الأسد يحاصر أهم مدن الغوطة... وإردوغان على باب عفرين

• الرئيس التركي يدعو «الناتو» إلى القدوم لسورية لدعم قواته
• بوتين: لا أدلة على «الكيماوي»

نشر في 11-03-2018
آخر تحديث 11-03-2018 | 00:05
سوريان يسيران وسط الدمار في حمورية بالغوطة أمس (أ ف ب)
سوريان يسيران وسط الدمار في حمورية بالغوطة أمس (أ ف ب)
دخلت الحرب السورية في مرحلة مفصلية جديدة، بعد أن تمكنت قوات الرئيس بشار الأسد من تحقيق تقدم كبير في منطقة الغوطة المجاورة لدمشق، التي كانت تعتبر أقوى جيب للمعارضة بحكم موقعه الجغرافي ووجود تنظيمات مسلحة قوية فيه. جاء ذلك بالتزامن مع تطور جديد في الشمال، مع اقتراب الأتراك من مركز مدينة عفرين.
عزلت قوات الجيش السوري الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، أمس، مدينة دوما عن بقية الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، إثر تقدم جديد حققته على حساب الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأوضح مدير المرصد، رامي عبدالرحمن، لوكالة فرانس برس أن عزل دوما، أبرز مدن الغوطة الشرقية، يأتي بعد "سيطرة قوات النظام على الطريق التي يربطها بحرستا غرباً وعلى مدينة مسرابا إلى الجنوب منها". وتعد مدينة دوما معقل فصيل "جيش الإسلام" الأكثر نفوذاً في الغوطة الشرقية.

وأشار عبدالرحمن إلى أن "قوات النظام تمكنت السبت من تقسيم الغوطة الشرقية إلى ثلاثة أجزاء: دوما ومحيطها شمالا، حرستا غربا، وبقية المدن والبلدات التي تمتد من الوسط إلى الجنوب".

وأفاد مراسل "فرانس برس" في مدينة دوما عن قصف جوي ومدفعي استهدف المدينة التي يختبئ سكانها في الأبنية وبدت شوارعها خالية من الحركة.

ومن شأن هذا التقدم أن يضيق الخناق أكثر على الفصائل المعارضة، كما على عشرات آلاف المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية منذ عام 2013.

وتدور اشتباكات عنيفة أيضاً بين قوات النظام وفصيل "فيلق الرحمن" قرب بلدات حمورية وسقبا وافتيريس (جنوب).

وتُعد الغوطة الشرقية إحدى بوابات دمشق، وتشكل منذ عام 2012 معقل الفصائل المعارضة قرب العاصمة، مما جعلها هدفا دائما لقوات النظام، التي باتت في إطار حملة عسكرية مستمرة منذ ثلاثة أسابيع تسيطر على أكثر من نصف مساحتها.

ومع انتشال المزيد من الضحايا من تحت الأنقاض، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء قوات النظام حملته العسكرية ضد الغوطة الشرقية في 18 فبراير إلى أكثر من 975 مدنياً بينهم مئتا طفل.

عفرين

على جبهة أخرى، باتت القوات التركية والفصائل السورية الموالية لها، أمس، على بعد أربعة كيلومترات من مدينة عفرين في شمال سورية، وسط استمرار للمعارك العنيفة مع المقاتلين الأكراد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويأتي ذلك غداة تصريح للرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال فيه إن قواته تستطيع أن تدخل "في أي لحظة" مدينة عفرين، في إطار عملية "غصن الزيتون" العسكرية التي تشنها أنقرة وفصائل سورية موالية لها منذ نحو شهرين ضد المنطقة ذات الغالبية الكردية.

وقال رامي عبدالرحمن أمس: "باتت القوات التركية على بعد أربعة كيلومترات من مدينة عفرين من الجهة الشمالية الشرقية، حيث تدور معارك عنيفة يرافقها قصف جوي ومدفعي".

