وروسيا «لاعب» رئيسيٌّ أيضاً!

وعليه فالمؤكد أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يعرف هذه الحقيقة، أنه من غير الممكن ألا يكون لأميركا دور رئيس في عملية السلام بالشرق الأوسط، وأن كل ما يريده هو ليس إخراج الأميركيين من العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إنما "كسر" هيمنة الولايات المتحدة، وخاصة في عهد هذه الإدارة، على هذه العملية، لأنها أثبتت أنها ليست وسيطاً نزيهاً.وهكذا، فإن ما يريده الفلسطينيون، ومعهم العرب المعنيون كلهم، هو عدم انفراد أميركا بهذه العملية التي - حتى تكون عادلة وناجحة - لابد من مشاركة روسيا الاتحادية فيها وإلى جانبها، أو ليس بالمستوى نفسه، بريطانيا وفرنسا، وأيضاً الصين، ولمَ لا؟ فهي دولة عظمى ولها مصالح "استراتيجية" في هذه المنطقة، مثل غيرها، وهي بالأساس في طليعة الدول المؤيدة للحقوق الفلسطينية المشروعة.والواضح أن الأميركيين، في ضوء تصاعد الصدام بينهم وبين الروس في سورية وبالشرق الأوسط، لا يمكن أن يتخلوا عن أنهم اللاعب الوحيد والمهيمن على عملية السلام المستعصية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكن القيادة الفلسطينية بدورها لا يمكن أن تبقى تقبل بوسيط غير نزيه هو "الخصم والحكم" في الوقت نفسه، فهذا الصراع، إضافة إلى أنه عربي – إسرائيلي، هو صراع دولي، وهو مشكلة دولية إن لم تكن تهم العالم كله، فبالتأكيد تهمّ الدول الكبرى، وفي مقدمتها روسيا الاتحادية وفرنسا وبريطانيا والصين.