إسرائيل تضرب ميليشيات عراقية موالية لطهران بدير الزور

• بدء انتشار قوات تركية في منبج وفق الاتفاق مع واشنطن
• ديميستورا يدشّن «اجتماعات الدستور»

نشر في 19-06-2018
آخر تحديث 19-06-2018 | 00:04
نازحون سوريون يشاهدون مباريات كأس العالم في مخيم عين عيسى بالرقة أمس الأول (أ ف ب)
نازحون سوريون يشاهدون مباريات كأس العالم في مخيم عين عيسى بالرقة أمس الأول (أ ف ب)
تلقى محور الرئيس السوري بشار الأسد رسالة دموية من إسرائيل مفادها بأن مطالبتها بخروج إيران من جميع الأراضي السورية ليست مجرد أقوال، وأن الاتفاق على سحب ميليشياتها بما فيها العراقية واللبنانية وغيرها من المنطقة الجنوبية لن يعطيها حصانة للعمل بحرية في باقي المناطق.
مع إعلان الأردن اتصالات مع واشنطن وموسكو لضمان عدم تفجر القتال في جنوب سورية، خسر الرئيس السوري بشار الأسد 52 عنصراً على الأقل من المقاتلين الموالين له في ضربة جوية إسرائيلية استهدفت ليل الأحد- الاثنين أحد أبرز مواقعهم في بلدة الهري الواقعة جنوب مدينة البوكمال في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

وأكدت مصادر مطلعة لـ"الجريدة"، أن الغارة نفذتها مقاتلات إسرائيلية، موضحة أن تل أبيب أرادت إيصال رسالة مزدوجة من الضربة، مفادها، أولاً، أن تأكيد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ضرورة خروج إيران كل سورية، ليست مجرد أقوال، وأنها ستعمل على تحقيق هذا الهدف، وثانياً، أن موافقة إيران على "اتفاق الجنوب" وسحب قواتها وميليشياتها من الحدود مع الأردن وإسرائيل لا يمنحها أي حصانة، ولا يعني أنه يمكنها العمل بحرية في باقي المناطق السورية.

وكشفت المصادر أن الضربة الإسرائيلية حازت هذه المرة ليس على الموافقة الأميركية فقط، بل أيضاً من موسكو، التي باتت تعتبر في الآونة الأخيرة أن طهران تلعب دوراً معرقلاً للأهداف الروسية.

فض الاشتباك

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الضربة تُعد من بين "الأكثر دموية" ضد المقاتلين الموالين للنظام، مشيراً إلى وجود مقاتلين إيرانيين وعراقيين وأفغان ومن "حزب الله" اللبناني يسيطرون على هذه المنطقة الواقعة جنوب خط فض الاشتباك الذي أنشأته موسكو وواشنطن تفادياً لأي تصعيد بين النظام وقوات سورية الديمقراطية (قسد) المدعومة أميركياً.

اتهام ونفي

ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن مصدر عسكري أن "التحالف الأميركي اعتدى على أحد مواقعنا العسكرية" في بلدة الهري "ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة آخرين بجروح".

وقال قيادي في التحالف الداعم للنظام، إن "طائرات مسيرة مجهولة يرجح أنها أميركية قصفت نقاط للفصائل العراقية" بين البوكمال والتنف بالإضافة لمواقع عسكرية سورية.

في المقابل، أوضح المتحدث باسم القيادة المركزية الأميركية الميجر جوش جاك أنه "على علم بالتقارير حول غارة قرب مدينة البوكمال"، مؤكداً في الوقت ذاته أنه "لم تكن هناك غارات للولايات المتحدة أو قوات التحالف في هذه المنطقة".

ريف الحسكة

وفي إطار المعارك المستمرة ضد آخر جيوب التنظيم المتطرف، وسعت "قسد" نطاق عملياتها العسكرية مؤخراً لتشمل ريف الحسكة الجنوبي المحاذي لدير الزور مع سيطرتها على معقله في بلدة دشيشة، التي تقع على "ممر حيوي" كان يربط مناطق نفوذه في سورية بتلك الموجودة في العراق.

