القضاء على ستيف بانون... أولويّة الجمهوريين!

نشر في 16-01-2018
آخر تحديث 16-01-2018 | 00:04
يسعى قادة الحزب الجمهوري الأميركي إلى القضاء على »معلّم« دونالد ترامب السياسي، ستيف بانون، قبل أن يقضي عليهم.
استُهل الاجتماع الجماهيري في ألاباما بالصلاة: »جوفهم هوة. حلقهم قبر مفتوح«. يشكّل رسل الشر هؤلاء، حسبما يُفترض، أعداء أيضاً لروي مور، كبير القضاة السابق في محكمة ألاباما العليا الذي كان آنذاك مرشحاً جمهورياً لمجلس الشيوخ الأميركي. وشمل أبرز هؤلاء الأعداء صحيفة »واشنطن بوست« التي نشرت أخيراً روايات نساء عدة يتهمن مور بارتكابه إساءات جنسية مشينة بحق فتيات قاصرات.

مور مسيحي محافظ، شأنه في ذلك شأن كثير من الداعمين الذين حضروا ذلك الاجتماع الجماهيري في 11 ديسمبر 2017 قبل ساعات قليلة من فتح صناديق الاقتراع في مختلف أرجاء الولاية. اعتلى ستيف بانون المسرح بعد أكثر من ساعة، ووصف الانتخابات الوشيكة بالمعركة بين مَن يؤمنون بـ»معجزة ترامب« ومَن يريدون إدانته، ثم راح يخاطب جمهوراً من البيض بالكامل تقريباً، منتقداً »الطبقة العاملة السوداء واللاتينية« متوعداً بأن تطالها سياسات إدارة ترامب المتشددة بشأن الهجرة.

مسألة واحدة تبقى الأهم: جنسيتك الأميركية. »وظائف أميركية لعمال أميركيين«.

يشكّل مفهوم العمل كقوة للخلاص أساساً محورياً في طريقة تفكير بانون، فضلاً عن عاداته الخاصة. ربما لا يكون بانون محبوباً، إلا أن مَن يحاول القضاء عليه مكروهون أيضاً في أوساط كثيرة.

تبلغ شعبية الكونغرس راهناً 14.7%. وكلما تعرض بانون لخبث جمهوريين نافذين إنما غير محبوبين، سهل عليه الظهور بمظهر المتمرّد الذي يقول الحقيقة ويسعى إلى إنقاذ الحزب الجمهوري.

ستيفن العرب

في عام 1916، وصل ضابط الاستخبارات البريطاني توماس إدوارد لورانس إلى شبه الجزيرة العربية لينظّم ثورة العرب في المنطقة ضدّ حكم أتراك السلطنة العثمانية، التي بسطت سيطرتها على تلك البلاد منذ القرن السادس عشر. وسرعان ما ذاع صيت لورانس لإدراكه ما قد يسهم في إنجاح الثورة العربية.

بعد سنة، نشر لورانس كتاب Twenty-seven Articles (سبعة وعشرون مقالاً) الذي قدّم فيه النصح لحكام بلاده. ذكر: »غُص في الأوساط العربية، لا تفكّر في أي اهتمامات أو أفكار غير ما تقوم به، وهكذا يصبح دماغك مشبّعاً بمسألة واحدة«.

عندما زرتُ بانون في مطلع شهر ديسمبر الفائت، كانت سيرة لورانس الذاتية واحداً من كتابين في جناحه في الفندق. أخبرني عن الحركة السياسية التي يسعى إلى بنائها منذ مغادرته البيت الأبيض قبل أربعة أشهر، قائلاً: »تشبه بنيتها إلى حد كبير الثورة العربية«. وتعهد بتقديم مرشحين بارزين ضد كل جمهوري في مجلس الشيوخ الأميركي، باستثناء تيد كروز من تكساس، فضلاً عن دعمه عدداً من المرشحين لمجلس النواب. قد تتخطى كلفة حرب على هذا النطاق المئة مليون دولار. وقد تشكّل على الأرجح تحدياً لصبر (ومحفظات) الواهبين المحافظين الذين يريدون رؤية انتصارات انتخابية لا فكرية.

