السفير الإيراني لـ الجريدة•: كفى المنطقة حروباً ولنتجه إلى التنمية والتعاون الاقتصادي

نشر في 26-07-2015 | 00:07
آخر تحديث 26-07-2015 | 00:07
«الاستثمارات في إيران مضمونة وأدعو البنوك الكويتية إلى فتح فروع لها لدينا»
على خلفية الاتفاق النووي الأخير الذي وقع بين إيران ومجموعة الدول الست، أجرت «الجريدة» لقاء خاصاً مع السفير الإيراني في الكويت د. علي رضا عنايتي، الذي تطرق إلى مسائل اقتصادية وسياسة خاصة بالمنطقة.

وشدد عنايتي على عمق العلاقات الكويتية - الإيرانية، مؤكداً أهمية تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، وداعياً في الوقت عينه البنوك الكويتية إلى فتح فروع مصرفية لها في بلاده.

وتطرق إلى الفرص الاستثمارية المتاحة في إيران، معلناً في الوقت ذاته ترحيب بلاده بأي لقاء مع المملكة العربية السعودية لإحلال الاستقرار في المنطقة، وفي ما يلي نص اللقاء:

• كيف تصفون العلاقات الثنائية بين الكويت والجمهورية الإسلامية في إيران، وما المجالات التي تحتاج إلى تطوير؟

- العلاقات بين البلدين لها عدة مستويات سياسية وأمنية واقتصادية، وقد دخلت علاقتنا منعطفا مهما بعد زيارة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى إيران قبل سنة.

ففي المجال السياسي والأمني هناك رؤى متطابقة بين الطرفين في أمور مثل مكافحة الإرهاب والقضاء عليه وهناك رؤى متقاربة في الموضوع العراقي وفي بعض الأمور هناك رؤى مختلفة ولا ضير في هذا الاختلاف. وبعد هذه الزيارة شكلت لجنة سياسية بين الطرفين، وهناك زيارات متبادلة ومتواصلة على المستوى السياسي.

أما في المجال الاقتصادي والتجاري فنحن بحاجة إلى مزيد من التقدم في هذا المجال مع العلم أن حجم التبادل التجاري ارتفع من 200 مليون دولار إلى 400 مليون دولار. وقياسا بالمجالات الأخرى هذه الساحة متأخرة عن الساحات الأخرى.

وعلى الصعيد الثقافي والعلمي فعلاقاتنا بهذه المجال متطورة الى أبعد حدود وشهدت العديد من الزيارات وهناك لجنة الصداقة الكويتية -الإيرانية، ومهما كانت علاقاتنا الاقتصادية متأخرة إلا أن علاقاتنا الثقافية متقدمة وهي تحصن العلاقات بين البلدين. أما في المجال القنصلي والاجتماعي، فهي علاقات متطورة ودخلنا السنة السابقة في عملية تبادل المحكومين.

• هل هناك أي اجتماع للجنة العليا لمناقشة قضية الجرف القاري؟

- هو من الملفات المفتوحة بين البلدين، ويبحث هذا الملف في اللجنة العليا.

«النووي» والتعاون

• هل تتوقع أن يكون الاتفاق النووي نافذة لحل كثير من الملفات المعقدة في سورية ولبنان والعراق، أما انه مختص بالموضوع النووي فقط؟

- دخولنا في المفاوضات مع الطرف الآخر يقتصر على الملف النووي فقط. وبهذه الاتفاقية طوينا الملف النووي الذي كان يتحدث عنه الآخرون بالشك والريبة والقلق. وبإمكاننا أن ندخل في أي حوار أو تعاون إقليمي من شأنه ان يؤدي إلى احلال مزيد من الاستقرار في المنطقة ولا يمنع تهيئة هذه الأجواء في حوار جاد وبنّاء، والقضاء على مثل هذه المشاكل ونحن عندما دخلنا في مفاوضات جادة مع الطرف الآخر في موضوع محدد دخلنا بجدية وشفافية، ولا يمنع تنظيم شيء مشابه مع دول أخرى مادام هناك صراحة وجدية وشفافية على قاعدة "ربح- ربح"، ومثل هذا العمل يؤدي الى تهيئة الأجواء ومزيد من التعاون لحل المشاكل.

