكانت الكميات والجرعات الواردة على أغلفة المنتجات غير دقيقة بأي شكل. لما كانت «الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات» تمنع استعمال عنصر الهيجنامين، فيُفترض أن يقلق الرياضيون المحترفون من وجود أية كمية منه في المكملات الغذائية».

تستنتج الدراسة في النهاية ضرورة أن تُصدِر «إدارة الغذاء والدواء» تعليماتها النهائية سريعاً بشأن مكونات المكملات لحماية المستهلكين بدرجة إضافية. كذلك تحذر الأطباء من تأثير كميات الهيجنامين الموجودة في عدد كبير من المكملات الغذائية في صحة القلب والأوعية الدموية.

back to top