مصر| «الداخلية» تفكك خلية إرهابية خططت لضرب احتفالات الميلاد

• الأمن يقتل 3 ويضبط 10 من «حسم» في الجيزة والقليوبية والفيوم
• كنيسة مار مينا تشيع ضحاياها... و«داعش» يتبنى استهدافها

نشر في 31-12-2017
آخر تحديث 31-12-2017 | 00:02
السيسي يستقبل رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ في القاهرة أمس   (الجريدة)
السيسي يستقبل رئيس هيئة الرياضة السعودية تركي آل الشيخ في القاهرة أمس (الجريدة)
نجحت «الداخلية»، أمس، في تفكيك خلية تنتمي إلى «حسم» الإرهابي، وقال بيان للوزارة إنه تم قتل 3 عناصر في مزرعة بالجيزة، بينما ألقت القبض على 10 منهم في القليوبية. يأتي ذلك بعد تشييع الأقباط في حلوان جثامين 8 قتلوا في الهجوم على كنيسة «مار مينا»، في وقت تلقى الرئيس السيسي مكالمة هاتفية من نظيره الأميركي ترامب، أكد خلالها تضامن بلاده مع مصر في حربها ضد الإرهاب.
بعد 24 ساعة من الهجوم الإرهابي الذي أصاب كنيسة مار مينا في ضاحية حلوان "جنوب القاهرة" وخلف 10 قتلى، وتبناه تنظيم "داعش"، كشفت وزارة الداخلية المصرية، أمس، عن إجهاض مخطط لعناصر ما يسمى بحركة "حسم" الإرهابية، لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية المتزامنة ضد المنشآت السياحية والمرافق الحيوية والقوات المسلحة والشرطة، بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأعياد الميلاد المجيد، بتكليف من القيادي الإخواني الهارب في "تركيا" يحيى السيد إبراهيم موسى.

وقالت الداخلية في بيانها، إنها ضبطت مزرعة بطريق (الكريمات/ أطفيح) في محافظة الجيزة، تتخذها تلك العناصر وكراً للاختباء وتصنيع المتفجرات، وأضاف البيان: "تمت مداهمة المزرعة عقب تبادل لإطلاق النيران بين القوات والعناصر الإرهابية، مما أسفر عن مصرع 3 من أبرز الكوادر وعثر بحوزتهم على 3 بندقية آلي وعبوتين معدتين للتفجير وكمية من الذخيرة"، بينما تمت مداهمة وكرين آخرين لباقي العناصر الإرهابية في محافظتي القليوبية "شمال القاهرة"، والفيوم "جنوب غرب القاهرة"، حيث تم ضبط 10 آخرين وعثر بحوزتهم على عدد من الأسلحة والمتفجرات.

تشييع الضحايا

خلال مراسم جنائزية حزينة، وارى الأقباط مساء أمس الأول، جثامين ضحاياهم الـ8، الذين قضوا خلال هجوم استهدف كنيسة مار مينا في حلوان جنوب القاهرة، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن العملية.

وفي أول رد فعل رسمي من جانب الكنيسة الأرثوذكسية قال بابا الأقباط، تواضروس الثاني، في بيان عقب الهجوم: "نؤمن أن حياتنا بيد الله، وهو ضابط الكل، ولا يحدث شيء إلا بسماح منه، خالص التعزية للشهداء الذين اختارهم الله وكان غدر الأشرار وجبنهم هو السبب في هذا الحادث الأليم".

إلى ذلك، حذر خبراء في الحركات الأصولية من أن تكون عملية استهداف "مار مينا" باكورة لعمليات آخرى ربما تشهدها الأيام المقبلة بالتزامن مع احتفال الأقباط بأعياد الميلاد، وفق التقويم الشرقي.

وتحدث مصدر أمني عن ضلوع عنصر إرهابي واحد في الجريمة، مشيراً إلى أن اسمه إبراهيم إسماعيل إسماعيل مصطفى (33 عاماً)، وألمح تنظيم "داعش" الذي تبنى العملية بعد ساعات من تنفيذها إلى أنها تمت بمشاركة أكثر من عنصر، وقال التنظيم عبر وكالة "أعماق" التابعة له: "مفرزة أمنية تابعة للدولة الإسلامية نفذت الهجوم على كنيسة مار مينا في حلوان جنوب القاهرة"، الأمر الذي دفع مراقبين إلى التشكيك في صحة تبني "داعش" للعملية.