• هل يمكن حدوث تقارب سعودي- إيراني؟

- اليد الواحدة لا تصفق، ونحن جادون في الدخول بمفاوضات على أي مستوى، وفي الملفات التي تهم الأطراف المعنية بها، وسر النجاح في الملف النووي هو أن الطرفين كانا جادين، ومهما طال الزمن لم يتعب أحد منهما واستمرا في مفاوضتهما للوصول إلى نتائج ترضي الطرفين فلا يوجد خاسر في المفاوضات، ونحن على نفس المبدأ يمكن الدخول مع المملكة العربية السعودية أو مع أي طرف في حوار مبني على الجدية والشفافية والمصداقية لإيجاد فرص.

• رأى بعض المحللين أن الاتفاق قد يؤدي إلى تخفيض الدعم لحركات المقاومة كحماس وحزب الله، في حين هاجمه البعض الآخر، لم هذا الهجوم على الاتفاق؟

- الجمهورية الاسلامية بنت سياستها على استراتيجية واضحة للجميع، نحن لا نناور في هذه الأمور. قلنا من أول يوم هذا يخض الملف النووي ولا نربط شيئا بشيء آخر، ولا نريد أن نستغل لمصلحة أو على حساب ملف آخر، ولا نفاوض لشراء الوقت أو لاستهلاك محلي. هناك ملفات أخرى موجودة ومنها المقاومة الإسلامية على الساحة الإسلامية في موضع اهتمام والموقف الإيراني من دعم المقاومة لا يتغير.

• قال وزير الدفاع الأميركي إن الخيار العسكري ضد إيران مازال مفتوحاً، ما تعليقكم؟

- هم يدعون بأن هذا الخيار سيبقى مفتوحا، لكن هذا هو العيش في الحلقة المفرغة.

• تمكنت الدبلوماسية الايرانية من انتزاع مكاسب بعد 12 عاماً، هل ستتمكن أيضاً من إرساء تقارب بين الدول الإسلامية والقضاء على "داعش"؟ وهل يستعصي عليكم؟

- لا يستعصي على إيران أي من هذه الأمور، وإيران منذ أكثر من أربعة عقود دخلت في أمور مستعصية جدا، وخرجت مرفوعة الرأس، ومنها الملف النووي، وتمكنت إيران من خلال صبرها وحكمتها وإيمانها بالله من تحقيق متطلبات الشعب في ظاهرة فريدة من دول العالم الثالث ان تتمكن دولة من الحصول على حقوقها بطريقة حضارية وقانونية وأممية. والآن إيران عضو في النادي النووي الدولي. وهذا الملف يعتبر حالة نموذجية هو حالة للتنظير ونأتي الى ملفات أخرى مدمرة مثل الإرهاب و"داعش" والقيام بمناقشتها، والأهم هو الجدية والقناعة في المفاوضات والدخول دون أي مناورة والقضاء على الارهاب الذي أصبح ظاهرة مدمرة في منطقتنا، وهي تضر بجميع اللاعبين الأساسيين في الإقليم، بمن فيهم العراق والمملكة العربية السعودية وسورية، ووصلت أيديها الظالمة إلى الكويت. ونحن نشعر بهذا الخطر، ومع الأسف لايزال البعض يناور بهذا الخطر والبعض يستعين به للحصول على بعض المكتسبات أو يستعملونه أداة للتغيير في بعض الملفات ولاتزال الأموال تدر على هذه المنظمات والفكر الارهابي ايضا مازال بحاجة إلى المعالجة.

ان مكافحة "داعش" تتطلب قطع الإمدادات المالية والمعالجة السياسية، اضافة الى القضاء على الفكر الإرهابي ولو توافرت هذه الأمور كشروط مسبقة لمعالجة هذه الأمور، فلمَ لا؟ يمكن القضاء عليه.

