قتيلان من «الجهاد» في غزة... وسليماني يدخل على الخط

• «قمة إسطنبول» تنعقد اليوم بغياب الملك سلمان والسيسي
• عمان: الإحباط يخدم المتطرفين

نشر في 13-12-2017
آخر تحديث 13-12-2017 | 00:03
 جنود إسرائيليون يحاولون تجنّب زجاجة مولوتوف حارقة خلال مواجهات في بيت لحم أمس (ا ف ب)
جنود إسرائيليون يحاولون تجنّب زجاجة مولوتوف حارقة خلال مواجهات في بيت لحم أمس (ا ف ب)
مع دخول المواجهات في الأراضي الفلسطينية يومها السادس على التوالي، احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، أبدت إيران استعدادها لدعم فصائل فلسطينية بالسلاح، في خطوة قد تعقد الموقف وتزج بالقضية الفلسطينية في أتون التدخلات الإيرانية السلبية في عدة دول عربية.
دخلت المواجهات في الأراضي الفلسطينية، أمس، يومها السادس على التوالي، فقد اندلعت أمس، مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات إسرائيلية عند المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم في الضفة الغربية.

وأغلق عدد من الشبان الشارع الرئيسي للمدخل الشمالي لبيت لحم بالحجارة والإطارات المشتعلة، ثم رشقوا قوات إسرائيلية بالحجارة والزجاجات الفارغة، التي ردت عليهم بإطلاق الغاز المدمع والرصاص المطاطي.

وفي مخيم العروب وبلدة سعير بالخليل، اندلعت مواجهات صباحا مع قوات إسرائيلية بعد اعتدائها على طلبة إحدى المدارس، واعتقلت أحد طلابها قرب المسجد الإبراهيمي في المدينة.

وفي موقف إيراني لافت، عرض قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، الذي أصبح عنوانا للانشطة الايرانية السلبية في عدة دول عربية، دعم الجناحين العسكريين لحركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي".

وقال سليماني، في اتصالين هاتفيين مع قائد "كتائب عزالدين القسام" - الجناح العسكري لـ"حماس"، وقائد "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد"، "إن ايران على أتم الاستعداد لدعم المقاومة الفلسطينية ومدّها بالسلاح".

وأضاف سليماني أن "كل جماعات المقاومة في المنطقة مستعدة للدفاع عن المسجد الأقصى في القدس".

من ناحيته، أعلن وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي أن قرار ترامب "سيعجل بدمار إسرائيل وسيعزز من وحدة المسلمين".

وقال إن "الخطوة الحمقاء التي اتخذها ترامب قد تكون بداية انتفاضة فلسطينية جديدة".

وخلال اتصال هاتفي مع رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" إسماعيل هنية، وصف الرئيس الايراني حسن روحاني إجراء الرئيس الاميركي بـ"المهين"، واعتبره "مخططاً مشؤوماً ضد فلسطين والعالم الاسلامي"، مؤكدا ان "ايران ستبقى كالماضي الى جانب الشعب الفلسطيني".

قصف في غزة

وقتل فلسطينيان من "حركة الجهاد الإسلامي" كانا يركبان دراجة نارية في قطاع غزة، بانفجار، أمس، في حين نفى الجيش الإسرائيلي روايات سكان محليين عن أنهما قتلا في ضربة جوية.

وبعد الانفجار الذي أدى إلى مقتل الناشطين، أفاد بيان للجيش الإسرائيلي: "على النقيض من التقارير الفلسطينية، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي لم ينفذ هجوما في شمال قطاع غزة".

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الاسرائيلي انه شنّ ليل أمس الأول غارات جوية وقصفا مدفعيا على مواقع في قطاع غزة تابعة لـ "حماس"، ردا على صاروخين أطلقا من القطاع على جنوب اسرائيل.

وتتجه الأنظار إلى مدينة إسطنبول التركية، اليوم، حيث تعقد القمة الإسلامية الاستثنائية بشأن القدس التي دعا إليها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.

ويأتي هذا التحرك العاجل لقادة الدول الأعضاء بالمنظمة بناء على دعوة من تركيا لبحث تداعيات القرار الأميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الاميركية اليها، وصياغة موقف إسلامي موحد إزاء هذا التصعيد الخطير. ولن يشارك في القمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ولا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي تشهد العلاقات بين بلاده وتركيا أزمة متواصلة منذ سنوات.

ومن المرجح أن تنعكس سلبا على نتائج القمة بعض الخلافات بين الدول الإسلامية والعربية، خصوصاً أن هذه الخلافات باتت متشابكة ومتداخلة مع الوضع الدولي المعقد.

الحمدالله

وفي رام الله، قال رئيس الحكومة رامي الحمدالله، أمس، ان الجانب الفلسطيني لن يتعامل مع أي قرارات تهدف الى التلاعب بمصير الشعب الفلسطيني وتسلب حقه بالقدس.

وأضاف في اجتماع اسبوعي لحكومته: "لن نتنازل عن عهدنا للقدس، ولن نساوم على عروبتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ولن نسلم مفاتيح الأقصى وكنيسة القيامة مهما يكن الثمن".

وطالب الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، اجتماع قمة التعاون الاسلامي الذي سيعقد اليوم، في اسطنبول، بإعلان قطع العلاقات مع دولة "الاحتلال".

وقال إن "أقل ما يمكن ان تتخذه دول العالم الاسلامي هو طرد سفراء اسرائيل وسحب السفارات منها والاعلان عن قطع العلاقات معها".

وإلى الرياض، وصل أمس، العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في بداية جولة تشمل تركيا لبحث التطورات المتعلقة بالقرار الأميركي. وبحث عبدالله الثاني خلال زيارته التي استمرت ساعات، مع الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان التداعيات المحتملة على مستقبل عملية السلام والتطورات التي شهدتها الساحة الفلسطينية أخيرا، فضلا عن تبادل الرؤى وتنسيق المواقف بين الرياض وعمان.

وسيرأس العاهل الأردني اليوم وفد بلاده إلى القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول.

وكان مصدر سعودي أعلن في وقت سابق، أن وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ سيرأس، نيابة عن العاهل السعودي، وفد المملكة إلى قمة اسطنبول.

وفي عمّان، أكد وزير خارجية الاردن أيمن الصفدي لنظيره الأميركي ريكس تيلرسون، خلال اتصال هاتفي، ان قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل يشكل "خرقا للقانون الدولي ولا أثر قانونيا له"، مضيفاً أن "غياب الآفاق السياسية وازدياد التوتر والإحباط لا يخدم الا المتطرفين وأجنداتهم".

back to top