في المرمى : يالله العقلان

نشر في 13-12-2015
آخر تحديث 13-12-2015 | 00:01
 عبدالكريم الشمالي قال جوزيف غوبلز، وهو من كان يعرف بوزير الإعلام أو الدعاية إبان الحكم النازي «اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون، ثم اكذب أكثر حتى تصدق نفسك».

 ويبدو أن رئيس اتحاد اللجان الوطنية (أنوك) ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد، مؤمن بهذه المقولة، ويحاول العمل بها بقوة هذه الأيام، فمنذ اتخاذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارها، بإيقاف النشاط الرياضي الكويتي، يكاد الشيخ أحمد (صاحب المسميات الطويلة) لا يترك فرصة للتصريح والظهور الإعلامي في قضية القوانين الكويتية وتعارضها المزعوم مع الميثاق الأولمبي واللوائح الدولية وتحميل مسؤولية ذلك للحكومة، وتحديداً لوزير الدولة لشؤون الشباب، إلا أن الجديد هذه المرة في تصريحاته، هو محاولته المكشوفة لاستغلال المنظمات الواقعة تحت سيطرته للدفاع عنه في قضايا شخصية في سابقة خطيرة.

ففي أمس الأول، فاجأنا المجلس الأولمبي الآسيوي بموقف غريب، ربما نستطيع معه القول إنه يحدث للمرة الأولى في العالم، بعد أن أصدر بياناً يحمل تصريحاً لرئيسه الشيخ أحمد الفهد، حول الحكم الصادر ضده من محكمة الجنايات بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ، بتهمة التشكيك بنزاهة القضاء، حاول من خلاله تصوير الأمر على أنه هجوم شخصي عليه، ونتيجة للعلاقة الحالية بين الكويت والحركة الرياضية الدولية.

في الحالات العادية قد يتبادر إلى الذهن سؤال مفاده هو ما شأن المجلس الأولمبي الآسيوي أو أي منظمة أخرى بقضية شخصية، حتى لو كان المعني بها هو رئيس هذه المنظمة؟

لكن في حالة «بوفهد» الوضع مختلف، فالشيخ أحمد يريد أن يؤكد من خلال البيان تصوير نفسه بضحية الدفاع عن «حرية التعبير واستقلالية الحركة الرياضية»، وبالتالي يضمن تضامن المنظمات والهيئات الرياضية الدولية معه، كما أنه يحافظ بذلك على صورته ناصعة أمام هذه المنظمات لا تشوبها شائبة، فالشيخ أحمد لم يكتفِ بالطعن في نزاهة القضاء مرة أخرى، بل يحاول أن يستغل الحكم للإضرار بالكويت بالتأكيد بشكل معلن على التدخل الحكومي والقضائي أيضاً هذه المرة في الشأن الرياضي، وهو ما يعني بالتالي ضمان استمرار إيقاف النشاط ووضع الكويت كدولة وحكومتها تحت ضغط المنظمات الدولية.

لذلك، ووفق كل هذه المعطيات لا تستغربوا إذا ما خرج علينا قريباً مَن يصرح باسم اللجنة الأولمبية الدولية أو الاتحاد الدولي لكرة القدم، الراعي الأكبر للفساد في العالم هذه الأيام، ليعلن تضامنه مع الشيخ أحمد الفهد، ويرفض الحكم عليه، ويتم تدويل القضية، ويصبح إلغاء الحكم هو أحد شروط رفع الإيقاف عن النشاط الرياضي في الكويت، «وترى هيكي وبيري ميرو وكاتنر زاهبين»، الخدمة تحت الطلب «صاحبنا يكتب بيانات وهم يوقعون ويطرشون».

بنلتي

قبل فترة قصيرة، وتحديداً في 17 نوفمبر الماضي، وفي تصريح للتلفزيون السعودي خلال رده على سؤال حول الأزمة الرياضية التي تعصف بالكويت، ومن معرض هجومه على الحكومة ووزير الشباب، أخذ رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) يردد قوله «يالله العقلان يالله العقلان»، واليوم، وفي ظل محاولات خلط الأوراق واستغلال النفوذ الذي يمارسه «بوفهد»، ألا يحق لنا أن نسأله من هو المطالب بالتعقل و«الركادة»؟ وممن مطلوب «الصدق» و«العقلان» في هذا الوقت؟

***

رحم الله الشاعر الشريف العقيلي حين قال:

«لا يكذب المرء إلا من مهانته

أو عادة السوء أو قلة الأدب»

back to top