وزارة الخارجية تستعيد مكانتها مع بومبيو

نشر في 06-09-2018
آخر تحديث 06-09-2018 | 00:00
خلال الأشهر الأربعة الأولى التي أمضاها في وزارة الخارجية، ردد بومبيو مراراً أنه يريد دفع وزارة الخارجية إلى مقدمة سياسة إدارة ترامب الخارجية، فأعلن في شهر مايو: «سنستعيد فخرنا، وستكون وزارة الخارجية في الطليعة عند كل مفترق طرق في العالم».
 ويكلي ستاندرد استلم مايك بومبيو وزارة خارجية متضررة بقوة في أواخر شهر أبريل، فخلال عهد سلفه المدير التنفيذي السابق في "إكسون موبيل" ريكس تيلرسون، تراجعت المعنويات بحدة، حلم تيلرسون بإعادة تنظيم هذا المحور الدبلوماسي الأميركي باسم الفاعلية المؤسساتية وانتهى به المطاف إلى التعرض للإذلال من رئيسه الذي طرده عبر "تويتر".

لكن بومبيو، الذي لم يمضِ على استلامه هذا المنصب سوى أربعة أشهر، بدأ يكسب المديح المتزن من قدامى وزارة الخارجية ونقاد الرئيس على حد سواء، وذلك بسبب جهوده لتمكين الجهاز الدبلوماسي. لكن بومبيو، في سعيه إلى إعادة وزارته إلى نظامها المعتاد، حافظ أيضاً على ثقة رئيس استثنائي بكل معنى الكلمة.

على بومبيو الالتفاف وتفادي التغريدات التي قد تعرقل خططه الدبلوماسية، ويجب أن يبدو فصيحاً وحازماً على شاشة التلفزيون لأن رئيسه يشاهده على الأرجح، وينبغي له في الوقت عينه العمل مع الحلفاء الذين يعارضون بالكامل غالباً المسارات التي يرسمها ترامب.

لم يكشف بومبيو عن أي خلافات مع ترامب، بخلاف سلفه الذي عارض علانية الرئيس في مسائل مثل الصفقة النووية الإيرانية، كذلك ظل بومبيو مدافعاً راسخاً عن ترامب حتى خلال جلسات مجلس الشيوخ حين تعرض للانتقاد في مسائل مثل التباين بين خطاب الرئيس المتساهل بشأن روسيا وخطوات الإدارة الحازمة. في المقابل يجمع النقاد على أن تقلبات الرئيس تعوق عموماً فاعلية وزارة الخارجية.

يذكر غولدنبرغ أن وزارة بومبيو "تضم جيم جيفري وبريت ماكغورك وجويل رايبورن، وهذا فريق جيد يتولى مسألة سورية و"داعش"، لكن كل ما يقومون به إمضاء وقتهم في محاولة إقناع الرئيس بضرورة عدم الانسحاب من العراق وسورية".

بما أن تيلرسون سعى إلى خفض عدد موظفي وزارة الخارجية بنسبة 8%، أشرف على عملية تجميد في التوظيف انعكست أولاً على أفراد عائلات العاملين في الخدمات الخارجية الذين يسعون إلى الحصول على عمل في السفارات خارج البلد، وأخبرت السفيرة السابقة إلى الإمارات العربية المتحدة بربارا ليف شبكة CBS: "مررنا بفترة تدمير مهول لصفوف العاملين في مجال الخدمات الخارجية دامت 15 شهراً، وشهدنا خروجاً قسرياً للكثير من أفضل الموظفين العامين".

في المقابل رفع بومبيو التجميد المفروض على الخدمات الخارجية والعامة خلال الأسابيع الأولى بعد استلامه منصبه وعمل على ملء الفراغات في الوزارة، كذلك عيّن مبعوثين خاصين محترمين إلى كوريا الشمالية وسورية في خطوة عكست جهود تيلرسون لإزالة هذه المناصب، لكن الشواغر لم تُسد كلها، فمن بين مناصب القيادة والسفراء، لا يزال أكثر من 50 تعييناً عالقاً في مجلس الشيوخ، وفق الأرقام التي قدمتها وزارة الخارجية، وأرجع بومبيو أيضاً وزارة الخارجية إلى عملية اتخاذ قرارات أكثر تقليداً بدل الإدارة التفصيلية التي فضلها تيلرسون.

علاوة على ذلك، اتخذ بومبيو خطوات أظهرت أنه يهتم بوزارته وبمهمته، فقد عقد لقاءات مع موظفي وزارته حين قام بزيارات مهمة إلى دول أجنبية، ولا يقدِم كل وزير خارجية على أمر مماثل، وفي الواقع كثيرون لم يقوموا به، ولم يتخذوا هذه الخطوة البسيطة التي تؤكد للموطفين: "أنتم جنودي وأنا أهتم بكم".

كذلك حارب بومبيو بشراسة اقتراح مكتب الإدارة والموازنة سحب مليارات الدولارات من المساعدات الأجنبية غير المستخدمة، حسبما أفادت صحيفة واشنطن بوست في شهر أغسطس، كان تيلرسون قد وافق على اقتطاع مقترح في الموازنة بنسبة 30% (خطوة رفضها الكونغرس بشدة في النهاية). في المقابل، لم يرضَ بومبيو باقتطاع بنسبة 10% اقترحه مكتب الإدارة والموازنة لأنه يعتبر التمويل بالغ الأهمية في مهمته.

خلال الأشهر الأربعة الأولى التي أمضاها في وزارة الخارجية، ردد بومبيو مراراً أنه يريد دفع وزارة الخارجية إلى مقدمة سياسة إدارة ترامب الخارجية، فأعلن في شهر مايو: "سنستعيد فخرنا، وستكون وزارة الخارجية في الطليعة عند كل مفترق طرق في العالم، متوليةً قيادة السياسة الدبلوماسية الأميركية ومحققةً نتائج مذهلة نيابة عن الرئيس ترامب والولايات المتحدة".

* جينا ليفهيتس

*«ويكلي ستاندرد»

back to top