أوزبكستان تودع كريموف بعد ربع قرن من الحكم بيد من حديد

نشر في 03-09-2016 | 13:17
آخر تحديث 03-09-2016 | 13:17
No Image Caption
يوارى جثمان رئيس أوزبكستان اسلام كريموف السبت الثرى بعد أكثر من ربع قرن على رأس البلد الأكثر تعداداً بالسكان في وسط آسيا والذي حكمه بيد من حديد ضارباً عرض الحائط بانتقادات الغرب.

يُدفن جثمان كريموف الذي توفي عن 78 عاماً بين أهله في سمرقند الجوهرة التاريخية على طريق الحرير، وكريموف هو الرئيس الأول والوحيد لأوزبكستان المستقلة وهو موضع إشادة من أنصاره لدوره في استقرار هذا البلد المسلم المحاذي لأفغانستان وإن كان معارضوه يتهمونه بانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.

أعلنت السلطات الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام ابتداءً من السبت وقطع التلفزيون لبرهة صباحاً برامجه لينقل مشاهد لحشود اصطفت على جنبات طرق العاصمة طشقند التي سلكها موكب الجنازة، ثم حمل جنود النعش إلى طائرة اتجهت إلى سمرقند في جنوب البلاد.

وفي سمرقند تابع عدد غفير من المواطنين وقد اعتمروا قبعاتهم التقليدية السوداء المطرزة بالأبيض، مرور الموكب.

وبين المشاركين الأجانب في تشييع جثمان كريموف رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف الذي وصل صباحاً إلى سمرقند ورئيس طاجيكستان إمام علي رحمن ورئيس وزراء كازاخستان كريم مكسيموف.

خسارة كبيرة

وقال رجل (58 عاماً) لفرانس برس «لو عاش رئيسنا عشر سنوات أخرى، لأحدث تغييراً كبيراً في أوزبكستان حين علمنا بوفاته بكى كل أفراد العائلة، إنها خسارة كبيرة لكل أوزبكي، له الفضل في جعل بلدنا حراً ومتطوراً».

وإسلام كريموف من القادة الذين وصلوا إلى الحكم قبل تفكك الاتحاد السوفياتي، على غرار الرئيس التركماني الراحل صابر مراد نيازوف ورئيس كازاخستان الحالي نور سلطان نزارباييف.

ولد الرئيس الأوزبكستاني في 30 يناير 1938 ونشأ في دار للأيتام، ثم ترقى في الحزب الشيوعي أيام الاتحاد السوفياتي، حتى تسلم رئاسة جمهورية أوزبكستان السوفياتية، وعندما حصلت البلاد على استقلالها العام 1991، تمكن من البقاء في السلطة وتمكن من تهميش جميع معارضيه.

ويتهم عدد كبير من المنظمات غير الحكومية كريموف الذي أُعيد انتخابه العام 2015، بأنه عمد إلى تزوير الانتخابات، واعتقل اعتباطياً مئات المعارضين وأيد استخدام التعذيب في السجون.

بعد نحو أسبوع من الإشاعات بشأن وضعه الصحي وأخبار رسمية تنشر قطرة قطرة، ثم وصول تعازي من بلدان أجنبية، قطع التلفزيون الرسمي أخيراً برامجه مساء الجمعة.

وبنبرة جدية وحزينة أعلن مقدم البرامج الذي ارتدى بدلة حالكة أمام خلفية زرقاء، باللغة الأوزبكية ثم الروسية أن قلب كريموف توقف عن النبض الجمعة الساعة 20,15 (15,15 تغ) وأعلنت وفاته بعد ذلك باربعين دقيقة.

طموح

مع وفاة كريموف في بلد ليست له تقاليد في الانتقال الديمقراطي، تبدأ مرحلة قد تكون معقدة، وبموجب الدستور يتولى رئيس مجلس الشيوخ نعمة الله يولداشيف رئاسة البلاد بالوكالة.

لكن خبراء يقولون أن ثلاثة مسؤولين كبار يطمحون لخلافة كريموف بينهم رئيس الوزراء شوكت ميرزيوئيف الذي يرأس اللجنة المكلفة تنظيم جنازة كريموف، وهي إشارة إلى الدور المهم الذي قد يتولاه لاحقاً.

لكن هناك أيضاً نائب رئيس الوزراء رستم عظيموف ورئيس جهاز الأمن القوي رستم اينوياتوف الذي يُعتبر أحد المسؤولين عن مقتل ما بين 300 إلى 500 متظاهر خلال تظاهرة في انديجان (شرق) العام 2005 قمعتها قوات الأمن.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الألم ازاء «الخسارة الجسيمة»، مشيداً بـ «رجل الدولة الحازم والزعيم الحقيقي» في برقية تعزية نشرتها الرئاسة الروسية.

وأكدت واشنطن شريك أوزبكستان في مكافحة الإرهاب «دعمها للشعب الأوزبكي» وقال البيت الأبيض «في وقت تسطر فيه أوزبكستان فصلاً جديداً في تاريخها، فإن الولايات المتحدة مصممة على المضي قدماً في شراكتها مع أوزبكستان».

back to top