الجوع أنقذها وعائلتها من الصفيح!

نشر في 20-10-2016
آخر تحديث 20-10-2016 | 00:05
No Image Caption
في شارع بائس داخل مدينة صفيح في كمبالا، يحدق براين موغابي بموقع منزله العائلي السابق، وسط ذهول لايزال ينتابه إزاء التغييرات التي طرأت على حياته خلال عقد من الزمن بفضل شقيقته التي أصبحت بطلة في لعبة الشطرنج.

فقبل عشر سنوات، كان براين وأخته الصغرى فيونا موتيسي وشقيقه ريتشارد وأمهم هارييت يكافحون من أجل البقاء في كاتوي، وهي مدينة صفيح في العاصمة الأوغندية.

غير أن حياتهم تغيرت بعدما اكتشفت فيونا موهبتها الاستثنائية في الشطرنج. هذه القصة غير العادية يرويها فيلم من إنتاج استوديوهات "ديزني" بدأ عرضه في صالات السينما الأميركية في نهاية سبتمبر الماضي بعنوان "كوين أوف كاتوي" ("ملكة كاتوي").

ويستذكر براين البالغ حالياً 22 سنة "منذ سن السادسة كنت أمشط أحياء مدن الصفيح كلها لبيع الذرة. في أيام الخير، كنت أجني ثلاثة آلاف شيلينغ (85 سنتاً للدولار)، لكن كانت هناك أيام شح فيها الرزق كثيراً".

وقد تغير مصير العائلة بفضل مبادرة أطلقتها كنيسة مجاورة بمنح وعاء حساء مجاني لأي شخص يأتي للعب الشطرنج.

ويروي براين "لقد رأتني فيونا ذاهباً إلى هناك، ولأننا كنا جائعين جداً، لحقت بي للحصول على الحساء. في البداية، لم تكن ترغب في الدخول، وكانت تسترق النظر من الكوات في الجدران"، عندها لمح روبرت كاتيندي الملقب "المدرب روبرت" هذه الفتاة اليافعة.

وأسس روبرت كاتيندي ناديه للشطرنج سنة 2004، في إطار برنامج اجتماعي تقوده إرساليات، وبعد بضعة أشهر في النادي، أثبتت فيونا تميزها.

وبعد عامين فقط من بدء اللعب بالشطرنج، أصبحت فيونا بطلة أوغندا في فئة الناشئين، وبعد ثلاث سنوات، حصلت على لقب البطولة لفئة الكبار.

وفي سنة 2012، في سن السادسة عشرة فقط، أصبحت فيونا مرشحة للقب أستاذة في الشطرنج، وهي المرحلة الأولى على طريق تحقيق حلمها بالحصول على لقب أستاذة دولية كبيرة في اللعبة.

وشاركت في منافسات دولية في السودان وسيبيريا، كما أن قصتها باتت تروى على الشاشات الكبيرة في فيلم من بطولة الممثلة الكينية الحائزة جائزة أوسكار لوبيتا نيونغو بدور الأم.

وتغيرت حياة فيونا وعائلتها بفضل الشطرنج، فقد تمكنت من شراء منزل متواضع، لكنْ مريح لوالدتها، وباتت وشقيقها على مقاعد الدراسة في الجامعة.

back to top