عبّر بانون عن إعجابه بالطريقة التي وحّد بها لورانس الفصائل العربية مختلفة من دون أن يرغمها على التخلي عن هويتها. ويعتقد أنه يستطيع أن يؤدي دوراً مماثلاً في الأوساط اليمينية من الحزب الجمهوري، موحّداً القبائل العقائدية لخوض حرب عنيفة ضد قوى المؤسسة التي يقودها ماكونيل وريان.

يقرّ بأن مور لم يكن المرشح المثالي، ويعِد بأن تقدّم كيلي وارد، المرشحة لمجلس الشيوخ الأميركي، سباقاً أقوى في أريزونا. يضيف: »ستشكل الهجرة والتجارة محور السباق في أريزونا«. يدعم بانون أيضاً مايكل غريم، جمهوري من مدينة نيويورك يحاول استعادة مقعده في مجلس النواب الأميركي.

يقول غريم: »إذا لم يحقق ترامب النجاح، فسنخسر بلدنا كما نعرفه. ولا أحد يعي ذلك أكثر من بانون«.

لكنّ جمهوريين كثراً يخشون أن يكون ما يراه بانون معركة مبادئ هو في الحقيقة هجوماً انتحارياً. يوضح الخبير الاستراتيجي الجمهوري تيم ميلر أن نفوذ بانون قد يدفع محافظي المؤسسة إلى الاتجاه يميناً، على غرار ما فعله إيد غيلسبي، على أمل بأن يحظوا بدعم بانون (خسر غيلسبي في سباق نوفمبر إزاء حاكم فيرجينيا). في المقابل، قد يقرر الجمهوريون الذين يأبون اتخاذ خطوة مماثلة، غير أنهم يخافون أيضاً من التعرض للانتقادات اللاذعة من شبكة بريتبارت الإخبارية لتبنيهم مواقف معتدلة، ألا يترشحوا.

لهذا السبب على الأرجح ينوي بعض الجمهوريين، حسبما أفادت »نيويورك تايمز«، »الإطاحة« ببانون »قبل أن يتمكن من التعافي« من خسارة مور. يوضح الخبير الاستراتيجي المخضرم ريك ويلسون أن على الحزب الجمهوري أن »يهزم مرشحيه ما إن يعلن دعمه لهم«.

لكن بانون، الذي يصف نفسه بمقاتل شوارع، يرحّب بهجمات مماثلة لأنها قد تبرز الاختلاف بينه وبين المؤسسة الجمهورية الثرية إنما غير المحبوبة.

الليبرالي اليميني

كان روبرت كوتنر يمضي إجازة في ماساتشوستس عندما تلقى رسالة إلكترونية من مساعد بانون دعاه فيها إلى لقاء في البيت الأبيض، حيث كان يعمل بانون آنذاك. لكن كوتنر لم يستطع السفر إلى واشنطن، لذلك وافق على إجراء اتصال هاتفي. يكتب عن الحوار الذي دار بينهما: »اتصل بانون في الحال، وقال: أتابع كتاباتك منذ سنوات«. فوجئ كوتنر بذلك لأنه محرر American Prospect، وهي مجلة تقدمية تنتقد باستمرار ترامب والحزب الجمهوري. رغم ذلك، أدرك بانون أن كوتنر، على غرار غيره من التقدميين، يشاركه في كرهه التجارة الحرة والسياسة العسكرية.

أخبر بانون كوتنر في مقابلة تُعتبر مذهلة لما تضمنته من صراحة بالغة: »نخوض حرباً اقتصادية مع الصين«. ووعد بتعيين صقور في المجال الصيني في وزارة الخارجية، مقراً في الوقت عينه بأن »ما من حل عسكري« للمواجهة مع دولة كوريا الشمالية التي تزداد عدائية. وعند سؤاله عن القوميين البيض الذين يُفترض أن يكونوا حلفاءه والذين أثنى عليهم ترامب معتبراً إياهم »أناساً أخياراً«، تجاهلهم بانون، واصفاً إياهم بـ»مجموعة من المهرجين«.

