إيجابيات مصروف الجيب للأولاد وسيّئاته

نشر في 26-06-2017
آخر تحديث 26-06-2017 | 00:00
No Image Caption
هل ينبغي إعطاء مصروف الجيب للأطفال؟ وهل يعتبر هذا الأمر تربوياً أم أنه خارج هذا النطاق، وانطلاقاً من أيّ عمر يمكن أن نعطيهم المال؟ هذه الأسئلة وغيرها تنقسم آراء الأهل حولها، فماذا يقول الاختصاصيون؟
يحمل إعطاء مصروف الجيب للأطفال في طيّاته أسباباً إيجابيّة ومخاوف سلبيّة في آن. فالمال سلطة وقدرة، واستعماله في المكان المناسب يوفّر لنا الرّاحة ويبعد عنّا الشقاء، لكنّ استعماله في غير مكانه قد يولّد الأذيّة لنا وللغير.

من هنا يجب أن نعي بجديّة مسؤوليّة إعطاء المال لأولادنا، إن كان بمثابة مصروف للجيب، أو كهديّة في إحدى مناسبات الفرح وفي الأعياد.

يقول بعض الاختصاصيين إنّ لمنح الولد مصروف جيب منذ عمر مبكر أبلغ الأثر في تعويده على تحمّل المسؤولية التي تنمو معه منذ الصّغر. ويكتب آخر أنّ لا قاعدة تلزم الأهل بإعطاء مصروف جيب أو لا، فالأمر يتعلّق بنظرة كل عائلة إلى المال وبمدخول كلٍّ منها. أمّا الإحصاءات على مختلف المستويات فتظهر أنّ غالبية الأهل تعطي مصروف جيب وتقدّم لهم مبلغاً من المال في المناسبات.

أهمية المال عند الولد

ترشيد موضوع المال للأولاد ضروريّ جداً، فالصغير لا يعيش في جزيرة معزولة، بل مع أتراب من عمره، يراهم يشترون ما يحلو لهم من مقصف المدرسة أو من الحانوت في حيّه، وقد يشعر بنقص حيال الآخرين إن لم يجد معه نقوداً ليشتري بها بعض الحلوى أو العلكة وما شابه. لذا، على الأهل منذ الصغر، شرح قيمة المال للصغير وطريقة تعامله معه بحسب قدرة العائلة وبشكل سليم جداً.

أمّا إذا رفض الولد أخذ المال كمصروف له أو كهديّة، فذلك يدلّ على عدم نضجه وأنه لا يريد الاستقلاليّة بعد، ولا خوف عليه لأنّه سيتغيّر في المستقبل القريب.

لماذا نعطي أولادنا مالاً؟

نعطي أولادنا مالاً في حالات أربع:

• مصروف جيب يستعملونه في الأيّام العاديّة لشراء قطعة شوكولاتة أو غيرها من الأطعمة في حانوت المدرسة.

• لقاء بعض الخدمات التي يقومون بها في المنزل أو في الحديقة، أو مساعدة أحد الأهل.

• عيديّة في مناسبة خاصة له أو في مناسبة عامّة.

• تقدمة من أحد الأهل كالجدّ أو العمّ أو الخال.

ويسهم هذا العطاء في نقل الأولاد من مرحلة طفوليّة إلى مرحلة يشعرون فيها ببعض المسؤوليّة لأنهم أصبحوا يمتلكون القرار في صرف المبلغ الذي يخصّهم أو في ادّخاره.

في أيّ عمر نعطيهم مالاً؟

لا فائدة من إعطاء المال لولد لا يعرف قيمته بعد. بدءاً من الرابعة من عمره يمكننا إعطاؤه مبلغاً زهيداً ليشتري به قطعة حلوى لا أكثر. وعندما يعي الصغير كيفيّة العدّ والحساب وعلاقة ذلك بالأسعار يصبح قادراً على التعامل مع المال، ويبدأ هذا الوعي عموماً في السابعة من العمر. أما في ما يتعلّق بكميّة المبلغ فهي تعود إلى تقدير الأهل حاجة الصغير ووضعهم الاقتصادي الراهن.

كيف ينفق الأولاد مالهم؟

من الضروري وضع قواعد للمصاريف التي يقوم بها الولد ومراقبته إذا كان يبذّرها جميعها على الحلوى مثلاً، أو على شراء أدوات صغيرة مؤذية قد تضرّ به. وفي الوقت عينه ينبغي ترك القرارات له في ما يخصّ مصروفه ولكن ضمن الحدود التي يجدها الأهل مناسبة له.

وقد يصرف الولد أحياناً نقوده بكاملها ويطلب من الأهل مبلغاً إضافياً. لا بأس هنا بسلفة صغيرة نقرضه إياها شرط معرفتنا كيف سيتصرّف بها، على أن تُحسم لاحقاً من مصروفه الخاص.

التركيز على قيمة المال

منذ الصغر يستطيع الأهل لفت نظر ولدهم على أهميّة المال وشرحهم له أنّ بالمال يمكننا شراء الألبسة وامتلاك الكتب والدخول إلى المسارح أو السينما وشراء الألعاب في الأعياد وغيرها.

وعند وجود الأولاد معكم في الأسواق دعوهم يقرأون الأسعار على السّلع ويقارنونها بأسعار أخرى. وبيّنوا لهم في فترات تخفيض الأسعار (الأوكازيون، الحسومات) كم كان سعر السلعة في السابق وكم أصبح حالياً، وأنهم يستطيعون الإفادة من هذا الفرق وشراء سلعة إضافيّة.

معرفة قيمة المال وحسن التصرّف به أمران يجب أن نعلّمهما لأولادنا، وعند ذلك لا خوف من منحهم مصروف جيبهم أو تقديم مبلغ لهم بمثابة عيديّة في المناسبات السعيدة.

back to top