تعرّفي إلى أولى التجارب في حياة طفلك

نشر في 09-05-2018
آخر تحديث 09-05-2018 | 00:02
No Image Caption
إذا أصبحتِ أماً للمرة الأولى، فمن الطبيعي أن يأخذ طفلك كامل وقتك. وسرعان ما تجمعين ذكريات سترافقك طوال حياتك عن أول ضحكة وقهقهة وأول مرة يمسك فيها الطفل إصبعك... إليك أهم ما يجب أن تعرفيه عن المرحلة الأولى من حياة طفلك.

أول لقاح

ربما يشكّل تلقيح الطفل أفضل خطوة لحمايته من الأمراض وتقوية مناعته. تحميه اللقاحات من الأمراض التي تهدد الحياة والتي يعجز جسمه عن التصدي لها، إذ تدفع المستضدات فيها جهاز المناعة إلى إنتاج أجسام مضادة قادرة على محاربة الاعتداءات الخارجية.

أول لقاح يتلقاه الطفل مضاد لشلل الأطفال والتهاب الكبد «ب». لا يسبّب هذا اللقاح أي ألم أو حمى في المرحلة اللاحقة. لكن يجب أن يبلغ وزن الطفل كيلوغرامين على الأقل عند إعطائه اللقاح.

يمكن أن تظهر حبة صغيرة في منطقة تلقّي اللقاح بعد بضعة أسابيع ويجب أن تمتنعي عن التلاعب بها لأنها ستُثقَب تلقائياً وقد تترك ندبة صغيرة بعد أشهر في بعض الحالات. لكن إذا ظهرت كتلة تحت الإبط، فمن الأفضل أن تستشيري الطبيب.

تتعدّد اللقاحات المهمة الأخرى التي يحصل عليها الطفل في سنته الأولى، من بينها لقاح الخناق وذوفان الكزاز إلى جانب لقاح فيروس نقص المناعة البشري. فضلاً عن هذه اللقاحات، يحصل الطفل على لقاح فيروس الروتا الذي يحميه من الإسهال الحاد. في الأشهر الستة الأولى، يتلقى الطفل أيضاً لقاح الالتهاب الرئوي.

يظهر أحياناً بعض الآثار الجانبية مثل التهاب ساق الطفل في موقع تلقي اللقاح، أو يمكن أن يصاب الطفل بحمى خفيفة أو يتعكّر مزاجه. سيوصي الطبيب على الأرجح بإعطائه الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين كي يشعر بالراحة. قد تسبب اللقاحات المؤلمة مضاعفات مثل الألم أو الحمى أو التورم. لتجنب هذه الآثار، استعملي الثلج المخمّر مرتين يومياً.

أثبت بعض الدراسات أن إرضاع الطفل حين يتلقى اللقاح يخفف اضطرابه ويريحه. لذا يجب أن يحافظ الوالدان على هدوئهما ويقدّما الدعم اللازم للطفل أثناء تلقّيه اللقاح. يمكن أن يستعملا الفكاهة والمزاح لإلهائه وتخفيف قلقه.

لتبديد أي شكوك تنتابك، تحدثي إلى الطبيب قبل موعد اللقاح وبعده كي تطّلعي على الآثار الجانبية المحتملة وتسأليه عن وجود الزئبق في بعض اللقاحات واحتمال تسبّبها بالتوحد، وعن مدى سلامة تلقّي لقاحات عدة في الوقت نفسه.

أول سن

يبدأ نمو الأسنان بين الشهرين السادس والتاسع لكنه قد يتأخر في بعض الحالات. تنمو القواطع العليا أو السفلية قبل الأسنان الأخرى غالباً، ويتراوح عدد الأسنان التي تنمو بحلول عمر السنة بين ستة وثمانية.

في مرحلة نمو الأسنان، يشتدّ سيلان اللعاب فتبقى ملابس الطفل رطبة، لذا من الأفضل أن يضع مريلة باستمرار. نظّفي ذقنه وشفتيه بنعومة. على صعيد آخر، يميل الطفل في هذه الفترة إلى عضّ كل ما يمسك به، لذا قد تصبح الرضاعة مؤلمة! إنها عملية طبيعية لذا لا تعطيه حلقات التسنين بل قدّمي له البسكويت. تساعده حركة العضّ على تخفيف حاجته إلى حكّ لثّته. يصبح البسكويت طرياً في فم الطفل ويتراجع احتمال اختناقه.

سيشعر الطفل أيضاً بألم في فمه لأن السن الصغيرة ستشقّ اللثة وتزعجه. لذا من الطبيعي أن يرفض الأكل لأن الطعام سيزيد ألم اللثة في هذه المرحلة، ما يؤدي إلى تعكّر مزاجه لأنه سيتألم ويجوع في الوقت نفسه! ولما كانت مناطق اللثة والأذن والخدّ تتقاسم المسارات العصبية نفسها، فقد ينتقل الألم إلى مواقع أخرى.

في هذا العمر، يؤدي شرب الحليب بالزجاجة إلى نشوء الأسنان بطريقة شائبة أو يمكن أن تتسوّس أسنان الحليب. لذا يجب أن تنظفي أسنان الطفل بفرشاة ناعمة بدءاً من الشهر السادس عشر.