خرج بانون من البيت الأبيض في غضون يومين. أصاب في إدراكه أن الاستياء الطبقي سيتفوق على الانتماء الحزبي في انتخابات عام 2016، حتى أشد منتقديه أقروا بإنجازه هذا. على سبيل المثال، يثني ستيف شميدت، مستشار بارز في حملة جون ماكين الرئاسية عما 2008، على بانون لتمييزه الميل إلى الشعبوية قبل كثيرين. لكنه ينعت حركة بانون القومية الاقتصادية بـ»السخيفة«، ويعتبر أنها ستخرّب الحزب اليميني ما لم يهزمه ماكونيل وريان قبل انتخابات منتصف الولاية عام 2018. يقول شميدت عن حركة بانون: »ما الثورة التي يتحدث عنها سوى عرض مسوخ. ولا ينقصه شيء إلا أن يقف شخص يرتدي زي تشوباكا إلى جانبه على المسرح«.

يشكك كوتنر بدوره في قدرة بانون على استمالة المنشقين عن اليسار. يشير: »كان هتلر يملك نظام طرق سريعة مذهلاً بين الولايات، وأنشأ أيضاً دولة رفاهٍ مميزة. إلا أن هذا لا يعني أن ثمة قواسم مشتركة بين هتلر والتقدميين«.

لكن كوتنر يستدرك موضحاً أنه لا يشبّه بانون بهتلر، بل يرغب في التحذير من المبالغة في تصوير »التداخل العرضي« واعتباره تقارباً سياسياً أكبر. وعلى غرار كثيرين تحدثتُ إليهم، يذكر كوتنر أيضاً أن بانون أخفق حتى اليوم في تقديم مرشّح يتبنى مجموعة أفكاره المختلفة. ويضيف: »لا يملك سوى التضليل، ما لم يخطط للترشح هو بنفسه«.

لكن بانون لا يخطط للترشح مطلقاً. رغم ذلك، يواصل ميله إلى أفكار قد تبدو أكثر جاذبية إلى اليسار الوسطي منه إلى اليمين المتطرف.

على سبيل المثال، يعتقد أن وادي السيليكون اكتسب نفوذاً أكبر من اللازم. يقول: »يجب أن تكون شركتَا غوغل وفيسبوك مؤسستين عامتين. أعتقد أنهما صارتا أكبر من أن تُضبطا. أظن أن البيانات يجب أن تُحفظ كودائع استئمانية، ويلزم أن تُدار هاتان الشركتان كمنشأتين على غرار محطات الغاز«.

تشكّل هذه فكرة مثيرة للاهتمام، علماً بأن وسائل الإعلام الليبرالية تداولتها بعض الوقت. ولكن ما من أمر قد ينفّر الليبراليين من هذه الفكرة بقدر دعم بانون لها. لذلك يأمل الديمقراطيون اليوم ألا يبدأ بالمطالبة برفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولاراً للساعة.

معاناة بانون الداخلية

أما الكتاب الثاني في غرفة بانون في الفندق، فكان تقريراً عن الصين أعده الكونغرس. يقول: »سأعود وسأحاول الحصول على كل مستند حكومي تطاله يدي عن الصين«.

يعتقد أن بروز الصين وتحولها إلى قوة عالمية حظيا بالدعم مما دعاه »حشد بوش/كلينتون«، الذي رحّب بهذه الأمة في منظمة التجارة العالمية (كلينتون) وأخفق في إدراك أنها تشكّل خطراً جيو-سياسياً متفاقماً (بوش).

ولكن فيما يتوق بانون إلى خوض مواجهة مع الصين، يعرب آخرون عن خوفهم من تأثيرات تلك المواجهة المدمرة في الاقتصاد الأميركي.

بدا تعيين بانون مدير الحملة إشارة إلى اليأس. وهو يتذكر رد الفعل هذا بسرور: »ما إن تسلمتُ هذا المنصب، حتى قال كثيرون: يا إلهي! سيخسر ترامب بنحو 25 نقطة الآن. عيّن انتحارياً مجنوناً ليدمّر فحسب خصومه خلال سقوطه«. صحيح أنه لا يسهب في الكلام عن الانتصار على كلينتون بقدر ترامب، إلا أنه أتى على ذكره في كل خطاب سمعته منه. ويعتبر بانون أن هذا درس يؤكد إمكان وضرورة هزم المؤسسة المحتضرة.

