خطاب الكراهية والمتكسبون

نشر في 11-07-2015
آخر تحديث 11-07-2015 | 00:01
 خلف الخميلي نشر الكراهية بين أبناء الشعب الواحد هو دأب المتربصين بالدولة لكي يسهل عليهم التحكم فيها وجعلها تدور في فلك مصالحهم وأهدافهم، ولا يخفى على أحد أننا الآن نعيش في إقليم متفجر بالعنف والكراهية بين طوائفه وفئاته؛ مما ينعكس علينا في الكويت بالكثير من الأضرار، وآخرها حادثة مسجد الإمام الصادق التي راح ضحيتها أكثر من ٢٧ مصلياً، نسأل الله لهم الرحمة والمغفرة، فلم يكن لهم ذنب وأخذوا بجريرة غيرهم.

 فما يحصل حولنا من اقتتال طائفي بغيض قاد البعض إلى التهاون بالقتل، واستحلال دماء الناس أجمعين، فلا يعرفون من الدين إلا اسمه، وما أبعدهم عن قول الرسول- صلى الله عليه وسلم «لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما».

فحين ينتشر هذا الخطاب الفئوي البغيض، ويصل إلى ما وصل إليه الآن، فإنه يدل على أن هناك قصورا في القانون أو في الرقابة على تطبيقه، فقانون رقم ١٢ لسنة ٢٠١٢ في شأن حماية الوحدة الوطنية وقانون رقم ٦١ لسنة ٢٠٠٧ بشأن الإعلام المرئي والمسموع مثلا يجرم الكثير من الأفعال التي تحض على الكراهية، وتفرق بين أبناء الشعب الواحد، فهي قوانين تحمي الوحدة الوطنية، لكن الكثير غافل عن استخدامها وغافل عن تطبيقها.

فوجود هذا الخطاب المتطرف يجعل البعض أداة لتنفيذ مخططات لم تكن لتنفذ لو كان هناك وعي لما يدور حولنا واجتماع على المصالح العليا للبلاد، فغالباً الأفكار المتطرفة والمعادية للمجتمع تنشأ في البيئة المعدمة والمهمشة، مما يجعلهم قنابل موقوتة قد تنفجر بأي لحظة.

 والأدهى والأمرّ أن هنالك متكسبين من التفريق بين أفراد المجتمع وجعلهم أعداء ليوهموهم بالدفاع عنهم وحمايتهم من إخوانهم، وقدموا مصالحهم الشخصية على مصالح الوطن والمواطنين، فالملاحظ لخطاب بعض المتكسبين يجده لا يفتأ يفرق بين أفراد البيت الواحد لكي يظهر بمظهر الذائد عن حياض الحق، والذي لا يخاف من قول ما يخشاه غيره، وهو في الحقيقة يهدم وطنا لكي يعيش على خرابه، فمثل هؤلاء لا يجدون حرجا في نشر الشائعات والكذب في سبيل الوصول إلى مبتغاهم.

 فنسأل الله أن يحمينا منهم ومن كيد الكائدين، وأن يجعل دارنا دار أمن وأمان وسائر بلاد المسلمين.

back to top