Doctor Strange... مثال مدهش على بصمة شركة «مارفل» الساحرة

نشر في 12-11-2016
آخر تحديث 12-11-2016 | 00:00
الطبيب سترانج
الطبيب سترانج
واجه صانعو أحدث فيلم مستوحى من كتاب هزلي،Doctor Strange (الطبيب سترانج)، العائق الذي واجهه صانعو فيلم Guardians of the Galaxy (حراس المجرّة). يشتق العملان من إصدارات غير معروفة على نطاق واسع في عالم شركة «مارفل كوميكس».
حقّق فيلم Guardians of the Galaxy نجاحاً ضخماً على شباك التذاكر واستمتع المعجبون بأداء لامع من الممثلين وبسيناريو ذكي ومؤثرات بصرية مدهشة. يستعمل فيلم Doctor Strange المعادلة نفسها لكنه يرفع مستواها إلى أقصى حد كي يصبح هذا العمل واحداً من أفضل الأفلام التي أنتجتها شركة «مارفل كوميكس».

يُعتبر الدكتور ستيفن سترانج (بيندكت كومبرباتش) أحد أبرع جرّاحي العالم وأكثرهم غروراً. لكن يتغيّر هذا الوضع حين تتضرر يداه بسبب حادث سير وتنتهي مسيرته اللامعة في عالم الجراحة. تفشل محاولات استعمال الطب التقليدي لمعالجة المشكلة، فيبدأ سترانج بالبحث عن طرائق غير تقليدية للشفاء. تكشف تلك الجهود عن قوى غامضة تُحوّل الطبيب إلى قوة لحماية الأرض من اعتداءات خارقة للطبيعة.

يبدأ بتجسيد هذه القصة بأسلوب جميل مع اختيار كومبرباتش بدور سترانج. تميّز الممثل بشخصية التحري البارع شيرلوك هولمز في المسلسل الذي عُرض على قناة «بي بي سي»، لكنه يقدم أداءً أفضل بعد بدور الساحر في هذا الفيلم.

يضفي كومبرباتش طابعاً جدياً على الدور، ما يساهم في ردم شكوك يخلّفها أي فيلم مقتبس من كتاب هزلي. بفضل مقاربته المتماسكة في الأداء، يسهل أن يتقبّل المشاهدون الشخصية التي تجمع بين طبيب أناني وشخص يمارس السحر. ولما كان على الممثل أن يكون واثقاً من نفسه كي يلبس زيّ البطل الخارق ويعطيه طابعاً جدياً، فإن كومبرباتش يولي الأهمية نفسها للشكل الخارجي وكأنه يؤدي دور البطولة في مسرحية Hamlet.

أكبر تحدٍّ

يتعلق أكبر تحدِّ في فيلم Doctor Strange بالحاجة إلى استعمال كمّ كبير من المواد الأصلية لأن الشخصية ليست بارزة جداً في عالم الكتب الهزلية. رغم وفرة المواد التفسيرية المستعملة، وجد الكتّاب خليطاً ناجحاً لإنشاء الشخصية وتبرير تحوّلاتها وتقديم الطبيب سترانج كشخصٍ قوي في عالم «مارفل» بقدر «ثور» و«الرجل الحديد» وأي بطل خارق آخر.

وكأن هذه العوامل كلها لا تكفي! صنع سكوت ديريكسون فيلماً يتنقّل بين الجوانب الحميمة والخيال من دون أخذ أي استراحة. يعرف المخرج متى يسمح للكاميرات بعرض لحظات إنسانية، لكن حين تحتاج المشاهد إلى صور مبهرة لتذكيرنا بالكتاب الهزلي الأصلي، لا يتردد في تقديم أفضل ما لديه وكأنه أخذ فيلم Inception (استهلال) وضخّ فيه جرعة كاملة من المنشّطات وحرره من القيود كافة.

حتى لو ركّز الفيلم أحياناً على مؤثرات بصرية مكثفة، إلا أنه لا يبتعد مطلقاً عن قوة أداء كومبرباتش المحورية في العمل. لا تُعتبر هذه المهمّة سهلة لكنّ النجاح فيها في Strange يعكس بكل وضوح بصمة شركة «مارفل» الساحرة.

لمسات فكاهية

تضاف إلى تلك المزايا كلها لمسات فكاهية في مختلف أجزاء الفيلم، فيقدّم كومبرباتش بذلك أداءً سلساً ومتماسكاً. عموماً، يجد صانعو الأفلام المقتبسة من الكتب الهزلية صعوبة في إضافة لمسات فكاهية من دون إعاقة مسار الأحداث. لذا يمكنهم أن يشاهدوا فيلم Doctor Strange لحل هذه المشكلة.

يبدو كومبرباتش واثقاً بنفسه وهادئاً حين يؤدي دور شخص جدّي وسخيف في آن، ويبدأ العمل بسيناريو متوازن على نحو مثالي أعدّه كل من جون سبايتس وسكوت ديريكسون وس. روبرت كارغيل. يعكس هذا الثلاثي جوهر الكتابة الذي استعمله ستيف ديتكو لاختراع هذه الشخصية حين ظهر الكتاب الهزلي في عام 1963 وأنتجته شركة «مارفل كوميكس».

back to top