المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي

نشر في 04-06-2018
آخر تحديث 04-06-2018 | 00:00
No Image Caption
صدر حديثاً عن "النخبة" للنشر والطباعة كتاب "المسلمون بين الخطاب الديني والخطاب الإلهي" للكاتب الإماراتي علي محمد الشرفاء الحمادي.

ويفرق الكاتب في صفحات كتابه بين نوعين من الخطاب: الخطاب الديني، ويقصد به كل النصوص التي أضيفت للسردية المقدسة الأصلية، ويعني بها القرآن الكريم، أو بعبارة أكثر بساطة يقصد من الخطاب الديني: التراث الديني المتراكم بعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حتى الآن، مشيراً إلى أن هذا التراث في حقيقة الأمر هو تراث إنساني تمت أسطرته، أو تحويله إلى أسطورة، ومن ثمَّ إلى مقدس، أما ما يقصده الباحث بالخطاب الإلهي، فهو النص المؤسس للدين الإسلامي وهو القرآن الكريم.

ويبذل الباحث في هذه الدراسة جهدًا كبيرًا من أجل الدفاع عن هذا النص المؤسس وتبرئته من كل ما نُسب إليه من اتهامات باطلة مثل: معاداة العلم، التعصب، العنف، الجمود، كراهية الآخر، النزعة القتالية، اضطهاد المرأة... إلخ.

وفي سبيل الوصول إلى هذا الهدف يقدم الباحث قراءة منفتحة ومتحررة من الأطر التقليدية ذات النزعة الأحادية، مؤكداً أن القرآن الكريم لم يكن أبدًا لاهوتيًا، ولم يؤسس لأي نزعة لاهوتية، وإنما هو رسالة هدفها تحرير الإنسان من الظلم والجهل والعبودية والأنانية، رسالة تؤكد وتؤسس لمعاني سامية ونبيلة مثل: الحب والتسامح والعدل والعقلانية وقبول الآخر ونشر السلام والسعي للمعرفة والعلم والإبداع والنزعة الإنسانية أو احترام الإنسان لذاته بوصفه خليفة الله في الأرض.

ويرى الكاتب أن الرجوع إلى النص القرآني بوصفه المرجعية الأساسية والوحيدة للمسلمين هو الحل للخروج من مأزق المرجعيات والتفسيرات التي وضعها علماء الحديث والفقهاء، والتي كانت سببًا في طمس الوجه المشرق للإسلام وتشويه صورته السمحاء، معتبراً أن المسلمين اليوم ليس أمامهم سوى طريقين لا ثالث لهما: إما أن نؤمن بالله الواحد الأحد وبكتابه القرآن الكريم هاديًا ومرشدًا لنا... وإما أن نتبع الروايات التي روج لها ممن يسمون أنفسهم بعلماء الدين، وعلماء الحديث، وشيوخ الإسلام وأقحموها في قناعات المسلمين وفي معتقداتهم، فكانت سببًا في تفرقهم وتشرذمهم فرقًا وشيعًا وأحزابًا يكفر بعضهم بعضًا ويقتل بعضهم البعض الآخر.

وينتهي علي محمد الحمادي في كتابه إلى نتيجة مهمة، وهي أن الخطاب الإلهي هو المقدس الأوحد، هو خطاب للأحياء وليس للأموات أو للماضي، وهذا معناه أنه خطاب متجدد ومتفاعل مع واقع الحياة الإنسانية المتغيرة المتجددة.

back to top