مصر : «كونتيننتال»... شهادة وفاة حكومية لآخر معالم الأزبكية

شهد إعلان الملكية المصرية ولورانس العرب... و«القابضة للسياحة»: آيل للسقوط

نشر في 16-02-2018
آخر تحديث 16-02-2018 | 00:00
جانب من الأعمال في «كونتيننتال»
جانب من الأعمال في «كونتيننتال»
إذا بحثت عنه فلن تجده بسهولة، وإذا وقفت أمامه فلن تصدق أنه أحد معالم القاهرة الخديوية، في لحظات ألقها الغاربة، فالمبنى، الذي يحتل الركن الجنوبي من ميدان الأوبرا القديمة بحي الأزبكية وسط القاهرة، أصبح الآن متهالكاً، لدرجة أن الواقف أمامه لن يتخيل أنه أمام فندق الكونتيننتال الذي كان أحد أفخم فنادق العاصمة المصرية مطلع القرن العشرين.

الحالة المتردية للمبنى واضحة، والخراب الذي سكن أركانه سلمه إلى عملية إحلال شاملة من جانب الحكومة المصرية، لكن الأمر لم يمر دون اعتراضات المتخوفين من ضياع أحد آخر معالم منطقة "الأزبكية".

وعرف الهدم طريقه الآن إلى جسم الفندق الضخم، المطل على شارعي 26 يوليو (فؤاد سابقاً) وشارع عدلي، فضلاً عن واجهته التي تطل على حديقة الأزبكية الشهيرة وميدان الأوبرا الخديوية، المعروف الآن بميدان إبراهيم باشا نسبة إلى التمثال الضخم الذي يتوسطه، والذي كان درة القاهرة الإسماعيلية ذات العطر الفرنسي.

وأثار الهدم موجة من الغضب بين أهالي المنطقة ومحبي القاهرة الخديوية الذين دشنوا هاشتاغ "لا لهدم جراند كونتيننتال"، ويقول عبدالقادر عبود (52 عامًا)، وهو أحد أهالي المنطقة، إن المبنى يتم الإجهاز عليه حالياً، مضيفا: "كان أبي يروي لنا كيف أنه في هذه الغرفة من الفندق كان إدوارد لورانس -الشهير بلورانس العرب- نزيلاً، وأنه من هذا الركن أعلن الملك فؤاد الملكية واستقلال مصر عن إنكلترا عام 1922. وأضاف: "التاريخ ده كله هيروح في الهدم".

وقال ناصر سالم، وهو أحد أصحاب المحلات المقابلة للفندق، لـ"الجريدة"، إن "ميدان الأوبرا كان من أجمل 4 ميادين في العالم، قبل أن يحتله الباعة الجائلون وتضيع ملامحه بسبب الإهمال الحكومي".

وأمام الغضبة المجتمعية اضطرت الشركة القابضة للسياحة والفنادق الحكومية، المنفذة لقرار الهدم، إلى إصدار بيان تعرض فيه وجهة نظرها أكدت فيه أن قرار الهدم جاء لأن المبنى "آيل للسقوط"، لكنها وعدت بالحفاظ على طرازه المعماري عند إعادة بنائه.

"الكونتيننتال" تحفة معمارية مساحتها 11 ألف متر، تم البدء في تشييده عام 1891، وافتتح في ديسمبر 1899، ليحتوي 176 غرفة، وظل مركزاً لتجمع الأرستقراطية المصرية، لكنه بدأ رحلة تدهور سريع في أعقاب ثورة 1952، ليبدأ التفكير في هدمه منذ عام 1999، مع إعادة بنائه على نفس الطراز القديم.

back to top