استعدادات «الصحة»

ووسط إجراءات أمنية مشددة، من جانب الجيش والشرطة، أعلن وزير الصحة أحمد عماد الدين، رفع درجة الاستعدادات بالمستشفيات العامة والمركزية إلى الدرجة القصوى، اعتباراً من اليوم حتى انتهاء احتفالات أعياد الميلاد المجيد، وعلمت "الجريدة" أن الحالة الصحية لمنفذ الهجوم غير مستقرة، وأنه أخضع لثلاث عمليات جراحية.

في وقت كلَّف النائب العام المستشار نبيل صادق، قطاع الأمن الوطني في وزارة الداخلية، بسرعة إجراء التحريات اللازمة بشأن الهجوم على الكنيسة وعلى أحد محال بيع الأدوات الكهربائية في حلوان، وأمر المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا بضم وتفريغ محتويات كاميرات المراقبة.

كانت التحريات الأولية أشارت إلى أن الإرهابي منفذ الهجوم تردد على الكنيسة قبل العملية، وقال مصدر أمني لـ"الجريدة": "الإرهابي شارك في اعتصام جماعة "الإخوان" المسلح في رابعة العدوية، الذي فضته قوات الأمن منتصف أغسطس 2013، وأنه تواصل مع عناصر أجنبية للسفر إلى سورية لكنه فشل".

ولفت المصدر إلى أن المتهم تلقى تدريبات على حمل السلاح وصناعة المتفجرات في جبال الوادي الجديد "الصحراء الغربية"، حيث تمكن من استئجار مخزن لتخزين الذخائر والأسلحة، والتواصل مع تنظيم "داعش"، وترك أسرته منذ أشهر.

إلى ذلك، كرم وزير الداخلية اللواء مجدي عبدالغفار، مدير أمن القاهرة، ومدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، ومأمور قسم شرطة حلوان، وأربعة أفراد شرطة من قوة القسم، نظراً لجهودهم ويقظتهم وروحهم القتالية التي حالت دون استكمال مخطط استهداف كنيسة "مار مينا".

وقال مدير أمن القاهرة، اللواء خالد عبدالعال لـ"الجريدة"، إن "قوات التأمين نجحت في منع العنصر الإرهابي من دخول الكنيسة، ولولا هذا المنع لكان عدد الضحايا كارثياً".

السيسي وترامب

في السياق ذاته، تلقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمس الأول، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب خلاله عن خالص التعازي في ضحايا الحادث الإرهابي.

وقال المتحدث الرئاسي بسام راضي، إن الرئيس الأميركي أكد تضامن الولايات المتحدة الكامل مع مصر ودعمها ووقوفها إلى جانبها في حربها ضد الإرهاب.

كما تلقى السيسي أمس، اتصالاً هاتفياً من ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد آل نهيان، أعرب خلاله عن خالص تعازي ومواساة دولة الإمارات العربية المتحدة، في ضحايا الهجوم الإرهابي.

إلى ذلك، دعا وزير الأوقاف محمد مختار جمعة إلى إصدار تشريع عاجل بإحالة المعتدين على دور العبادة (مساجد أو كنائس) إلى المحاكمات العسكرية، واصفاً الاعتداء على كنيسة "مار مينا" بالإجرامي، فيما قالت دار الإفتاء المصرية، إن هدم الكنائس أو تفجيرها أو قتل من فيها أو ترويع أهلها حرام شرعاً، وأضافت في فتوى لها، عبر موقعها الرسمي: "القرآن الكريم جعل تغلُّب المسلمين وجهادهم لرفع الطغيان ودفع العدوان وتمكين الله تعالى لهم في الأرض سببا في حفظ دور العبادة من الهدم، وضماناً لأمنها وسلامة أصحابها".

ميدانياً، أسفرت عملية قصف مدفعي لقوات الجيش الثاني الميداني أمس للبؤر الإرهابية جنوب العريش عن مقتل 5 أشخاص من التكفيريين، إلى جانب تدمير عدد من البؤر الإرهابية، فيما أصيب 3 مجندين بطلقات نارية في رفح، خلال حملة مداهمات.

بالتزامن، أعلن مصدر أمني أن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الإسكندرية "شمال القاهرة"، نجحت في ضبط أحد العناصر الإجرامية الخطرة، متورط في واقعة إطلاق أعيرة نارية على قوات الشرطة في محافظة المنيا "شمال الصعيد"، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة من أفراد الشرطة.

إخضاع منفذ عملية حلوان لـ 3 جراحات والنيابة تفرغ كاميرات الكنيسة
back to top