رفقاً بالمنبر الحسيني

نشر في 14-10-2017
آخر تحديث 14-10-2017 | 00:08
 محمد القراشي في نهاية موسم العزاء باستشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين تتباين الآراء ووجهات النظر حول مسؤولية المنبر الحسيني ودوره في الليالي الـ13 الأولى، والتي تعد الأكثر إقبالاً على مدار العام... ولست هنا لإطلاق حكم على دور المنبر خلال السنوات القليلة الماضية أو تقييمه، ولكننا نعرض قضية خلافية للوقوف على أهم المشتركات وتقريب وجهات النظر.

ويتضح الخلاف جليا في جانب العرض التاريخي للقضية، فمنهم من يحرص عليه وسرد الروايات المتعلقة به ويتجنب التحليل، وفي المقابل هناك من يرفض أن يمضي جل الوقت في الاستماع إلى سرد تاريخي، وقد يعتبره مكرراً ومملاً، ويرى أنه يجرد المنبر من دوره، وكأنك اختزلت نهضة الحسين في مجرد ذكراه دون تبيين آثار هذه الأحداث وانعكاسها، ويفضل أن يستفيد من مواقفها المختلفة للتنظير لمدرسة حسينية شاملة لجميع جوانب الحياة، ومستوحاة من مفاهيم القرآن الكريم، وتعاليم جده، صلى الله عليه وعلى آله.

ولوحظ الاختلاف أيضا في مسألة الجانب الروحاني للمنبر الذي يؤمن البعض بأن عليه أن يركز اهتمامه عليها، أما الجانب الآخر فيرى أن المنبر يجب ألا يقتصر على هذا الدور... أما بالنسبة للظواهر المعاصرة السلبية، فهناك من يرى أن واجب المنبر طرح تلك القضايا ومعالجتها، إذ يحبذ أن يكون متجدداً مواكباً للمشاكل المستحدثة، والآخر لا يعد ذلك من واجباته. ورغم اختلاف المشارب الفكرية والأيديولوجية لتلك الآراء، فإننا لامسنا إجماعاً غير معلن على بعض الأساسيات، حيث اتفقت أغلب الآراء على التركيز على القضايا الدينية والاجتماعية والتوعوية التي تعين الفرد في أمور دينه ودنياه دون إهمال التعاطي مع الجانب التاريخي بطريقة متجددة تؤسس لجيل واع يفهم مصيبة الحسين ودواعيها، ويعرف مسؤولياته تجاه ربه ومجتمعه، وكذلك نبذ المبالغات والخرافات التي تثبط الفكر وتعلق النفس بأحبال سرابية... وأن يكون من أهدافه التمسك بالوحدة الإسلامية ونبذ الخلافات، والتركيز على المشتركات، وتقوية الجبهة الداخلية بمحاربة الأفكار الضالة، وتجنب الفتن ومحاربة الفساد والتطرف، والتحذير من الانحلال الأخلاقي الذي يعصف بمجتمعاتنا الإسلامية.

يجب التنبيه إلى أن هذا الاتفاق جاء على مستوى النخب الفكرية باختلاف توجهاتها، أما بالنسبة للجمهور، فلعلنا نوفق في تفصيل ذلك في مقال آخر.

back to top