يتبع مَن يشاركون في الحملات عادةً مرشحيهم المنتصرين إلى البيت الأبيض. لكننا لم نشهد منذ وصول كارل روف إلى البيت الأبيض مع جورج بوش الابن تعييناً أثار هذا القدر الكبير من المخاوف. أشار بيان صحفي بعد أيام من الانتخابات إلى أن منصب بانون الجديد سيكون كبير الخبراء الاستراتيجيين السياسيين. كذلك كتب ريان ليزا في »نيويوركر«: »سيكون بانون الشخص الأوسع نفوذاً في البيت الأبيض برئاسة ترامب«.

إذاً، لماذا لم يستغل بانون ذلك النفوذ ليروّج بقوة أكبر لوجهات نظره الشعبوية؟ يعتقد ميلر، الذي أدار العلاقات في حملة جيب بوش ويُعتبر اليوم أحد أبرز منتقدي ترامب الجمهوريين، أن أفكاره لم تكن يوماً أكثر من مجرد واجهة عقائدية زائفة »لأحقاد ثقافية وعرقية«. ويؤكد أن عبقرية بانون تجلت في تمييزه ثمار تلك الأحقاد الأولى في النظام البيئي الجامح للمواقع الإخبارية اليمينية على شبكة الإنترنت.

ترك بانون البيت الأبيض نحو منتصف أغسطس الفائت بعد تصادمه مع مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، وكبير المستشارين الاقتصاديين غاري كون، وابنة الرئيس الواسعة النفوذ إيفانكا ترامب.

يذكر بانون: »أشعر بالسعادة منذ رحيلي. لم أولد لأكون موظفاً في إدارة لأنها تتبع تراتبية محددة. لديك مساراتك وعليك الالتزام بها. لا أعمل على هذا النحو«.

ما زال بانون يتواصل مع الرئيس بانتظام. صحيح أنه قال إنه تحدث إليه طوال 30 دقيقة يوم الانتخابات الخاصة في ألاباما، إلا أن شخصاً مطلعاً على سجل الاتصالات في البيت الأبيض يؤكد أن الاتصال لم يدُم أكثر من تسع دقائق.

لهذا التضارب دلالة كبيرة. أخبرتني مسؤولة بارزة في البيت الأبيض، طلبت عدم ذكر اسمها، أن العلاقة بين ترامب وبانون »تعثرت« رغم مواصلة التقارير الإعلامية تصوير الأخير على أنه نظير راسبوتين والوحيد القادر على التأثير في الرئيس. واستبعدت أي احتمال لتقديمه النصائح لترامب بشأن إستراتيجيته لانتخابات عام 2018. وأكّدت المسؤولة لـ»نيوزويك«: »لا رغبة لنا في التعاطي معه بأية طريقة من الطرائق في العام الجاري، لا بشأن الحملة ولا أي موضوع آخر«.

أما بانون، فيعتبر أن دسائس النخبة الحاكمة تعجز، مهما بلغت، عن حجب عمل ترامب في مجال الاقتصاد.

وعند سؤاله عما إذا كان الرئيس قومياً اقتصادياً، يجيب: «تأمل سياساته».

هو يعزو نجاح ترامب إلى السياسة الحمائية التي تثير اهتمام كليهما، معدداً الأوامر التنفيذية التي يعتقد أنها «ستكون محفزاً للاقتصاد الأميركي».

يتابع موضحاً: «يجب أن يُرشَّح ترامب لجائزة نوبل للاقتصاد، فقد برهن أن القومية الاقتصادية ناجحة. ويفهم أرواح الحيوانات التي تتدفق في الولايات المتحدة».

