مصر : السيسي لا يخشى أي تهديد... ومؤشرات إيجابية مع تركيا

• افتتح عدداً من المشروعات التنموية شرق القناة
• شكري يطالب باحتواء التصعيد العسكري في اليمن

نشر في 24-12-2017
آخر تحديث 24-12-2017 | 00:03
السيسي يشارك في افتتاح أحد المشروعات في سيناء أمس (الجريدة)
السيسي يشارك في افتتاح أحد المشروعات في سيناء أمس (الجريدة)
وسط مؤشرات إيجابية حول العلاقة مع تركيا، شدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أنه لا يخشى أي تهديد خارجي، ولا يخاف إلا من المصريين في حال افتقدوا وحدة الصف، في وقت تمكنت قوات الأمن من السيطرة على الأوضاع بالجيزة بعد مناوشات بين مسلمين ومسيحيين بسبب مبنى كنسي.
في أول تعليق من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على تطورات الأوضاع التي شهدتها سيناء مؤخراً، خصوصا المتعلقة باستهداف «مطار العريش العسكري» الثلاثاء الماضي، بالتزامن مع تفقد وزيري الدفاع والداخلية قوات إنفاذ القانون في سيناء، قال السيسي: «سيناء أرضنا، والقوات المسلحة تواجه الإرهاب بكل عنف، ونموت كلنا ولا يقترب أحد من أرضنا»، وتابع: «أنا مبخافش من أي تهديد خارجي... أنا مش بخاف غير من المصريين وعليهم»، ضاماً قبضة يده في إشارة إلى دعوة المصريين.

وحاول السيسي طمأنة المصريين قائلاً: «أنا عارف انكم مش خايفين دا انتوا تخوفوا الدنيا كلها، إحنا مستعدين كلنا نضحي وأنا أولكم». وأضاف: «والله العظيم ولا حد يمسِّك يا مصر ولا يمس أرضك طول ما إحنا موجودين، والله ما حد يقدر يمس أرضها ولا شعبها بس إحنا نفضل مع بعض ودايما نبقى كتلة واحدة ونبقى واثقين في الله وفي أنفسنا وفي جهدنا».

وعن مشاريع الإسكان في محافظة الإسماعيلية قال إنه في 30 يونيو 2018 سنكون جاهزين لتسكين الناس في الوحدات السكنية في منطقة شرق الإسماعيلية، مشيراً إلى أنه كلف وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة بشأن مشروع قومي للتخطيط العمراني المتكامل في سيناء بتكلفة 100 مليار جنيه، وأن المشروع سينتهي خلال سنتين أو ثلاث.

ولفت الرئيس إلى أن هناك 52 ألف وحدة سكنية في شرق الإسماعيلية الجديدة، تستوعب من 200 إلى 250 ألف أسرة، وقد تصل بالخدمات الموجودة فيها لاستيعاب 300 ألف مواطن. وتابع: «أنا قلتلكم قبل كده مش هنبيع لكم الوهم، إحنا ماشيين كويس جدا، ووعدتكم قبل كده هنقدم اللي نقدر عليه في 30 يونيو».

ووسط إجراءات أمنية غير عادية، افتتح السيسي، صباح أمس، عدداً من المشروعات التنموية، شملت 3 كباري عائمة، تستهدف تخفيف مدة العبور من شرق قنال السويس إلى غربها، وأطلق عليها اسمي الشهيدين العقيد أحمد المنسي وأبانوب جرجس، ومشروع «الاستزراع السمكي والأحياء المائية»، بعدد أحواض تبلغ 4440 حوضاً سمكياً، إلى جانب تدشين سفينة الخدمات البترولية «أحمد فاضل»، تمهيداً لعملها في حقل «ظهر»، وشاهد السيسي عمليات تبطين أنفاق السيارات أسفل قنال السويس بكل من شمال الإسماعيلية وجنوب بورسعيد لتكون شرايين حياة جديدة، تسهل حركة النقل والتجارة من وإلى سيناء.