قد تصبح قطعة القماش المبرّدة أداة سهلة وآمنة لإراحة الأسنان أو يمكنك اختيار ألعاب خاصة بالأسنان علماً بأنها تأتي بأشكال وأحجام مختلفة ويكون بعضها مليئاً بالماء ويمكن وضعه في البراد. إذا اعتاد طفلك تناول الأغذية الصلبة، يمكنه أن يمضغ الموز المجمّد والعنب أو يأكل اللبن البارد. لكن اهرسي الطعام كي لا يختنق به الطفل.

استشيري الطبيب قبل استعمال الهلام المخدّر أو الكريم الخاص باللثة ولا تعطيه أي أدوية من دون وصفة طبية.

الحمى والإسهال ليسا من الأعراض الشائعة في مرحلة نمو الأسنان. لكن إذا ارتفعت حرارة طفلك أو زاد وضعه سوءاً، اتصلي بالطبيب فوراً!

أول زكام

صحيح أن الرضاعة تقوي مناعة الطفل، لكنها لا تحميه بالكامل من الفيروسات التي يمكن أن تسبب التهابات تنفسية. يجب أن يتذكر جميع الأهالي أن مختلف أنواع الزكام الفيروسية يمكن تجنبها حتى الشهر السادس أو التاسع بفضل الأجسام المضادة الموجودة في جسم الأم. حين يكون الطفل في رحم أمه، تصل إليه الأجسام المضادة عبر المشيمة ثم عبر حليب الأم بعد الولادة. يمكن أن يصاب الطفل بالزكام مرات عدة قبل أن يبلغ عمر السنة. يجب أن تفهمي في هذه الحالة طبيعة الأعراض التي يواجهها الطفل وتعالجي الوضع بحذر.

في هذه الظروف، قد يتعكر مزاج الطفل وتزيد حركته ويسيل أنفه. وبسبب الاحتقان في صدره، يصيبه سعال قوي. على صعيد آخر، يمكن أن تضعف شهيته ويخفّ أكله ويفضّل الاكتفاء بحليب أمه ولا بأس بذلك. ويمكن أن يخسر جزءاً بسيطاً من وزنه خلال بضعة أيام لكن يُعتبر هذا الوضع طبيعياً أيضاً. وبسبب انسداد أنفه، سيعجز عن التنفس بإيقاع مريح ويجد صعوبة في إكمال الرضاعة.

يجب أن تعرفي أن الزكام التهاب فيروسي ولا يتطلب علاجه أي مضادات حيوية بل يمكن التعامل معه باستعمال قطرات الأنف والبخار أو رشّ زيت الكينا على الملابس. كذلك يجب أن تبقي كمية كبيرة من المناديل الرطبة في متناول يدك لمسح أنف الطفل باستمرار. تمنع المواد الناعمة جفاف البشرة وتقشيرها. لكن يسهل أن تحمرّ بشرة الطفل الحساسة في مطلق الأحوال، لذا يمكن أن تستعملي بعض الفازلين لترطيبها.

احتفظي دوماً بالأدوية اللازمة وقطرات المحلول الملحي وميزان الحرارة وجهاز الترطيب الذي يرطّب الجو ويرخي الإفرازات المخاطية ويخفف احتقان الصدر. حاولي أن تضعي بعض المناشف تحت فراش الطفل لتسهيل نومه. ولما كنت تتولين الاهتمام بطفلك، فيجب أن تحمي نفسك طوال الوقت. احرصي على غسل يديك باستمرار كي لا تلتقطي الجراثيم من طفلك وتنقليها إلى الآخرين. اتصلي بالطبيب إذا بدا طفلك باهتاً أو توقف عن التفاعل معك أو ارتفعت حرارته أو استمر الزكام لأكثر من ثلاثة أيام.

أول صوت

البكاء عند الولادة أول صوت يصدره الطفل على الإطلاق. إنه مؤشر جيد كونه يدلّ على سلامة وضع المولود. يحبّ الوالدان طبعاً سماع أصوات أخرى من أطفالهم مثل الغرغرة بين الشهرين الثاني والرابع. كذلك يصدر الطفل مقاطع صوتية فردية في الشهر السابع أو الثامن ثم يبدأ بلفظ مقاطع بسيطة مثل «ماما» و«بابا». يظن عدد كبير من الأهالي أنها كلمة الطفل الأولى مع أن كلماته الأولى مختلفة. إذا لم يلفظ الطفل أي شكلٍ من الكلمات بحلول الشهر الثامن أو التاسع ولم يقم بأي تفاعل بعينيه مع المحيطين به، فمن الأفضل أن تستشيري طبيب الأطفال.

الخطوات الأولى

حين يبدأ الطفل بالزحف، احرصي على ترطيب بشرته مرتين في اليوم وأبقيه بعيداً عن المطبخ والحمّام وحافظي على نظافة المنزل كله. يجب أن يبقى أيضاً بمنأى عن الأغراض الخطيرة مثل الخرز والأزرار والبطاريات والمكسرات والقطع النقدية لأنه قد يختنق بها.

إذا لم يلفظ الطفل أي شكلٍ من الكلمات بحلول الشهر الثامن فاستشيري الطبيب

الزكام التهاب فيروسي لا يتطلب علاجه أي مضادات حيوية
back to top