ما زال مقاتلاً

تشبه الحملات السياسية الحملات العسكرية. يلجأ الفصيل الخاسر إلى اللوم والاتهامات المضادة، في حين يمجّد المنتصر فوزه. قد ينجح الديمقراطيون في الفوز بالأكثرية في مجلس النواب في العام الجاري. وفي ظل السيطرة الديمقراطية، قد يوجّه هذا المجلس التهم لترامب. لكن أولئك الذين ناضلوا في سبيله في الأشهر التي سبقت 8 نوفمبر 2016، تلك القلة القليلة من المؤيدين السعداء، سيحظون دوماً بويسكونسن.

في إحدى ليالي ديسمبر الباردة، أقام بانون حفلة لليواندوسكي وبوسي، اللذين كانا قد نشرا لتوهماLet Trump Be Trump، روايتهما الحماسية عن مسيرة ترامب إلى واشنطن.

كان بانون بين آخر الواصلين. وعندما دخل، تدفق كثيرون في تلك الغرفة المكتظة نحوه، كما لو أن حقل جاذبية جديداً قد تشكّل. كان النجم بين النجوم. أدرك هذا الواقع، فعزز أهميته باختياره ملابس لا تلائم تلك المناسبة. اكتفى بارتداء معطف بني وسروال فضفاض. صحيح أن ملابسه هذه بدت مريحة، إلا أنها شكلت حالة شاذة في غرفة مليئة ببزات من صنع كبار المصممين. لكن القوة الحقيقية تكمن في ارتدائك الملابس التي تحلو لك.

يُعتبر بانون فريداً بين مَن تركوا إدارة ترامب: لم يحاول أن يستغل علاقته بالرئيس ليحقق مكاسب شخصية، علماً بأن كثيرين غيره قاموا بذلك مع أن علاقتهم بالرئيس أقل متانة. تعهد بانون بمواصلته النضال في سبيل ترامب عندما غادر البيت الأبيض، وهذا ما فعله تحديداً. ومن غير المرجح أن تقلل خسارته مناورة في ألاباما من حماسته. فالمعارك الكبرى تلوح في الأفق.

بعد أيام على خسارة مور، كان المحللون والمعلقون ما زالوا يناقشون ما إذا كان بانون الملوم، وما عنت هذه الانتخابات للديمقراطيين والجمهوريين والأميركيين، وما إذا كانت ستنقذ الديمقراطية.

في هذه الأثناء، سافر بانون إلى طوكيو حيث أدلى بخطاب إزاء مجموعة من المحافظين أثنى فيه على رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لأنه »ترامب قبل ترامب« بإعادة إحيائه الميول القومية اليابانية التي ظلت هامدة فترة طويلة.

في الولايات المتحدة، أعلن ترامب إستراتيجية الأمن القومي التي صنّفت الصين كخطر متنامٍ. لكن البيت الأبيض عيّن بعيد ذلك سوزان ثورنتون كبيرة دبلوماسييه في شرق آسيا. فجاءت هذه الخطوة لتُظهر، على ما يبدو، مدى تراجع تأثير بانون. واعتُبرت أيضاً هزيمة إضافية لبانون، الذي تفاخر إزاء كوتنر أنه سيحرص على طردها من وزارة الخارجية.

حلّ الشتاء وبانون معزول يستعد لمعارك كثيرة مقبلة. يسمع أخباراً عن نيران تستهدفه إلا أنه لا يحتمي. يذكر: »أعتقد أن إحدى قواي المميزة أنني لا آبه بما يقوله الناس. لا أكترث له حقاً«. هو يعتبر أن هذه بداية حركته لا نهايتها: جولته الأولى لا التاسعة، كما أخبرني في مونتغومري مع تساقط النجوم فوق ألاباما، مطالبة روي مور بإعادة إحصاء الأصوات، وانكباب المراسلين على أجهزة الكمبيوتر المحمولة لكتابة نعي بانون وثورته. لكنه يصرّ: »قاتلنا الليلة وسننهض غداً صباحاً لنواصل القتال«.

* نيوزويك - أليكس نازاريان

يصف بانون نفسه بأنه مقاتل شوارع

لم يحاول استغلال علاقته بالرئيس ليحقق مكاسب شخصية

جمهوريون كثر يخشون أن يكون ما يراه بانون معركة مبادئ هجوماً انتحارياً
back to top