الكرسي الساخن... يا وزير التربية

نشر في 31-12-2016
آخر تحديث 31-12-2016 | 00:05
 حمدة فزاع العنزي يكرر الكثير من الموجهين استراتيجيات التعلم وكيفية توظيفها في التعليم وتوصيل المعلومات للمتعلمين، ولكن هل فكروا تطبيقها على مسؤولي وزارة التربية، أم التجارب فقط على المتعلمين؟

كفايات وتابلت وفلاش ميموري وكتاب إلكتروني وأربع فترات وفترتان وقرارات وقرارات، والضحية ميزانية الدولة والأسرة وعقول أجيال المستقبل التي أمست بلا مستقبل ولا حاضر، مَن خلف كل هذه الاختراعات التعليمية؟ هل خلفها مناقصات وسرقات أدفأت جيوب المسؤولين وحواشيهم ومن يرحل منهم يرحل، وهو آمن على مستقبله المادي؟ أم خلفها عصابات تربوية لا تعي من التربية والتعليم سوى كرسي وختم ومؤتمرات واجتماعات بخور وبوفيهات وهدايا تكريم وتبجيل.

الكرسي الساخن استراتيجية طبقت على المتعلمين من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية التي لا نرى بين مستويات قاطنيها اختلافاً سوى التسمية، فالمستوى التعليمي هو ذاته، هل يجرؤ الوزير الجديد تطبيقه على مسؤولي التربية من وكيل الوزارة إلى مديري الأقسام والموجهين، ولا ننسى وزير التربية السابق... لماذا لا يكون هناك كرسي لمحاسبة للوزير قبل رحيله على إنجازاته، وما كان في عهده من مناقصات وقرارات وتعيينات؟ لماذا وكيف وأين وهل ومتى... أدوات استفهام نستخدمها كثيراً، ولا نعرف استخدامها القاتل للباطل وإحقاق الحق.

بعد السرقات والتجاوزات التي أصبحت منتشرة، ويمارس فيها السراق جرائمهم حسب مسؤولياتهم ومناصبهم، يلزم نواب أمتنا والوزراء بكشف ذممهم المالية، ولكن هل يتم طلب تلك الكشوف بعد رحيلهم أم فقط في البداية؟ لماذا لا تطلب منهم كشوف الذمة عند ترك المنصب لمعرفة ماذا جنى من تخبطاته؟

لو كانت هناك محاسبة قبل الرحيل لرحل الجميع، ولم يستذبحوا على هذا الكرسي الذي يجني لهم الثروات الطائلة، ولكن رسالة إلى وزير التربية، سيدي الكريم: ما لم تقدم على خطوات كهذه تحفظ وزارةً تعنى بمستقبل أبنائنا، فجدد السراق والمتكاسلين لعل من يأتي يكون أكثر حنكة وتطوراً في أفكار السرقات، وجعل التعليم فقط مجرد عنوان للوزارة، مع ترك التربية لأنها لا تسمن ولا تغني في زمن ضاعت فيه الضمائر مقابل الكراسي.

back to top