وزارة «الرضوى»

نشر في 23-12-2017
آخر تحديث 23-12-2017 | 00:05
 حمدة فزاع العنزي عندما يشتد الخلاف بين الزوجين وتتعرض الزوجة للإهانة والتحقير تغضب وترحل إلى منزل والدها حتى تسترجع كرامتها فيكون هناك ما يسمى بـ «الرضوى»، حيث يقدم الزوج للزوجة هدية كاعتذار وجبر لخاطرها، ولكن الطامة الكبرى إذا ركب الزوج وأسرته موجة العناد، ورفضوا الإصلاح، فإنهم يتجهون إلى أبغض الحلال وهو الطلاق والفراق بين الزوجين. وهذا على ما نعتقد هو الحاصل في التشكيل الوزاري الجديد، فمن الوزراء من لم يمكن الاستغناء عنه أو التضحية به، ومنهم من تم تثبيته لمواجهة تحديات الاستجوابات، ومنهم من جاء «رضوى» لبعض النواب المؤزمين الذين ضحوا بقسمهم مقابل مصالحهم التي تتجدد ويعاد رسمها تبعاً لما يطلبه الناخبون. وزارة «الرضوى» التي قدمت لإرضاء الزوجة، هي وزارة التربية التي أمست «كبش فداء» تقدم كلما دب الخصام والصراع بين السلطتين، وكأن التعليم آخر هَمٍّ للدولة، وكأننا نتمتع بأعلى درجات التعليم والمستويات على المستوى الفضائي وكوكبي المريخ وزحل... كلما تخاصمت الأطراف تم تعيين وزير يحسب على الكتلة المهددة بالاستجوابات، وذلك لكسب رضاها، فيأتي هذا الوزير برؤى مغايرة وتطلعات وجماعات وظيفية جديدة كأنها من بقية أثاث مكتبه، حيث ينتدب بعضا من جماعته ويعين آخرين... دون أن يتطلع في اختياره إلى مستوى تعليمي أفضل أو إلى مستقبل الطلبة الذي ضاع بين وزير راحل وآخر معين. لا نعلم كيف ينظر إلى هذه الوزارة وما هو موقعها من الإعراب بين الوزارات الأخرى رغم أن خطورة التلاعب بهذه الوزارة تفوق خطورة التلاعب بوزارتي الدفاع والخارجية، حيث إن التعليم أخطر سلاح تحارب به الأمم والدول، فكيف تضع سلاحاً بيد شخص غير متعلم وتنتظر منه الانتصار في الحروب، وتطلب من شخص لا يفقه أسلوب الحوار والتواصل مع ثقافات الأخرى أن يمثل الدولة في المحافل الدولية؟ أليس التعليم هو الأساس؟ أليست وزارة التربية هي أشد الوزارات خطراً؟ ولكن رغم أهمية هذه الوزارة يتم تقديمها هبة و»رضوى» إلى جماعات تحسب على التجار أو القبائل أو غيرهما؟ لماذا لا تكون وزارة الشباب أو وزارة الكهرباء هي الرضوى، مع إعتاق وزارة التربية من هذه المهمة، ولو فترة من الزمن، حتى يتم الشفاء من تدني المستوى التعليمي الذي وصلنا إليه.

كم كنا نتمنى أن يركب الزوج موجة العناد ويطلق الزوجة ويوقع أبغض الحلال حتى لا يكون ذلك على حساب التعليم والتربية... على فكرة ستكون المناقصات على حسب هوايات وميول الوزير، فبعض السابقين كانت ميوله إلكترونية، فعقد صفقة «التابلت»، والحالي شرع في صفقات نقل الاختبارات في «هاف لوريات»، الله يستر... يا حكومة طلقي وخلصينا.
back to top