سورية لا بواكي لها

نشر في 02-01-2016
آخر تحديث 02-01-2016 | 00:01
 أحمد عبيد المطيري أسابيع قليلة وتمر الذكرى الخامسة للثورة السورية، حيث كتب صبية شعارات منددة للنظام السوري فسجنوا وعذبوا فاندلعت بعدها الثورة التي كبدت الشعب السوري، حسب آخر تقرير صدر من الأمم المتحده قبل أيام، أكثر من ١٢ مليون مواطن (نصف الشعب) بين قتيل ومصاب ومفقود ونازح، وأصبحت القضية السورية حديث العالم بين متعاطف ومتكسب وبين متضرر ومستفيد.

 أصبح الشعب السوري سلعة تتكسب بها الأنظمة الدولية والفرق المتصارعة، فهناك دولة عظمى تقتل السوري، وحزب إرهابي يقتل السوري، وفئة ضالة تقتل السوري، فلا يوجد أي طرف من أطراف الصراع تهمه حياة السوري، كلهم جاؤوا من أنحاء العالم لأجل قتل السوري!

والمجتمع الدولي يتحمل جزءاً كبيراً من هذه الأزمة التي يمر به الشعب السوري، فلماذا لم تتدخل الأمم المتحدة لحل هذه القضية كما حصل ذلك في تيمور الشرقية وجنوب السودان؟ هل الدم السوري رخيص؟ وهل الكرامة العربية لا قيمة لها عند العالم؟ إن ما يحصل في سورية سبّة في تاريخ العالم والإنسانية.

 فالشعب عانى طوال حقبة الأسد الظلم والاستبداد، فلم نعرف المعتقلات السياسية إلا من النظام السوري، ولم نعرف الشبيحة إلا من النظام السوري، إنه نظام عاش ليقتل وما زال مستمراً في القتل، منذ ٥ سنوات والعالم يتفرج على جميع صور القتل البشعة!

لم أتوقع أن أرى شخصاً يدفن وهو حي ويردد «يالله»، ولم أتوقع أن أرى أطفالا يُنحرون، ولم أتوقع، ولم أتوقع... إلخ. ظهر الشبيحة بلباس القومية ففشلوا، وظهر الدواعش بلباس الدين ففشلوا، وظهر الروس كقوة عظمى للإبقاء على بشار وسيفشلون، وجميع من ذكرت اجتمعوا على بقاء النظام واستمراره، لكن ظنونهم ستخيب وينتصر الشعب السوري المظلوم، لقوله تعالى في الحديث القدسي لدعوة المظلوم: «وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ»، لأن هذا الشعب تعرض لجميع صور الظلم والله لا يقبل الظلم.

 إننا نعرف من يقتل الشعب السوري ويسعى إلى تمزيقه، ولا يكفي أن نذكر جراحات هذا الشعب في الإعلام فقط، بل لابد من حل جذري للقضية السورية ووقف معاناة هذا الشعب، فسورية بلد الحضارات والأنهار أصبحت بلد المشردين والدمار.

back to top