لا مذهبية

• ينظر إلى إيران كممثل للشيعة، هل هناك حاجة لقيام مؤتمر إسلامي للتقريب بين المسلمين في ظل الوضع الراهن والتوتر المذهبي؟

- منذ بداية الثورة الإسلامية في إيران، أعلن الإمام الخميني والشعب الإيراني أن ثورته إسلامية لا مذهبية، واسمها الثورة الإسلامية في إيران، وهي الجمهورية الإسلامية في إيران. وصحيح ان هناك غالبية كبيرة تتبع المذهب الجعفري الاثني عشري وهو المذهب السائد لكن لم يعلن انها ثورة شيعية او جعفرية وهي ثورة إسلامية واعمدة هذه الثورة وتطلعاتها اسلامية، ونحن ندخل في قضايا إسلامية كدعم المقاومة، ونحن مع المقاومة الإسلامية سواء كانت سنية أو جعفرية أو اخوانية حتى مسيحية ضد اسرائيل، ونحن على قناعة بأن هذا النهج يدعم قضايا العالم الإسلامي. وعندما أراد موجهو هذه الأمور نكاية بإيران اعطوها بعدا مذهبيا وطائفيا.

ونحن على تواصل مع جميع العالم الإسلامي من اندونيسيا إلى افريقيا، ولم يقتصر على دول محددة تتبع مذهبا دون آخر، ونحن عضو ناشط في منظمة العالم الإسلامي ومنظمات غير حكومة مثل منظمة التقريب بين المذاهب.

أما الحريات في إيران فيضرب بها المثل، فالجميع يمكنه ممارسة شعائره سواء كان مسيحيا أو يهوديا أو زردشتيا، فما بالك ان يكون مسلما سنيا والفقه المتبع في مناطقهم هو فقه سني وهناك كثير من المساجد الخاصة باخواننا السنة.

• ماذا عن التقارير التي تتحدث عن منع السنة من بناء مساجدهم؟

- المساجد لله، ولا يوجد مسجد شيعي أو سني، وحتى لو افترضنا ان هناك مساجد خاصة لأهل السنة أو لأهل الشيعة، هذه المساجد موجودة في إيران لقاطني هذه المدن، ففي بندر عباس هناك سكان سنة وشيعة ولذلك هناك مساجد خاصة بهما. ولا يوجد قرارات بمنع بناء المساجد.

• إلى أي مدى تتوقعون استمرار الدعم الإيراني للعراق، وهل نتوقع حضورا إيرانيا في الميدان خصوصا بمشاركة قائد قوة فيلق القدس للحرس الثوري قاسم سليماني؟

- طبعا، لم نكن حاضرين في الميدان عسكريا، وكنا حاضرين على المستوى الاستشاري، ومادام هناك طلب عراقي سنظل نقدم الدعم. والحضور الاستشاري الإيراني كان يساعد على القضاء على الفكر الداعشي. وهو حضور ايجابي لمواجهة الاخطار المحدقة بالإقليم.

• كيف ترون تجاوب الكويت مع حادثة تفجير مسجد الإمام الصادق؟

- الخبر مؤلم ومفجع، لكن ما حصل بعد الحادث الإرهابي التكفيري أثلج الصدور وأبرد هذه النار من خلال حكمة سمو الأمير والتفاعل السريع للحكومة الكويتية، إضافة إلى المجتمع الكويتي الذي ضرب مثالا رائعا وجديا بين أبناء ومكونات الشعب الكويتي والتيارات السياسية المختلفة والدماء الزكية التي سقت شجرة التلاحم بين الكويتيين. والخطر الإرهابي ليس خطرا على الكويت فحسب أو على مذهب دون آخر، بل هو خطر على المجتمعات الإسلامية، والحلول الميدانية غير كافية ولا بد من معالجة هذه الظاهرة جذريا وتجب معالجة الإرهاب ماليا وسياسيا وفكريا، فهو كالشجرة الخبيثة وقد انطلقت مع "القاعدة" والآن "داعش" وجبهة النصرة وأحرار الشام والجيش الحر وبوكو حرام وستنتشر هذه الغدد السرطانية في حال لم تعالج، وهذا أيضا يحتاج إلى جهود عالمية.

