حفلات نجوم التسعينيات في مصر... بحث عن المجد القديم

نشر في 23-02-2018
آخر تحديث 23-02-2018 | 00:00
«قول للزمان ارجع يا زمان»، أغنية كوكب الشرق أم كلثوم أصدق توصيف ينطبق على عودة عدد من نجوم الغناء الذين لمعوا في تسعينيات القرن الماضي وثمانينياته ثم غابوا سنوات، قبل أن يعلنوا أخيراً رغبتهم في العودة إلى الساحة.
هل يمكن أن يحققوا النجاح نفسه؟ بتعبير أدق، هل يستقطب هؤلاء جماهير جديدة من الجيل الحالي، خصوصاً أن وتيرة أغاني اليوم تختلف عن المطروح سلفاً؟
هل يمكن أن يعود الماضي ويتصدر المشهد، وهل سيخضع لمتطلبات العصر ويطل في ثوب جديد؟ وهل «الحنين إلى الماضي» سلاح هؤلاء في العودة؟
بعد أكثر من 30 عاماً استضافت الفنانة إسعاد يونس فريق «الأصدقاء» الذي يضمّ منى عبد الغني، وحنان، وعلاء عبد الخالق، في برنامجها «صاحبة السعادة»، حيث قدموا أغاني عدة اشتهروا بها في بداية ظهورهم.

فرقة «الأصدقاء» كان كونها الموسيقار الراحل عمار الشريعي في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ومن أشهر أغانيها «مع الأيام، والموضات، ومطلوب موظف، والحدود».

وعلى مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية»، أحيت حنان ماضي حفلة في ديسمبر الماضي قدمت خلالها باقة متنوعة من أشهر أغانيها، من بينها «شدي الضفاير، وشباك قديم، وبأحلم وأفتح عنيا، وليلة عشق، وعدى الهوا، ويا ليل يا عين، وامتى الكلام يبتدي، وعصفور في ليلة مطر، وغناك يا بحر». كذلك أحيت لاحقاً حفلة على مسرح دار الأوبرا المصرية في يناير الفائت. وكان أول ظهور لها في عالم الغناء من خلال شارة مسلسل «اللقاء الثاني» من ألحان الموسيقار عمر خيرت، وشاركها فيه الفنان القدير علي الحجار.

ونهاية العام الماضي، نظّمت مؤسسة الأهرام «حفل القرن» بحضور 20 ألفاً من الجمهور في ستاد القاهرة، وضم عدداً كبيراً من نجوم الغناء في الثمانينيات والتسعينيات، من بينهم سيمون، ومحمد الحلو، وحسن عبد المجيد، وأحمد جوهر، وحمدي باتشان، ومنى عبد الغني، وعلاء عبد الخالق، وجواهر، وحسن عبد المجيد، ونجوم آخرون.

المطرب إبراهيم عبدالقادر الذي شارك في «حفل القرن» عبّر عن سعادته بطرح أغنيته «سلمولي عليها» مطلع العام الجاري، من ألحان ناصر المزداوي وتوزيع أسامة كمال، وقال في تصريحات له «إن سبب غيابه دخول شركات الإنتاج الخليجية إلى مصر وسيطرتها على نجوم بعينهم، بالإضافة إلى انتشار الإنترنت والقرصنة وسرقة الأغاني والخسارة الفادحة للمنتجين... ذلك كله أدى إلى اختفاء جيل التسعينيات. ولكن نجاح حفل القرن الذي نظمته مؤسسة الأهرام شجع كثيرين على العودة».

وأبدت المطربة حنان ماضي سعادتها بعودة نجوم الثمانينيات والتسعينيات إلى الساحة، موضحة في تصريحاتها لـ«الجريدة» أنه لا يوجد فن قديم وآخر حديث، وأن الأعمال الفنية تظل حاضرة مع مختلف الفئات من الأجيال. كذلك أشارت إلى أنها في آخر ثلاثة أعوام قدمت ثماني حفلات وكانت تلقى إقبالاً شديداً، وآخرها حفلة الأوبرا المصرية في يناير وكانت صفوفها ممتلئة.

انتقاد

من جانبها قالت الناقدة الموسيقية د. ياسمين فراج إن صيحة موسيقى الثمانينيات والتسعينيات لا تصلح لوقتنا الراهن لأن الموسيقى صيحات، كذلك معظم الأصوات اليوم متواضع، فضلاً عن أننا نعيش إحدى أفقر الفترات الموسيقية في مصر، لافتة في تصريحاتها لـ«الجريدة» إلى علامات استفهام حول ظهور هؤلاء الفنانين أخيراً، سواء في البرامج الإعلامية أو الحفلات المختلفة، كما لو أنهم يريدون أن يصدروا للجميع بأن لدينا إفلاساً في الحياة الموسيقية، علماً أن ذلك غير صحيح.

وافقها الرأي الناقد الموسيقي حلمي بكر، منتقداً ظهور هؤلاء الفنانين مجدداً، ومؤكداً أنهم كانوا ظاهرة مؤقتة وليسوا فنانين حقيقيين، وأن من نظم الحفلة اعتقد أنهم سيحققون نجاحاً ويجلبون إيرادات، وهذا اعتقاد خاطئ وأن قيمة الحفلة في التنوع وليس في أشخاص يقدمون النوع نفسه من الأغاني.

رأي آخر

على النقيض، قال نقيب الموسيقيين الأسبق، الموسيقار منير الوسيمي، إن المنتجين ذهبوا إلى تنظيم مثل هذه الحفلات واعتمدوا على الفنانين القدامى لأن الحياة الفنية تدهورت، كذلك اللحن والأغنية، وسيطر على الفن أشخاص جهلة استخدموا التكنولوجيا بشكل خاطئ في إنتاج أغانٍ شعبية وللمهرجانات، بالإضافة إلى غياب ضمير الفنان.

كذلك أشار إلى أن عزوف الدولة عن القيام بدورها في إنتاج الأعمال الفنية وعدم وجود لائحة تنفيذية لقانون حماية حقوق الملكية الفكرية شكّلا سببين لتدهور الحياة الفنية، موضحاً في تصريحاته لـ«الجريدة» أن الجمهور متشوق لسماع الأغاني القديمة لأنه يحتاج إلى فن حقيقي.

back to top