سام إليوت يؤكِّد أن في كل منا «بطلاً»!

نشر في 22-07-2017
آخر تحديث 22-07-2017 | 00:03
سام إليوت في الفيلم
سام إليوت في الفيلم
لا يكتفي الممثلون العظماء بأداء الأدوار، بل يجسدونها ويتقمَّصونها. وفي بعض الحالات، يعني ذلك تبني خصائص غريبة عنهم بالكامل، في حين تفرض عليهم أدوار أخرى النظر إلى داخلهم.
ومع عمل مثل The Hero (البطل)، كان يكفي أن يتأمّل الممثل سام إليوت حياته بحثاً عن الإلهام ليصبح شخصية الفيلم المحورية.
يمزج سام إليوت في The Hero عناصر من مسيرته الطويلة والمتعددة المستويات بالنص القوي، الذي أعدّه كل من المخرج بريت هايلي (I’ll See You In My Dreams) والكاتب مارك باش، كي يمنح الدور روحاً مؤثرة عميقة. وهكذا لم يعد الفيلم مجرد قصة عن ممثل مسن يواجه تحديات كبيرة، بل أصبح قصة يجد فيها كل مَن بلغ مرحلة من الحياة يُقيّم فيها وفق إنجازاته المهنية نفسه.

لكن حياة هايدن الهادئة تهتزّ مع تشخيص الأطباء إصابته بسرطان البنكرياس، فيواجه صعوبة في تحديد ما إذا كان عليه إخبار زوجته وابنته بمرضه ومتى يكون الوقت مناسباً لذلك. وتتفاقم حيرته بعدما تتملكه شكوك حول ما إذا كان سيحارب السرطان أو لا.

بصيص أمل

إلا أن بصيص أمل يشعّ فجأة مع شارلوت (لورا بريبون)، التي تقدّم عروضاً فكاهية في لوس أنجليس وتعرب عن اهتمام كبير بهايدن. نتيجة لذلك، يبدأ موقف هذا الممثل العدائي بالتراجع أمام الاهتمام الذي يناله من تلك الشابة المفعمة بالحياة.

يهدف كل ما يقوم به هايلي في The Hero إلى تأمل الحياة أو الموت، فيشكِّل منح ممثل مخضرم مسن عشيقة شابة وسيلة لإظهار مدى الجهد الذي يبذله هايدن للتمسّك بسنوات كان فيها مليئاً بالطاقة كممثل وحبيب، مشدداً في الوقت عينه على ما سلبه الزمن.

حتى أحلام هايدن تحفل بصور عن الموت الذي يطارده ويقترب منه بسرعة. تبدو هذه الصور قوية قوة عملية شنق، ودقيقة دقة طلب مخرج إنهاء الحركة في مشهد ما. وتحلّ محلّ هذه الصور غالباً مشاهد البحر الذي يمثِّل الأصل واستدامة الحياة.

خريطة حياة

نستشف هذه التفاصيل كافة بفضل إليوت. فما من ممثل يحمل على وجهه خريطة حياة على هذا القدر من التميز كما إليوت، فضلاً عن أن معالمه التي رسمتها الحياة تُظهر نوع المسيرة التي يخوضها كثيرون في سنوات شيخوختهم. لا ينجح إليوت في نقل المشاعر المعقدة من خلال نظرة واحدة من وجهه المعبر فحسب، بل نشعر أيضاً بأن صوته العميق يعكس صدى عقود من الحياة، صدى يتردّد على جدران الزمن. وهكذا يكون شكل إليوت وصوته كافيين لحمل هذه الشخصية إلى مكان لا يمكن فيه تجاهل القصة التي تُسرد.

ولا يحتاج إلى سرد هذه القصة بمفرده.

طاقة وحيوية

تضفي بريبون على هذا العمل ما يكفي من الطاقة لتجعل قصة الحب هذه بين شابة ومسن تبدو مفعمة بالحيوية من دون أن تبالغ في التمثيل وتجعل العلاقة سطحية. على نحو مماثل، يقدّم نيك أوفرمان أداء جيداً كتاجر مخدرات فيلسوف يؤدي دور الوسيط بين هايدن وشارلوت.

من الجيد أيضاً أن نرى إليوت وكاثرين روس معاً في أي مشروع، بما أن هذين الزوجين الفعليين يبدوان غالباً ثنائياً صاغته آلهة الحب. تبقى ريتر الحلقة الأضعف، لكنها لم تحظَ بمجال كبير لتبرز مواهبها بما أنها تؤدي دور الابنة التي لا تحظى بالحب الكافي.

كان على هايلي أن يركّز أكثر على شخصية ريتر، إلا أن جهوده عموماً أدت إلى ولادة قصة مؤثرة تدفع إلى التفكير بما يعنيه التقدم في السن. وهكذا يتحوّل توق الإنسان إلى أن يكون مرغوباً وإلى أداء مهنة طورها خلال عقود من العمل الجاد أساس محور كوني يُطرح من خلال أداء تمثيلي مميز يقدمه ممثلون مخضرون مذهلون أمثال إليوت.

إذاً، يُظهر The Hero أن العمل البطولي الأكبر يكون أحياناً أن يعيش الإنسان حياته.

back to top