إسرائيل تنشر «القبة الحديدية» في البحر لحماية النفط والغاز

• خانزادي: وجودنا في «المتوسط» يرعب تل أبيب
• خامنئي: وجودنا في المياه الحرة خط الدفاع الأول

نشر في 29-11-2017
آخر تحديث 29-11-2017 | 00:04
خامنئي مستقبلاً قادة البحرية الإيرانية في طهران أمس (ارنا)
خامنئي مستقبلاً قادة البحرية الإيرانية في طهران أمس (ارنا)
مع تصاعد احتمالات نشوب نزاع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني الموالي لإيران، نشرت إسرائيل منظومة "القبة الحديدية" الصاروخية الدفاعية للمرة الأولى في البحر، لضمان أمن حقول الغاز، في حين رأت إيران أن الخطوة الإسرائيلية جاءت رداً على وجودها في "البحر المتوسط"، وقالت إنها ستواصل نشر قواتها البحرية حول العالم.
مع تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، وتهديد إسرائيل باستهداف أي وجود إيراني بسورية في عمق 40 كيلومتراً عن خط فض الاشتباك في الجولان، كشفت إسرائيل عن تزويدها إحدى سفنها الحربية ببطارية مضادة للصواريخ، لتمد بذلك منظومتها الدفاعية، التي تطلق عليها اسم "القبة الحديدية" للبحر للمرة الأولى.

وقال الجنرال زفيكا هايموفيتش، من سلاح الجو، إن "المنظومة التي تم نصبها على الطراد لاهاف اختبرت بنجاح وستكون عاملاً ثميناً لضمان أمن حقول الغاز قبالة الشواطئ الإسرائيلية".

وتابع هايموفيتش، خلال مؤتمر، أمس الأول: "اليوم، أضافَ سلاح الجو طبقة جديدة للدفاع عن مصادر الطاقة الإسرائيلية في البحر المتوسط وحمايتها".

وجاءت الخطوة الإسرائيلية في حين تقوم تل أبيب بتطوير إنتاج الغاز من حقول تمار وليفياثان، التي اكتشفت عامي 2009 و2010.

وبدأ استغلال حقل تمار عام 2013، ويبلغ حجم احتياطه 238 مليار متر مكعب. وهو أحد أكثر حقول الغاز الواعدة التي اكتشفت في السنوات الأخيرة قبالة ساحل إسرائيل المحاذي لسواحل لبنان بالبحر الأبيض المتوسط.

ويبعد حقل تمار مسافة 130 كم عن شاطئ حيفا، التي تبعد أقل من 50 كلم عن الحدود اللبنانية. ومن المقرر أن يبدأ استغلال حقل ليفياثان عام 2019 عندما يبدأ احتياطي حقل تمار بالانحسار.

تفسير إيراني

وبعد ساعات من إعلان تل أبيب اختبار "القبة الحديدية البحرية"، اعتبرت إيران أن الخطوة الإسرائيلية جاءت نتيجة شعورها بـ"الرعب"، وقال قائد القوة البحرية للجيش الإيراني حسين خانزادي في تصريحات أمس، إن "وجود سفن حربية إيرانية في البحر المتوسط أرعب إسرائيل". وأضاف خانزادي: "الأجانب كانوا يتصورون أن إيران، وبسبب الحرب والحظر، ليست قادرة على التواجد في المياه الدولية، لكنهم تفاجأوا من وجود إيران في البحر المتوسط، وكان الكيان الصهيوني أكثر الأطراف التي أصابها الرعب".

وأكد أن القوات البحرية "على استعداد للوجود في المحيط الأطلسي وخليج المكسيك"، مشيراً إلى أن "التواجد في جميع المياه الدولية الحرة حق" لبلاده.

وتابع خانزادي، إن "مهام القوة البحرية للجيش الإيراني تتمثل في مواجهة التهديدات الخارجية ومواجهة القراصنة وتأمين خطوط المواصلات للسفن التجارية الإيرانية وتكريس حالة الردع عند سواحل مكران".

خامنئي وبحرية صدام

في هذه الأثناء، أكد المرشد الإيراني علي خامنئي، ضرورة مواصلة تواجد البحرية الإيرانية في المياه الحرة كما في السابق، مضيفاً أن البحرية الإيرانية بدأت نهضة تنموية جيدة.

