سبعة أيام
أسبوع واحد في السيارة المتواضعة «عيشني» صراعا يوميا في الشارع، أذاقني مرار التعدي والنظرة الدونية، أعلمني أن كم نحن سطحيون، كم نحن مظهريون، كم نحن عنصريون. لسنا جميعاً هكذا بالطبع، ولكنه مؤخراً وضع ساد حتى أصبح ظاهرة، وخصوصاً مع تدني مستوى الخدمات وارتفاع الضغط عليها اللذين ولّدا نفوراً وقسوة تجاه غير الكويتيين.

ليس الموضوع موضوع مشاعري المجروحة ولا أعصابي المتوترة بالطبع، الموضوع موضوع شعب كامل ومزاج عام وأخلاق سائدة، هو موضوع ضيوفنا في الكويت، من العامل البسيط إلى المعلم الجليل إلى بقية القادمين للعمل عندنا من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، هل يعيشون هذه المعاناة يومياً؟ هل يستشعرون هذا الفرق، ويتذوقون التمييز المر في المعاملة كونهم ليسوا مواطنين ولأنهم ليسوا ميسورين؟ أسبوع واحد في السيارة المتواضعة عيشني صراعا يوميا في الشارع، أذاقني مرار التعدي والنظرة الدونية، أعلمني أن كم نحن سطحيون، كم نحن مظهريون، كم نحن عنصريون. لسنا جميعاً هكذا بالطبع، ولكنه مؤخراً وضع ساد حتى أصبح ظاهرة، وخصوصاً مع تدني مستوى الخدمات وارتفاع الضغط عليها اللذين ولّدا نفوراً وقسوة تجاه غير الكويتيين، ورفعا نسبة الغضب وصورة التعبير عنه بين الكويتيين، الكويتيين الذين طالما كانوا أهل كرم، والذين عاشوا جل حياتهم أقلية بين ضيوفهم الكرام، ضيوف خدموهم وبنوا البلد معهم، من أقل عامل نظافة إلى أعلى مستشار في الدولة. اليوم تغيرت الحال، غلظت القلوب وتدهورت الأخلاق واستتبت الكراهية، حتى أن شابة صغيرة بحجاب يشير لورعها وجاكيت يدلل على دورها كملاك رحمة لم تتورع أن تنحدر بنفسها في الشارع العام انتقاماً من "غريبة فقيرة" ما تعدت الإشارة الصفراء فأخرتها بضع دقائق إضافية.ما تذوقت أنا إلا من طرف طبق كبير، يأكل منه ضيوفنا كل يوم، فهل نحن شعب يكرم ضيوفه سماً؟