أنانية الغرب القادمة

نشر في 18-02-2017
آخر تحديث 18-02-2017 | 00:02
 عبدالله اللوغاني من يقرأ الأحداث العالمية المتسارعة وغير المتوقعة يقع في حيرة من أمره، فالانقسام في الآراء داخل الولايات المتحدة الأميركية أصبح أمراً واقعاً وخطيراً، فضلاً عن دخولنا مرحلة انقسام جديد في الاتحاد الأوروبي متمثلة بخروج بريطانيا من الاتحاد.

دونالد ترامب يقول «سنتبع سياسة أميركا أولاً»، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كذلك تقول «ستكون مصالحنا فوق كل اعتبار»، فهل يا ترى تكون الانتخابات في فرنسا وألمانيا وليدةً لمثل هذه السياسات الجديدة في التوجه العالمي؟

فمن الممكن مثلاً أن تكون المتطرفة مارين لوبان الفائزة في الانتخابات الفرنسية الرئاسية، فماذا سيكون مصيرنا في تلك اللحظة، ومصير المهاجرين من أصول عربية وإسلامية خلال الفترة المقبلة يا ترى، خصوصا أن تصريحات دونالد ترامب ومارين لوبان تثير الاشمئزاز، لأنها تنفث العنصرية نفسها؟

ومن جهة أخرى، ترامب الرئيس يحارب من أجل إبقاء المصانع الأميركية وغيرها للعمال الأميركيين، ولأجل التوظيف داخل الولايات المتحدة على حساب طرد العمالة غير الأميركية، بغض النظر عن كفاءتها وعمرها المهني، إضافة إلى تهديد المصانع والشركات الأميركية وغير الأميركية من ممارسة أنشطتها خارج الولايات المتحدة.

وكذلك نجحت بريطانيا في اتخاذ قرارها بالانفصال بعد التصويت على ذلك (بريكست)، وظهرت نزعة الإمبراطورية البريطانية عندما عزلت العمالة الأجنبية من قطاع العمل البريطاني لمصلحة العنصر البريطاني، وبالتالي فإن العالم يترقب من هذه التوجهات مفاجآت ثقيلة العيار، فمن الممكن أن تكون نتيجة انتخابات فرنسا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، ومن الممكن أن تتبعها جمهورية إيطاليا القابعة تحت كم هائل من الديون، ونظام بنكي متردٍّ، ناهيك عن اليونان ذات الشعب النافر من الاتحاد الأوروبي، فهذا كله يوجه العالم الغربي إلى الأنانية الحتمية، فهل سيتم هذا التوجه بالمستقبل القريب؟ إن غداً لناظره قريب.

back to top