وجاء تصريحات خامنئي خلال استقباله، كبار قادة القوة البحرية التابعة للجيش.

وقال المرشد بمناسبة يوم البحرية: "إن العمليات البطولية للقوة البحرية ضد بحرية نظام صدام حسين في 28 نوفمبر 1980، تركت أثراً عميقاً على الحرب، إذ خفضت هيمنة العدو على البحر إلى الصفر".

وأضاف إن القوة البحرية "هي في الخط الأول للدفاع عن البلاد، وأمامها مناطق مهمة من قبيل مكران وبحر عمان والمياه الحرة".

وتابع: "اليوم القوة البحرية أكثر تطوراً وقوة مقارنة بما قبل 20 عاماً، لكن هذا المستوى من التطور غير مقنع، ولابد من مواصلة حركة التقدم بزخم أكبر في جميع الأقسام بعزم ومعنويات وهمة عليا ومن خلال الإبداع والمبادرة".

سلامي و«حلقة المقاومة»

إلى ذلك، أكد نائب القائد العام لـ"الحرس الثوري"، العميد حسين سلامي، أن "الجماعات التكفيرية تشكل بيادق للولايات المتحدة وتم تجهيزها من قبل الاستكبار"، مبشراً بـ"تحقيق جبهة المقاومة مزيداً من الانتصارات".

وقال سلامي، خلال مراسم أجريت أمس، في صحن مسجد جمكران في قم، إن "الانتصارات الأخيرة لجبهة المقاومة دفنت آمال وأحلام الاستكبار العالمي وعملائه المغرر بهم، وأدت إلى القضاء على فتنة كبرى أحاقت بالعالم الإسلامي والبشرية". وأضاف: "بصمود رجال جبهة الإسلام ومقاومتهم إذ جاءوا من أقصى نقاط العالم، وبقيادة اللواء قاسم سليماني، تحقق النصر على الجماعات التكفيرية في العراق وسورية".

وتابع: "العدو يدرك منطق القوة فقط، وقد خضع أمام قوة الصواريخ الإيرانية، ورغم أنه تكبد الهزيمة، لكنه اتجه لمخططات عدائية أخرى".

وزعم أن "الجماعات التكفيرية وبدعم من حُماتهم بدأت تشن هجماتها على حلقة المقاومة في العالم الإسلامي".

عزل سورية

ولفت سلامي إلى "فتنة التكفير في العالم الإسلامي"، معتبراً أن الجماعات التكفيرية سعت إلى "عزل سورية عن الثورة الإسلامية" الإيرانية.

واتهم واشنطن بالتخطيط للإطاحة بالنظامين السياسيين في العراق وسورية، وقال إنها كادت أن تحقق ذلك عبر "إثارة التفرقة الدموية في العالم الإسلامي وإطلاق حروب داخله بدلاً من محاربة الكيان الصهيوني".

وأثنى نائب القائد العام للحرس الإيراني، المنخرط إلى جانب نظام الرئيس السوري بشار الأسد بالحرب الأهلية، على "بطولات المدافعين عن المقدسات"، وقال إن "المقاتلين بقيادة اللواء سليماني، تمكنوا من صد فتنة التكفيريين في العراق وسورية".

وأشاد سلامي بـ"مقاومة حزب الله في لبنان"، ووصف الحزب اللبناني بالقوة الإقليمية، ورأى أن إسرائيل لم تعد تشكل خطراً عليه، بل العكس، فـ"الكيان الصهيوني يدرك أنه إذا شن حرباً أخرى على لبنان فسيتم محوه من الوجود".

ودافع المسؤول الإيراني عن ميليشات "الحشد الشعبي" في العراق، معتبرا أنها تشكل "قوة مصيرية تحدد معادلات وموازنات القوة".

وخاضت إسرائيل وحزب الله حرباً عام 2006 أسفرت عن مصرع اكثر من 1200 لبناني معظمهم من المدنيين و160 إسرائيلياً جميعهم من الجنود تقريباً.

ووفقاً للجيش الإسرائيلي، يملك حزب الله حالياً أكثر من 100 ألف صاروخ يمكن أن يصل بعضها إلى كامل الأراضي الإسرائيلية.

back to top