تربية منتهية الصلاحية

نشر في 15-08-2015
آخر تحديث 15-08-2015 | 00:01
 بدر المطوع لا شك أن الإنترنت له أهمية كبيرة، حيث جعل وجوده العالم أصغر والتواصل أسهل... من «الماسنجر إلى الفيسبوك والتويتر والإنستغرام».

بدأ دخول الإنترنت البيوت العربية ابتداءً من سنة 2000، وفي وجهة نظري، فإنه خلق ويستمر في خلق فجوة كبيرة بين الجيل الماضي والجيل الحاضر، مما ستترتب عليه نتائج سلبية ستظهر في المستقبل.

إن أردت أن ترى الإنترنت بطرقه السلبية فإن الإنترنت غزو للثقافة العربية، فبينما كان الشاب في الماضي يقرأ الكتب والصحف العربية، يتابع المسلسلات المحلية، يسمع أم كلثوم وعبدالحليم... تجد الشاب الآن متجهاً أكثر إلى الإعلام الغربي متأثراً به وبثقافته، يصف العرب بأنهم «موضة قديمة».

عن طريق الإنترنت أصبح الأمر سهلاً ومفتوحاً أمامه – بدون رقابة أو قلة رقابة – مما يمكنه من الاطلاع على ثقافة الغرب، فتجده يتأثر بما يشاهد من لبس، وطريقة فكر، وأغانٍ، بل حتى بالتصرفات الغربية (السويّة وغير السوية)... الإنترنت يقرب المسافات، يجعلك تتعرف على العالم الآخر بلا حدود، فعندما يتأثر الشاب العربي بتصرفات الغرب غير السوية التي تناقض العادات العربية والدين الإسلامي فهنا تكمن الخطورة.

وأقصد بالخطورة تخليه عن العادات والدين، فتجده، شيئاً فشيئاً، منتمياً أكثر إلى تصرفات الغرب، لأنه يتابع إعلامه وتصرفاته... إلخ. قد تجد الشاب يعيش في دولة عربية إسلامية، لكن منطقة الراحة الفكرية بالنسبة إليه هي فكر العالم الغربي، لأن ذلك العالم من وجهة نظره يمثل التطور أما العرب فيمثلون التخلف.

وكلما ابتعد هذا الشاب العربي عن أصله وسمح للغرب بأن يؤثر عليه تجده يفقد هويته العربية، وعندما يفقدها تجده لا يتبع دينه وقد يشكك في عقيدته، فتكثر نسبة الإلحاد، كما بتنا نلاحظ هذا بكثرة... تجد شاباً في سن المراهقة يتابع الإعلام والثقافة الغربية، وتجد أباه يشجعه حتى يتأثر ويتعلم من الغرب ويدعمه بشرائه اللابتوب والآيباد... لكن هل يتابع هذا الأب ما يطلع عليه ابنه؟!

بدون رقابة، فإن هذا الأب يعطي ابنه المراهق مفتاح الحرية للتعرف على العالم، وإذا سألته يقول لك أنا واثق من تربية أبنائي.. إن ربيت أبنائك على نفس التربية التي تربيت عليها فأنت «غلطان»... ومثلما تطورت الدنيا فقد تغيرت طريقة التربية، فلابد أن تتعلم وتقرأ وتتثقف بطرق التربية الحديثة حتى تواكب هذا العصر لتحفظ أبناءك، أرى أنا التربية في هذا العصر مسؤولية وتحدٍّ كبير!

أكرر أن عواقب تأثير الإنترنت على الجيل العربي الحالي ستظهر في المستقبل وأراها سلبية... تبدأ بفكر، ثم تأثير، ثم تصرف، ثم طريقة حياة. لابد أن نتثقف ونقرأ وننظر إلى الأمور من زوايا مختلفة حتى نعرف ما ينفعنا وما يضرنا... لا مانع من أن نقلد الغرب في المفيد، ولا مانع من أن نشجع أبناءنا على ذلك، لكن هذا لا يعني أن ننسى هويتنا العربية!

back to top