وأوضح أن "معارك عنيفة تدور على جبهات أخرى في محاولة من القوات التركية والفصائل تحقيق المزيد من التقدم بهدف محاصرة المدينة".

وكانت القوات التركية قد حققت تقدما ملحوظا الخميس بسيطرتها على بلدة جنديرس الاستراتيجية في جنوب غرب عفرين.

وأشار عبدالرحمن إلى "مخاوف كبيرة" لدى المدنيين في مدينة عفرين، التي ليس لديها سوى معبر واحد يؤدي إلى مناطق سيطرة قوات النظام في شمال حلب.

إردوغان

ووجه إردوغان دعوة لـ "الناتو" للقدوم إلى سورية، والمساعدة في حماية الحدود التركية من "الإرهابيين"، التي أكدت أنقرة مرارا أنها بمنزلة الحدود المتقدمة للحلف.

وقال إردوغان في خطاب ألقاه أمس أمام أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم في محافظة مرسين: "أخاطب الناتو، أين أنتم؟، تعالوا إلى سورية، لماذا لا تأتون، أليست تركيا إحدى دول الناتو؟"

وأضاف: "دعوتمونا إلى أفغانستان والصومال والبلقان فلبينا النداء، والآن أنا أدعوكم: تعالوا إلى سورية... لماذا لا تأتون؟"

وحول أهداف عملية "غصن الزيتون"، قال إردوغان: "لسنا قوة احتلال، هدفنا فقط تطهير حدودنا مع سورية من الإرهابيين، سنطهر عفرين من الإرهاب، ومن ثم نطهر منبج وتل أبيض والقامشلي وكل حدودنا من الإرهابيين"، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد المتمركزين في المنطقة.

وأضاف: "بلغ عدد الإرهابيين الذين تم تحييدهم في إطار عملية غصن الزيتون، 3213 إرهابيا، وتم تطهير 900 كيلومتر مربع من الإرهابيين"، مشددا على أن الجيش التركي يواصل الزحف نحو مركز مدينة عفرين.

بوتين

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اقتناعه بأن الاتهامات الموجهة إلى الجيش السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية مفبركة، وتصب في مصلحة الإرهابيين. وأشار الرئيس الروسي، في مقابلة أجرتها معه الصحافية الأميركية ميغين كيلي من قناة "إن بي سي"، إلى أن الحكومة السورية أتلفت ترسانتها الكيماوية، مؤكدا علم موسكو بتخطيط المسلحين لتزييف هجمات كيماوية من قبل الجيش، على غرار الاستفزازات التي حدثت في الماضي، لاستخدامها لاحقا كحجة لتوحيد الجهود الدولية في محاربة الرئيس السوري بشار الأسد.

وانتقد بوتين التحقيق الأممي في حالات استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية والذي يحمل دمشق وتنظيم "داعش" المسؤولية عن هذه الهجمات، قائلا إن هذا التحقيق لم يكن جديا.

وذكّر بوتين بسقوط العديد من الضحايا بين المدنيين جراء قصف التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمدينتي الرقة السورية والموصل العراقية، في إطار عمليتي تحريرهما من تنظيم "داعش"، ناصحا الولايات المتحدة بالتحقيق في هذه الكوارث أيضا.

اتفاق

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة، على تحقيق الاستقرار في مدينة منبج، ومدن شرق نهر الفرات، في سورية.

وقال أوغلو، في حديث لصحيفة "دي تسايت" الألمانية: "أسسنا مجموعة عمل من أجل هذا الأمر، وفي 19 الجاري سألتقي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون"، مضيفا أن تركيا تأمل "أن تتوقف الولايات المتحدة عن تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية".

وشدد أوغلو على ضرورة عدم تهديد واشنطن لتركيا، قائلا: "على الولايات المتحدة ألا تهددنا، فنحن حليفان في الناتو"، مضيفا أن تركيا ترفض أسلوب التهديد.

واشنطن وأنقرة تجريان مفاوضات حول منبج وشرق الفرات
back to top