الضغوط النفسية... نهاية أم بداية؟

نشر في 19-05-2018
آخر تحديث 19-05-2018 | 00:06
 خالد مقبل الماجدي الضغوط النفسية مواقف يمر بها كل إنسان، ويحاول كل شخص أن يواجه تلك المواقف المسببة للتوتر باتباع أساليب تبعد عنه الخطر وتعيد إليه حالة التوازن، غير أن بعض الناس قد يخفقون بسبب سماتهم النفسية، ويبقون تحت رحمة الضغط والتوتر.

وجود الضغوط في حياتنا أمر طبيعي ولا يعني ذلك أننا مرضى، بل يعني أننا نعيش ونتفاعل مع الحياة ونحقق طموحاتنا ونعمل لأنفسنا ولوطننا، وعلاج تلك الضغوط ليس بالتخلص منها أو تجنبها بل بالتعايش الإيجابي مع مسبباتها، فالفرق بين الضعفاء والأقوياء، أن الأقوياء يرتقون إلى أعلى ويصمتون ويحلون الأمور بعقلانية وهدوء، وبعد تقبلهم حقيقة الوضع يبحثون عن مخرج من خلال التعامل مع الوضع مقابل الضعفاء الذين يخلقون مزيدا من صور الدراما التي تثبط الهمم.

الضغوط وخيبة الأمل بمثابة "حقنة الإنعاش" بعد التخدير، هي مثل الماء البارد الذي يرشه أحد الإخوة على وجهك، ولذا عليك عند التفكير في يومك أن يكون ذلك بطريقة واقعية وأن يكون برنامجك عملياً، وأن تخطط لمستقبلك عبر التجرد من جميع الأفكار والأحلام التي تجعلك مقيدا تحت وطأتها بالتحرر الصحيح منها.

وقد تواصلت البحوث حول تلك القيود، وأشارت إلى أن أبرزها والتي قد تصل بصاحبها إلى السلوك العدواني، الشك، وعدم الثقة بالآخرين، وحمل الحقد والاستياء، وكثرة الخصومات، وفورات الغضب المتكررة، إلى غير ذلك من السمات الضارة التي تلعب دوراً سلبيا في حياتنا.

هو أحمق، ذلك الذي يفقد توازنه أمام الضغوط النفسية، ويتصرف تصرفات تؤذي ولا تنفع، أما الإنسان فمن الطبيعي كذلك أن يتأثر لدى تعرّضه لأزمة أو صدمة أو مصيبة، لكن عودته إلى التوازن والصبر والرضا قد تكون بعد لحظات، أو بعد ساعات، أو بعد أيام… وذلك بحسب قوة إيمانه ويقينه، فكلما كانت معرفته بالله ولطفه وحكمته أعمق كانت عودته أقرب.

هناك أمراض نفسية يُبتَلى بها بعض الناس تجعلهم يميلون إلى إيقاع الأذى بالآخرين من بطش ولوم وضرب وحقد، ويكون الحل عندئذ بالعمل المستمر وتطوير الإنسان فكرته وطريقة عرضها ومن المؤكد أنها ستنجح يوما ما، كما أن عليه مخالطة هؤلاء الذين يشجعونه باستمرار فهم بمثابة طاقة يستمد منها القدرة على الاستمرار، ومن أبرز النماذج المشرقة لهذه الصفة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، فعندما حكى لها النبي -صلى الله عليه وسلم- خوفه مما حدث له في غار حراء وما رآه فيه، وقفت بجانبه وقالت له: لن يضيعك الله أبدا، وأخذت تذكر مُحفِّزات له تبيِّن له أنه صلب وقوي ويستحق هذا الهدف العظيم.

لا تنسى أن تبحث دائما عن هدفك وتسعى بجدية إلى تحقيقه، لأن هدفك يستحق ذلك، وأنت عبقري تستحق الهدف العظيم، واعلم أن ما يصيب الإنسان من ضغط نفسي أو خيبة أمل ليس نهاية الحياة، بل قد يكون في هذه الخيبة خير كثير خبأه الله لك، ابدأ الحياة بقوة وسلاسة ومرونة وروح جديدة.

back to top