• للتوضيح، هل الجيش الحر مثل "داعش"؟

- نحن لا نعترف بمعارضة معتدلة او متطرفة، كل من يلجأ إلى السلاح ويخرج عن إطار الحل السلمي في هذا الملف يعتبر متطرفا ومن أصحاب العنف، وان لم يكن من اصحاب الفكر التكفيري اليوم سيصبح كذلك غدا. ظاهرة الارهاب والتطرف بذرة تنمو، وقد كان فكريا وأصبح تيارات ثم منظمات، ومن ثم أصبح على إطار الدولة فلا يوجد لص جيد أو لص سيئ كما الإرهابي.

فرص التعاون

• بعد الاتفاق النووي الأخير، ما الإجراءات التي اتخذتموها لجذب رؤوس الأموال الكويتية؟

- طوال السنة الفائتة قمنا ببعض الزيارات لنروج للفرص الاستثمارية في إيران ورؤوس الأموال الأجنبية، وعلى وجه الخصوص الكويتية وتم عقد لقاءات مع زيارة وفد اقتصادي ومالي ومصرفي إيراني رفيع المستوى إلى الكويت حيث التقى بمسؤولين كويتيين، وفي مقدمتهم سمو الأمير.  

وهذا الاتفاق له أبعاد سياسية وتقنية واقتصادية. تقنيا أمن الاتفاق حقوق ومكتسبات لإيران مثل التخصيب الذاتي والحفاظ على الطرد المركزي والتخصيب داخل ايران والدورة الكاملة للانتاج في ايران من المنجم إلى التفاعل والحفاظ على المياه الثقيلة والدراسات والبحوث.

• هل أنتم على استعداد لنقل خبراتكم النووية إلى جيرانكم؟

- طبعاً، نحن على استعداد لذلك، وهذا ما صرح به رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، والآن أصبح ملفا تجاريا وتكنولوجيا، وهذه الخبرات في متناول الجميع وبإمكان إيران نقلها حتى في مجال الطب النووي، ونحن بصدد انشاء أكبر مستشفى نووي بتكلفة مليار دولار أميركي.

• ما الفرص الاستثمارية في إيران، وما أهم مميزات الاستثمار في إيران؟

-  فرضت على إيران عقوبات جائرة ماليا واقتصاديا ومصرفيا، وإيران قادرة على تنشيط التجارة الداخلية، وهي من أكبر عشرين اقتصادا في العالم من حيث الموارد الطبيعية والبشرية ورؤوس الأموال الداخلية والموقع الجغرافي الاستراتيجي، ونحن نستقبل العديد من الوفود الاقتصادية، منها وفد ألماني ضم 60 عضوا ونتمنى رؤية وفود من جيراننا وعلى الأخص الكويت.

وقانون الاستثمار لدينا شفاف وحقوق المستثمرين مصانة حيث تضمن الحكومة رأس المال المستثمر، إضافة إلى الارباح "بصك ضمان".

ويمكن لإيران أداء دور في التجارة البينية مع آسيا وأوروبا ومع جيرانها جنوب إيران، جنوب "خليج فارس" دول مجلس التعاون وخاصة الكويت، ودوليا لربط الشرق والغرب والشمال والجنوب.

والآن مع ظهور طريق الحرير حدد الصينيون عدة طرق أهمها طريق يمر بإيران وبحر عمان وخليج فارس لتصل إلى الكويت وتمتد إلى الغرب. وإزالة هذه العقوبات تنشط دور إيران في مجال الترانزيت وسكك الحديد والنقل الجوي والبري، كما أنها تفتح آفاقا جديدا بالعمل المصرفي وتعد عصب الاقتصادات. وهناك العديد من الفرص الاستثمارية في مجال الفندقة والفحم والصناعات البتروكيماوية ومجال الطاقات التقليدية والمتجددة.

وندعو البنوك الكويتية لفتح فروع في إيران ونعلن عن جهوزيتنا للتعاون المصرفي والمالي وفتح بنوك إيرانية في الكويت والدخول في عمليات استثمارية ورفع المستوى التجاري بين البلدين والاستعانة بالطرق البحرية بين ايران والكويت.