وكتب المبعوث الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك، على "تويتر"، "للمرة الأولى خلال أربع سنوات، لم تعد الدشيشة، بلدة شكلت معبراً سيء السمعة للسلاح والمقاتلين والانتحاريين بين العراق وسورية، تحت سيطرة ارهابيي التنظيم".

جنوب سورية

وعلى جبهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس الأول عن اتصالات مع الولايات المتحدة وروسيا لضمان "عدم تفجر القتال" في منطقة الجنوبية، مؤكداً التزام الأطراف الثلاثة حماية اتفاق خفض التصعيد كخطوة نحو وقف شامل للقتال وحل سياسي للأزمة.

وحض الصفدي، خلال اتصال هاتفي مع المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا، على "بذل كل جهد ممكن لوقف القتال وحقن الدم السوري" معتبراً أن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد لوقف معاناة الشعب وإنهاء الأزمة".

اللجنة الدستورية

وفي محاولة لدفع عملية السلام من جديد، أجرى ديميستورا مباحثات مع مسؤولين بارزين من روسيا وإيران وتركيا في جنيف ركزت على الإصلاحات الدستورية قبل انضمام دول أخرى منها بريطانيا وفرنسا والسعودية وفرنسا والأردن وألمانيا، للاجتماعات في 25 من يونيو الجاري.

وناقش ديمستور مع ممثلي الدول الثلاث الضامنة لاتفاق خفض التصعيد تشكيل اللجنة الدستورية، التي أعلن عنها في مؤتمر سوتشي وتقديم قوائم المرشحين لها، والتي يطالب النظام بحصة الأغلبية منها.

دوريات منبج

وفي إطار خريطة طريق تم الاتفاق عليها مع واشنطن مطلع يونيو الجاري، دخلت قوات تركية إلى ريف حلب وشرعت في عمل دوريات مشتركة مع نظيرتها الأميركية في مدينة منبج.

وقال قائد المجلس العسكري لمنبج التابع للجيش الحر عدنان أبو فيصل، إنهم تبلغوا رسمياً ببدء عمل الدوريات المشتركة على خطوط التماس غداة دخول وفد عسكري إلى المدينة، موضحاً أن عملها سيتركز على خطوط التماس حالياً.

وستطبق خطة منبج على مراحل محددة، تبدأ بانسحاب قادة وحدات حماية الشعب الكردية منها، يليها تولي عناصر من الجيش والاستخبارات التركية والأميركية مهمة مراقبة المدينة بعد 45 يوماً من اجتماع وزيري خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو والولايات المتحدة مايك بومبيو في 13 يونيو.

أما المرحلة الثالثة فتنص على تشكيل إدارة محلية في غضون 60 يوماً، وسيجري تشكيل المجلس المحلي والعسكري اللذين سيوفران الخدمات والأمن في المدينة، حسب التوزيع العرقي للسكان.

في غضون ذلك، عبرت طرادات بحرية روسية مزودة بصواريخ "كاليبر-إن كي" مضيق البوسفور ودخلت ليل الأحد- الاثنين البحر المتوسط في طريقها إلى ميناء طرطوس السوري.

وقبل ذلك عبر طراد "غراد سفياجيسك" وطراد "فيليكي أوستيوغ" قناة فولغا دونسكوي من أستراخان إلى البحر الأسود، قبل أن يصلا إلى مضيق البوسفور ويعبراه باتجاه البحر الأبيض المتوسط.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن مواقع الرصد التركية أن الطرادات الروسية من مشروع 21631 "بويان-أم" تتجه إلى ميناء طرطوس حيث القاعدة البحرية الروسية.

وفي أكتوبر 2015، نفذت سفن "غراد سفياجيسك" و"فيليكي أوستيوغ" و"أوغليتش" وسفينة الحراسة "داغستان" ضربة منسقةعلى مواقع في سورية أطلقت خلالها 26 صاروخاً.

الأردن يعلن اتصالات لضمان عدم تفجر القتال جنوب سورية
back to top