تصريحات شكري

على صعيد آخر، وضع وزير الخارجية المصري سامح شكري النقاط على الحروف إزاء كثير من القضايا، بينها ترحيب بلاده بالزيارة المرتقبة للعاهل المغربي الملك محمد السادس للقاهرة، وتابع خلال مقابلة أجراها مع صحيفة «أخبار اليوم» الحكومية، رداً على ما تردد بشأن وساطة روسية بين القاهرة وأنقرة، قائلاً: «العلاقات مع تركيا مازالت على ما هي عليه، ولدينا رغبة في تجاوز أي توتر لكن على أساس الاحترام المتبادل وعدم الإساءة»، ولفت إلى أن التلاسن التركي ضد مصر لم يعد بذات الوتيرة السابقة، ونستمع حالياً لرغبات من بعض المسؤولين الأتراك بشأن التقارب معنا.

وعن العلاقات مع الإدارة الأميركية، على خلفية رفض القاهرة إعلان ترامب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، قال شكري: «مصر تعاملت مع القرار نيابة عن المجموعة العربية باعتبارها الممثل العربي في مجلس الأمن»، مؤكداً أن الرؤية المصرية والعربية جاءت متسقة مع المجتمع الدولي، فيما يتعلق بحماية وضعية القدس، والعمل على ألا يترتب على أي قرار أحادي إعاقة عملية التفاوض السلمي، وإنهاء الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على أساس حل الدولتين.

قضية ريجيني

وعن قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، قال الوزير: «القضية مازالت محل اهتمام من النائب العام للوصول إلى الجناة ولها أهميتها، لتأثيرها على العلاقة المصرية- الإيطالية».

وبشأن أزمة سد النهضة، قال شكري: «إثيوبيا لم تتخذ قرار ملء السد أو حتى تخطرنا بذلك، والمسار الفني لايزال متعثراً»، مشدداً على أن بلاده لديها حساسية خاصة في ملف المياه باعتبار النيل المورد الأساسي لمصر.

وبالنسبة للوضع في اليمن شدّد على أن الأمن القومي للمملكة العربية السعودية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، إلا أنه أكد ضرورة احتواء العمل العسكري في اليمن، حفاظاً على شعبه، وأن يكون هناك تصرف ومسار سياسي يخرج الأزمة من هذا التصعيد العسكري.

مبنى كنسي

إلى ذلك، تمكنت قوات الأمن المصرية، أمس، من السيطرة على الأوضاع الأمنية في قرية «كفر الواصلين» بمركز أطفيح، التابع لمحافظة الجيزة، بعدما حاول عدد من المسلمين -يعتقد أنهم متشددون- الاعتداء على منزل قبطي يعتبره مسيحيو القرية داراً للعبادة.

مطرانية «أطفيح» قالت في بيان لها «إن كنيسة الأمير تادرس في قرية كفر الواصلين تعرضت للاعتداء من قبل مئات الأشخاص، الذين تجمهروا أمام المبنى بعد صلاة الجمعة، أمس الأول، مرددين هتافات عدائية، مطالبين بهدم الكنيسة، ثم قاموا باقتحام المكان، وتدمير محتوياته، بعد أن تعدوا بالضرب على المسيحيين الموجودين به».

مصادر كنسية قالت لـ«الجريدة»، إن المكان المعتدى عليه تقام فيه الصلوات منذ ما يقرب من 15 عاماً، وبعد صدور قانون بناء الكنائس تقدمت المطرانية رسمياً لتقنين وضعه ككنيسة، لكن الأمر لم يحسم بعد.

الشرطة المصرية ألقت القبض على عدد من المتهمين للتحقيق معهم، بينما اعتبر عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق، أن قوات الأمن تركت الوضع دون أي تدخل في البداية، لافتاً إلى تأخر صدور اللائحة التنفيذية لـ«قانون بناء الكنائس». وأضاف: «رغم موافقة الطوائف المسيحية الثلاث على مشروع القانون فإنه قانون كارثي يضع معوقات أمام الأقباط لبناء الكنائس».

الأمن يمنع الاعتداء على منزل كنسي في أطفيح
back to top