توضيح محاولة ترامب المحيرة لنسف الصفقة الإيرانية

نشر في 12-10-2017
آخر تحديث 12-10-2017 | 00:08
 فوكس من المتوقّع أن يعلن ترامب في الأسبوع المقبل أنه "لن يصدّق" على الصفقة النووية الإيرانية، معتبراً أن هذا الاتفاق لا ينسجم مع مصلحة الولايات المتحدة الأمنية الوطنية.

عندما انتشرت أخبار تخطيط ترامب لعدم التصديق على الصفقة أمس، أخبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المراسلين: "من المهم جداً الحفاظ عليها بشكلها الحالي، ولا شك أن مشاركة الولايات المتحدة تشكّل عاملاً مهماً في هذا المجال".

قد يظن ترامب أنه يستطيع استعمال مهاراته المزعومة كعاقد صفقات بهدف التفاوض للتوصل إلى شروط أفضل، ولكن في الوقت الراهن، ما من سبب يدفعنا إلى الاعتقاد أنه مصيب.

لا نعلم يقيناً ما إذا كان الكونغرس سيقرر إعادة فرض العقوبات، فلا يحتاج الجمهوريون إلا إلى غالبية 51 صوتاً ليعيدوا فرضها على إيران، لكن عدداً كبيراً من المشرّعين الجمهوريين يقولون إنهم غير واثقين مما سيفعلونه بشأن إيران، مما يجعل تمرير العقوبات صعباً أو حتى مستحيلاً.

نتائج عكسية كبيرة

سيؤدي قرار ترامب إلى الكثير من الاضطرابات والقلق بشأن الصفقة الإيرانية حول العالم. صحيح أن خبراء السياسة والسياسة الخارجية يدركون أن ترامب لن يعمد بالضرورة إلى إنهاء الصفقة بإرسال هذه المسألة إلى الكونغرس، ولكن على الصعيد العام سيعتبر الشعب الأميركي والمجتمع الدولي هذه الخطوة محاولة منه للوفاء بوعده والإطاحة بهذا الاتفاق أو تحسينه.

ولكن إذا انتهى المطاف بالكونغرس إلى إعادة فرض العقوبات وإنهاء الصفقة تصبح هذه المسألة بالغة التعقيد، وسيضطر حلفاء الولايات المتحدة عندئذٍ إلى الاختيار بين التعامل مع إيران أو مع الولايات المتحدة.

فقد بدأت إيران بالعودة إلى الاقتصاد الدولي السنة الماضية، وأقامت علاقات تجارية مهمة مع شركات كبرى يقع مقرها في الدول التي عقدت الصفقة مع إيران، فعلى سبيل المثال وقّعت إيران في فصل الصيف اتفاقاً بقيمة خمسة مليارات دولار مع شركة توتال الفرنسية ومؤسسة البترول الوطنية الصينية، التي تديرها الحكومة الصينية، بغية تطوير حقل فارس الجنوبي للغاز الطبيعي.

خلال لقاء المجلس الأطلسي الشهر الماضي، اشتكى السفير الألماني إلى الولايات المتحدة بيتر ويتيغ من العقبات التي واجهتها الشركات الأوروبية في الماضي نتيجة الحدود السابقة التي فُرضت على قدرتها على المتاجرة مع إيران، فقال: "عانت الشركات الألمانية خسارة مليارات ومليارات ومليارات الدولارات"، واعتبر ويتيغ أن التجارة مع إيران تمنحها حافزاً لإبقاء يديها بعيدتين عن الأسلحة النووية.

وأضاف: "نريد إيران أن تتبنى تدريجياً قيمنا ونظرتنا إلى العالم، وتشكّل التجارة أداة لتحقيق ذلك"، وعلى نحو مماثل، تحاول السفارة البريطانية استعمال "تويتر" لإقناع ترامب بأهمية الصفقة.

ويفكّر الأوروبيون في طرق مبتكرة لحماية أنفسهم من العقوبات الأميركية في حال فُرضت مجدداً، إذ أخبر دبلوماسي غربي رفض ذكر اسمه صحيفة واشنطن بوست أن الأوروبيين يبحثون في تنظيمات تسعينيات القرن الماضي المصممة لحماية الشركات والأفراد الأوروبيين من العقوبات التي قد تطولهم نتيجة التعامل مع إيران، ولكن من دون دعم أوروبا الكامل، لن يكون للعقوبات الفاعلية ذاتها.

في الختام، قد نواجه تطورات خطيرة كثيرة إذا قررت الولايات المتحدة في النهاية إعادة فرض العقوبات القديمة على إيران أو اللجوء إلى عقوبات جيدة.

* زيشان عليم

*«فوكس»

back to top