عوامة
لن نغرق إذا تمسكنا ببعضنا بعضا، وحتماً سنغرق إذا قفلنا نخرق عوامات بعضنا بعضا، فـمقولة «لا تكسروا المجاديف» حان تنفيذها حرفياً اليوم، وإن كانت المجاديف قد تكسرت فلا نخرق العوامات، وإن كانت العوامات قد نفد هواؤها، فلا نتسلق فوق بعضنا بعضا، فوالله لن يبقى في الماء في النهاية سوانا.

ما علينا من الأسباب، ما يهم المواطنة العادية مثلي، التي ليس لها وطن غير هذا الوطن ولا حساب بنكي غير الحساب الكويتي، هو أن يستتب السلام في الطبقات الدنيا وإن دارت العواصف في الطبقات العليا، ما يهم هو أن تبقى الصورة شبيهة بلوحة فينسنت فان غوخ "ليلة النجوم" حيث تنام القرية ليلتها بهدوء ودون قلق فيما تعصف العواصف وتزوبع الزوابع في سمائها النجمية الساطعة. ولكي تتحقق لنا هذه اللوحة الآمنة الجميلة، علينا نحن سكان الطبقة الدنيا، أن نقي أنفسنا شر أنفسنا، أن نحجم الشائعات، أن نثبت الروابط، أن نتذكر ونذكر بعضنا بعضا بالمصير المشترك إن تناسينا بقية الأشياء المشتركة الأخرى. هذه الضفة إذا غرقت ستكون هي أجسادنا الطافية على وجه الخليج وليست أجساد أي طرف من أطراف الخلاف، فلنتمسك بالهدوء ولنستدعِ الشعارات التي تغنينا بها سنوات وسنوات، فها هي قد أتى يومها، ولنشبك الكفوف بعد أن نلبس العوامات على خصورنا، لن نغرق إذا تمسكنا ببعضنا بعضا، وحتماً سنغرق إذا قفلنا نخرق عوامات بعضنا بعضا. هي مقولة "لا تكسروا المجاديف" التي حان تنفيذها حرفياً اليوم، وإن كانت المجاديف قد تكسرت فلا نخرق العوامات، وإن كانت العوامات قد نفد هواؤها، فلا نتسلق فوق بعضنا بعضا، فوالله لن يبقى في الماء في النهاية سوانا. لا نستمع للأغاني الحالية، لا نأخذ جانب طرف دون طرف، لا نتشدق بكلام أكبر منا جميعاً، كل واحد يمسك عوامته ويد من بجانبه أحسن له، لا أحد يعرف حجم الموجة القادمة.