زبدة الهرج: بركاتك يا سيدنا الريس

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:08
 حمد الهزاع الرئيس التركي إردوغان رجل محترم وحبيب وعاطفي و"دمعته في عينه"، وله شعبية كاسحة لدى الشعوب العربية، وكلما سمعته يخطب ونظرت إلى عينيه تغرغران تذكرت المطرب التركي المشهور إبراهيم تاتلس وأفلامه الحزينة والكئيبة أيام الثمانينيات، التي كانت تخلو من اللقطات المفرحة، يعني ولا فيها "حتة ابتسامة"، وقد يكون هذا الطبع العاطفي والحماسي للأتراك شبيهاً بالشعوب العربية التي تعشق الحماس والأهازيج والشيلات، وتطرب لسماع صهيل الخيل وضرب السيوف منذ أيام المرحومين "كليب وعنتر"، لذا فإن الرئيس إردوغان ذكي جداً ويعرف من أين تؤكل الكتف، ودائما ً ما يدخل على خط الأزمات لإنقاذ الشعوب المظلومة.

وبعد أن دعا إردوغان إلى اجتماع طارئ لقمة إسلامية في إسطنبول توقعت أن تتحرك جحافل الجيوش بقيادته، رضي الله عنه!، إلى القدس لتحريرها، وعلى ميمنة هذا الجيش القائد خاتمي، قُدِّس سره!، وهو يحمل راية مكتوباً عليها الموت لإسرائيل، الموت لأميركا، ويلحق بهما من خلفهما القائد عبدالملك الحوثي على رأس جيش جرّار بعد أن فَتَح نجد والحجاز ودخلت في الإسلام وستكون الخطة كالتالي: يتقدم الجيش الحوثي إلى الأمام وجنوده يلبسون "الوزرة"، وبمجرد أن تهب الرياح فترتفع "أوزرتهم" كالرايات الخفاقة لتظهر من تحتها الأسلحة الفتاكة يهرب الإسرائيليون إلى البحر بعد أن يصيبهم الروع من هول ما رأوا، وبذلك يدخل القادة إردوغان وخاتمي والحوثي مدينة القدس وتسبى الإسرائيليات، وتهتف الجماهير بالروح بالدم نفديك يا إردوغان.

يقول وزير الاستخبارات الإسرائيلي "يسرائيل كاتس" إن الرئيس إردوغان يلعب مع إسرائيل بمصطلح "فرينمي" أي الصديق العدو، و"إردوغان يهاجمنا كثيرا ونحن نعي ذلك، ولا يعني أننا لا نرد عليه، ولكن هجومه علينا لا يمنعه من جعل حجم التجارة عبر حيفا نحو 25 في المئة من تجارة تركيا إلى الخليج... نحن نتعايش معه بالرغم من ذلك، والتجارة التركية معنا بمبالغ كبيرة وخيالية، لم تتأثر بذلك، بل على العكس، وشركات الطيران التركية أكبر شركات النقل الجوي من وإلى إسرائيل، وحجم التبادل التجاري ونقل البضائع عبر حيفا ازداد كثيراً حتى قبل عودة العلاقات بعد أزمة مرمرة"... والله مش عارفين نودي جمايلك فين يا فخامة الريس.

ثم أما بعد:

الغريب أنهم يتباكون على القدس وسفاراتهم بإسرائيل وسفارات إسرائيل بدولهم، ويعقدون الاتفاقيات بكل أنواعها مع الكيان الصهيوني، وانزعجوا لأن ترامب اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وماذا عن عكا وحيفا ويافا وطولكرم ونابلس والخليل، وفلسطين بأسرها تلك التي تئن من وطأة الاحتلال الصهيوني؟ وماذا عن السجناء الفلسطينيين الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية؟ وماذا عن المنازل التي تهدم والأراضي التي تصادر وشجر الزيتون الذي يقلع؟!

back to top