مفتي زنجبار الشيخ صالح عمر كعبي لـ الجريدة.: تنزانيا تضيِّق على المسلمين في تقلد الوظائف العامة

«دافعنا عن ديننا بتقديم المفاهيم الصحيحة للإسلام فأدركوا أنه ليس دين إرهاب»

نشر في 30-05-2018
آخر تحديث 30-05-2018 | 00:02
الشيخ صالح كعبي متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
الشيخ صالح كعبي متحدثاً إلى محرر «الجريدة»
أكد مفتي زنجبار (مجموعة جزر تتبع تنزانيا) الشيخ صالح عمر كعبي أن المسلمين في زنجبار يمارسون عبادتهم دون عوائق، لكنهم يتعرضون في تنزانيا لضغوط من جانب المسيحيين، كما تمنعهم الحكومة من تقلد الوظائف العامة، مشدداً خلال مقابلة له مع "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة، على أهمية أن تتولى المؤسسات الدينية تعليم الأمة السلام، ونشر ثقافة المحبة والتعايش التي دعا إليها الإسلام، ليدرك العالم أن الإسلام ليس دين إرهاب... وفيما يلي نص المقابلة:
● كيف ترى الثقافة الإسلامية على أرض الواقع؟

- يجب الاهتمام بها، وعلى المسلمين أن يتحدوا ويتعاونوا بجملتهم ليكونوا على نسق واحد، حتى تستمر الثقافة الإسلامية وتتطور من حال إلى حال.

● ماذا عن دور المؤسسة الدينية في زنجبار؟

- معروف أن زنجبار إقليم يتيع دولة تنزانيا، وهي ليست دولة إسلامية، لكن نسبة المسلمين في زنجبار أكثر من 95 في المئة، لأن المسيحية هي الدين الثاني في زنجبار، لكنها الدين الأول في تنزانيا، لذا نمارس عبادتنا وديننا دون عقبات ولا عوائق، ونأخذ حقوقنا كاملة، فالدولة لا تتدخل في الأمور الإسلامية.

● هل يحدث أي شكل من أشكال الفتنة؟

- أحيانا... لأن رئيس تنزانيا مسيحي، والمسيحيون لا يريدون أن يروا الإسلام مستمراً، أو حراً، ويمارسون الضغط على الإسلام والمسلمين، لذلك في بعض الأحيان تكون هناك ضغوط وتضييق، فمثلاً صدر قرار أخيراً مفاده أن من ينجح في الدراسات الإسلامية في مرحلة الثانوية لا يلتحق بالجامعة، لكننا نقاوم هذا الأمر، والآن المقاومة مستمرة بيننا وبين اللجنة الامتحانية.

● معنى ذلك أن المتخصص في الثقافة الإسلامية لا يلتحق بالوظائف الحكومية؟

- يعملون في الوظائف الحكومية، لأن هناك معلمين مسلمين يدرسون الدين الإسلامي في المدارس في زنجبار، ومعلمين يدرسون الفقه والحديث والدراسات الإسلامية، وكذلك عندنا وزارة الأوقاف، وعندنا قضاة الإسلام الذين يحكمون في قضايا الزواج والطلاق والميراث والنفقة، وكلهم موظفون في الحكومة، وكذلك الأمر في إدارة الإفتاء، فنحن موظفون في الحكومة في زنجبار، لكن المشكلة كلها في الاتحاد بين زنجبار وتنزانيا، فهذه مشكلة باتت تؤرق المسلمين، وتسبب لهم الضيق.

● كيف يرى غير المسلمين في تنزانيا الإسلام؟

- كانوا يتهمون الإسلام بالإرهاب، لكننا دافعنا عن ديننا بتقديم المفاهيم الصحيحة له، فأدركوا أن الإسلام ليس دين إرهاب، إنما دين اخوة وتسامح، فخفتت الأصوات المتهمة للدين الإسلامي والمسلمين بالعنف، والآن نعيش متحابين متعاونين، المسيحي كالمسلم، والعلاقة بيننا في زنجبار طيبة تسودها المحبة حتى لا تكون هناك فتنة بيننا وبينهم.

● لكن ما التحديات التي تواجه المسلمين في تنزانيا؟

- التضييق عليهم في الالتحاق بالوظائف الحكومية، وكذلك منع الطلاب الذين نجحوا في امتحانات الدراسات الإسلامية في المرحلة الثانوية من الالتحاق بالجامعات.

● هل هناك تضييق على المسلمين في مسألة بناء المساجد؟

- لا يوجد تضييق بخصوص هذا الشأن، ولا بناء مدارس تعليم وتحفيظ القرآن، ولا الشركات والجمعيات الاسلامية.

● ماذا عن التحديات التي تواجهك كمفتي؟

- بالنسبة للإفتاء لا توجد تحديات، فنحن نمارس عملنا في إصدار الفتاوى، ونتعاون مع كبار العلماء في الدول الإسلامية، وكذلك نعقد المؤتمرات والمحاضرات مع أئمة المساجد، خصوصا أن المساجد والأئمة يكونون تحت إشرافنا.

● المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية هل لها دور لدعم مسلمي زنجبار؟

- هناك تعاون كبير بين العديد من المؤسسات الدينية في مختلف البلدان العربية والإسلامية وإرسال البعثات والقوافل الدعوية، خصوصا الأزهر الشريف، الذي يبذل جهداً كبيراً من أجل نشر ثقافة التعايش السلمي ونبذ الغلو والتطرّف، ونشر السلام العالمي من خلال إرسال الدعاة إلى زنجبار لشرح تعاليم الإسلام عبر وسائل الإعلام، أو إلقاء المحاضرات في المساجد.

● ماذا عن وسائل الإعلام ودورها في نبذ الفتن؟

- وسائل الإعلام في زنجبار لها دور عظيم في نشر الإسلام وتعاليمه الصحيحة، خصوصا الإذاعة والتلفزيون، وهي وسائل مهمة لنقل المؤتمرات التي تعقد للتعريف بالإسلام واستضافة العلماء والمفكرين لشرح المفاهيم الدينية الصحيحة.

نتعاون مع المؤسسات الدينية في الدول الإسلامية لنشر ثقافة التعايش السلمي ونبذ التطرف
back to top