وبعد هذا الاتفاق اصبحت ايران بوابة استثمارية لانتعاش اقتصادات المنطقة التي جربت الحرب الأولى والثانية والثالثة والآن الحرب الرابعة على اليمن، وبدلا من أن تسعى المنطقة إلى الحروب التي تهلك الزرع والحرث والنسل والحجر في المنطقة، عليها ان نستفيد من تداعيات هذه الحروب، لاسيما ان العالم ادرك ان الحروب غير مجدية واتجه إلى التنمية وثقافة الحوار.

وللأسف معظم حروب المنطقة فرضت من ابناء المنطقة على بعضهم مثل الحرب العراقية- الإيرانية والغزو العراقي للكويت والحرب السعودية على اليمن، فلنترك هذه الحروب جانبا.

وتوجد دولة في الإقليم تصرف 80 مليار دولار على العمل العسكري، ولو استثمرت هذه الأموال في تنمية الإقليم وتنمية الدول الفقيرة التي تخوض حربا لعادت بالخير على الجميع.

التعاون الاقتصادي سيعود بالخير على أبناء المنطقة

دعا السفير عنايتي إلى التوجه نحو العمل الانمائي واستغلال الموارد الطبيعية ورؤوس المال البشرية، مضيفا: "لندع اقليمنا يجرب مرة العمل الانمائي المشترك ولو لم نصل إلى نتائج مرضية فلنرجع |لى ما كنا عليه".

وأوضح السفير ان "النفط والغاز من نعم الله، ولم يكرمنا الله بهما لنحارب بعضنا بعضا بل لتنمية منطقتنا".

وأشار إلى أن هناك فوائد ستعم على المنطقة من خلال الربط البري والمائي وإحياء الموانئ على ضفتي "خليج فارس" في بندر عباس وشاهبهار وخوزستان وسلطنة عمان وقطر والبحرين والسعودية والكويت ميزة جغرافية ولا بد من استغلال هذه الفرص و"لا مفر لنا من ذلك".

وأضاف أن "العالم دخل في مثل هذه الاتفاقيات مثل الاتحاد الاوروبي وشنغهاي ودول البريكس"، مؤكدا أن التعاون الاقتصادي سيعود بالخير على جميع أبناء المنطقة.

وشدد على قدرة بلاده على مشاركة خبراتها في مجال النانو تكنولوجي والأمن الغذائي.

ترحيب بالكويتيين

أكد السفير عنايتي ترحيب بلاده الدائم بالمستثمرين، خصوصاً الكويتيين، واصفاً بلاده بالوجهة الاستثمارية العالمية الجديدة، لما تتمتع به من فرص استثمارية واعدة في قطاع الطاقة والمال والتكنولوجيا والفندقة وغيرها، وموارد طبيعية وبشرية هائلة وموقع استراتيجي يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.

قمع الأقليات والخطاب المزدوج

عن دور الإعلام في التقريب بين إيران وشعوب المنطقة، والتقارير التي تتحدث عن قمع الأقليات في إيران قال عنايتي: «للإعلام دور كبير في التقارب بين الشعوب، ولو ركز الاعلام على الوئام والوفاق بين أبناء البلد والمنظمات والحكومات في شعوب المنطقة لوجدنا نتائج أكثر تفاؤلا، بينما نرى العكس. يركز البعض في الاعلام والخطاب على بث التشرذم والتصنيف القومي والمذهبي والعرقي. ولا بد ان تسير الأمور باتجاه عمل وحدوي جماعي إنساني. ونحن مع الأسف نعيش في أيامنا مثل هذا التشرذم.

وحول وجود خطابين في إيران محاولة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية السيد خامنئي لإرضاء الإصلاحيين والمحافظين، وهل هو محاولة للحفاظ على استقرار داخلي، قال السفير الإيراني: «إيران لا تعيش على مثل هذه التوازنات، والنهج الإيراني تجاه ما يجري في الإقليم استراتيجية واضحة وشفافة، ولا نتحدث بشيء لإرضاء طرف أو آخر، وبالرغم من ان البعض صرح بأن الاتفاق لم يكن مثاليا فإن الجهد على قدر المستطاع وتمكنا من الحصول على بعض ما كنا نصبو إليه. فالملفات الإقليمية الأخرى تسير على نفس الخطى، ونحن لا ننظر ولا ندير خطاباتنا وفقا للتوازنات الداخلية.

back to top