هل نحن على شفير حرب كورية ثانية؟

نشر في 21-04-2017
آخر تحديث 21-04-2017 | 00:09
 بوسطن غلوب عدنا إلى "سياسة حافة الهاوية" وعاد العالم إلى الوقوف على شفير الحرب.

في خمسينيات القرن الماضي ارتبطت هذه العبارة بجون فوستر دولز، وزير الخارجية الأميركي في عهد الرئيس دوايت أيزنهاور، إلا أن "سياسة حافة الهاوية" اتخذت طابعاً سلبياً عقب أزمتَي برلين والصواريخ الكوبية في عهد خلف الرئيس أيزنهاور، فاعتبر جون ف. كينيدي أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في هاتين الأزمتين أوشكا على القفز عن الحافة إلى هاوية نووية مدمرة.

درنا حالياً دورة كاملةً، وقد شملت الخطوات الأولى التي اتخذها أيزنهاور خلال عهده كرئيس إنهاء الحرب الكورية، ومرت اليوم أكثر من ستين سنة، إلا أن إعادة إحياء ترامب "سياسة حافة الهاوية" أنعشت راهناً احتمال مواجهة حرب كورية ثانية.

إذاً، هل نحن على شفير حرب كورية ثانية، إذا لم نقل حرباً عالمية ثالثة؟ أشك في ذلك. من المؤكد أن كوريا الشمالية أحرزت تقدماً في برنامجها النووي، ولكن كي تتحول إلى خطر حقيقي عليها أن تطور رأساً نووياً صغيراً كفاية ليوضع في صاروخ بالستي عابر للقارات، وبالاستناد إلى ما جمعتُه من معلومات من الخبراء لم تبلغ كوريا الشمالية هذه المرحلة بعد، لذلك يبقى أسوأ ما يستطيع الكوريون الشماليون فعله اليوم في مجال الحرب النووية استخدام طائرات بدون طيار مزودة بيورانيوم مشع كـ"قنابل وسخة".

علاوة على ذلك تبدو المدفعية الكورية الشمالية أقل فاعلية نظراً إلى أدائها الأخير، ففي شهر نوفمبر عام 2010، أطلق جيش الشعب الكوري أكثر من مئة قذيفة من العيار الثقيل على جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية (غير المأهولة)، لكن أكثر من 25% من القذائف لم ينفجر.

في المقابل يتمتع الكوريون الجنوبيون والأميركيون بأصول استطلاع أكثر تفوقاً بكثير تعتمد على الأقمار الاصطناعية، مما يتيح لقواتهم سرعة أكبر في استهداف القوات المسلحة الكورية الشمالية وتدميرها.

ولكن هل نشهد فعلاً تطورات مماثلة؟ كلا على الأرجح، إلا إذا توقف كيم يونغ أون بالكامل عن التصرف كلاعب منطقي، وقد بدأت كل من الصين وروسيا بالتدخل، وراحتا تحضان كل الأطراف على تفادي الأعمال العدائية والعودة إلى طاولة المفاوضات، وبعد أخذ كل التفاصيل في الاعتبار أعتقد أن إدارة ترامب ستعتبر راهناً استئناف المحادثات المتعددة الأطراف انتصاراً لسياسة "حافة الهاوية" التي يتبعها الرئيس، أما الأهداف التي ستُنجَز فتعتمد بالتأكيد على نتيجة محادثات مماثلة.

لكنني لا أستبعد بالكامل إقدام الولايات المتحدة على عمل عسكري ضد كوريا الشمالية، إذ يُعتبر وزير الدفاع جيمس ماتيس مخططاً عسكرياً واسع الخبرة سيزين بالتأكيد احتمال وقوع أضرار جانبية في حال وجهت الولايات المتحدة ضربات ضد أهداف عسكرية كورية شمالية، ولا شك أنه يدرك أكثر من أي شخص آخر نقاط ضعف بيونغ يانغ العسكرية.

هل فوجئتُ لعودتنا إلى "حافة الهاوية" بعد كل هذه السنين؟ كلا. قبل مؤتمر في أريزونا في مطلع شهر فبراير، طُلب مني تقديم توقعات للسنوات الخمس المقبلة، وإليكم ما طرحته: "بحلول عام 2022، تكون الحرب الكورية الثانية قد وصلت إلى حالة من الجمود (بعد 13 سنة، ستُنشر سلسلة فكاهية عن الحرب على منصة Netflix التابعة لشركة Alibaba)".

بما أنني أعتبر أي توقعات تتخطى فترة ستة أشهر أشبه بعلم التنجيم لجأت إلى المزاح، لكن هذا التوقع بدا فجأة قريباً جداً من الواقع.

*نيال فيرغسون

* «بوستن غلوب»

back to top