ترامب يهاجم الجميع باستثناء روسيا

نشر في 25-02-2018
آخر تحديث 25-02-2018 | 00:11
 بوليتيكو ثار ترامب ضد التحقيقات في تدخل روسيا في انتخابات عام 2016، مطلقاً فيضاً من التغريدات التي هاجم فيها مكتب التحقيقات الفدرالي، وشبكة "سي إن إن"، والحزب الديمقراطي، ومستشاره الخاص للأمن القومي، وأوباما، وكبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب، لكنه لم ينتقد روسيا أو يعبّر عن قلقه حيال محاولات بوتين تقويض الانتخابات الأميركية.

جاءت هذه التغريدات بعدما وجّه المحقق الخاص روبرت مولر الاتهام إلى 13 روسياً لسعيهم إلى التدخل في انتخابات عام 2016 ومساعدة حملة ترامب، لكن هذا السيل عبر "تويتر" اصطدم بصد من الحزبين عندما أعرب الجمهوريون والديمقراطيون على حد سواء عن استيائهم من أن ترامب لا يأخذ التهديد الروسي على محمل الجد.

سعى البيت الأبيض إلى تصوير هذه التهم على أنها محاولة ثأر، بما أنها لا تشير إلى التآمر مع حملة ترامب، إلا أن كبار المساعدين عبروا عن قلقهم من أن ترامب قد يصب جام غضبه على مكتب التحقيقات الفدرالي، وأكّد ترامب صحة هذه المخاوف.

كتب ترامب على "تويتر": "من المحزن أن مكتب التحقيقات الفدرالي أغفل كل تلك الإشارات الكثيرة التي أرسلها مطلق النار في مدرسة فلوريدا. هذا غير مقبول. يخصصون الكثير من الوقت لإثبات تآمر روسيا مع حملة ترامب. ما من تآمر. عودوا إلى المسائل الرئيسة لنفخر بكم!". فأشعل هذا التصريح غضب كلا الحزبين، وذكر الحاكم جون كيسيك على محطة "سي إن إن": "أعتقد أن هذا تصريح سخيف".

هاجم ترامب أيضاً مستشاره الخاص للأمن القومي هربرت ماكماستر، الذي أعلن أن الأدلة على تدخل روسيا "حاسمة"، فكتب ترامب: "نسي ماكماستر أن يقول إن الروس لم يبدّلوا أو يؤثروا في نتائج انتخابات عام 2016، وإن التآمر الوحيد كان بين روسيا وهـ (هيلاري). الفاسدة، واللجنة الوطنية في الحزب الديمقراطي، والديمقراطيين. تذكروا الملف الملّفق، واليورانيوم، والخطابات، والرسائل الإلكترونية، وشركة بوديستا!".

وبحلول صباح يوم الأحد انتقل ترامب إلى مهاجمة أوباما بسبب الصفقة النووية مع إيران، فدوّن: "لم أستطع تقبّل واقع أن أوباما أرسل 1.7 مليار دولار نقداً إلى إيران وأن أحداً في الكونغرس، ومكتب التحقيقات الفدرالي، أو وزارة العدل لم يطالب بفتح تحقيق!".

واستهدف ترامب بعد ذلك كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات في البيت الأبيض، نائب كاليفورنيا آدم شيف، فكتب: "أخيراً، يلوم آدم شيف الصغير، وحش التسريبات، اليوم إدارة أوباما على التدخل الروسي في انتخابات عام 2016. أصاب أخيراً في أمر ما، كان أوباما الرئيس وقد علم بهذا الخطر ولم يحرك ساكناً!".

وقلل ترامب مراراً من أهمية الأدلة على تدخل روسيا، وأعلن في شهر نوفمبر أنه يصدّق إنكار بوتين أي تدخل في الانتخابات، فقال: "كلما رآني، يقول لي: "لم أقم بذلك"، وأنا أصدّقه عندما يخبرني بذلك، فبوتين جاد فيما يقوله، وأظن أنه يشعر بالإهانة من جراء هذه المسألة، وهذا ليس جيداً لبلدنا بالتأكيد".

وشدد المدير السابق للاستخبارات الوطنية جيمس كلابر في مقابلة معه: "وسط كل هذا الخطاب، نغفل عما يجب علينا القيام به بشأن هذا التهديد الروسي، فلا يتحدث مطلقاً عن هذه النقطة، ولا يتحدث إلا عن نفسه".

وعلى نحو مماثل أخبر شيف "سي إن إن": "هذا رئيس يدّعي تعرضه لعملية ثأر كلما عطس أحد"، وشكك شيف أيضاً في دوافع البيت الأبيض لرفض تطبيق العقوبات التي مررها الكونغرس بأكثرية ساحقة لمعاقبة روسيا، وأضاف شيف في برنامج State of the Union: "لا مبرر لمواصلة رئيس الولايات المتحدة المماطلة في تطبيق عقوبات مررها الكونغرس ويريد الكونغرس فرضها على روسيا بسبب تدخلها هذا".

كان من المفترض بموجب القانون البدء بتطبيق العقوبات في 30 يناير، لكن البيت الأبيض اعترض على هذا التوقيت، معتبراً أن التهديد بالعقوبات "يشكّل رادعاً".

ووصف السيناتور بيرني ساندرز رفض ترامب معالجة مسألة استمرار التدخل الروسي بـ"أحد أغرب الأمور في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر"، وأضاف مرشح الرئاسة الديمقراطي هذا لعام 2016 في مقابلة مع شبكة NBC: "كيف يُعقل أن يرفض رئيس الولايات المتحدة قول ما يعرف الجميع أنه الحقيقة؟ تدخلت روسيا في انتخابات عام 2016 وستتدخل في عام 2018، ولا شك أن رفض الرئيس التحدث عن هذه المسألة مخيف بالفعل".

* «ماثيو نوسبوم*»

back to top