هل لا تزال فلسطين قضيتنا الأولى؟

نشر في 19-09-2015
آخر تحديث 19-09-2015 | 00:01
 خلف الخميلي الواقع يقول إننا تخلينا عن الأقصى إلا من الشجب والاستنكار الذي لا يردع معتديا؛ لأنه يعلم أننا نشجب ونستنكر للاستهلاك الإعلامي، ولكي تظهر الحكومات بمظهر المهتم بالمقدسات الدينية فقط لا غير، فالصهاينة لا يتورعون عن اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه، ليكون شاهداً على تخاذل أمة كاملة عن نصرته.

فالتشظي الذي نعيشه الآن جعل الصهاينة يتجرؤون على ديننا وأماكننا المقدسة، فالشام فيها طاغية سلِمت إسرائيل من أسلحته، لكن المسلمين لم يسلموا منه، واليمن خانه بعض أبنائه بحجة محاربة الفساد وهم قلة استقوت بمن لا يريد خيراً للعرب والمسلمين، وبورما قُتِل المسلمون فيها وحُرِقوا وهُجِّروا قسرا، ونحن لم نتعدّ حدود الاستنكار المتكرر في كل مصيبة تحل بالأمة.

ففي الوقت الذي يتم فيه الاعتداء على المسجد الأقصى تطالب وزيرة العدل الإسرائيلية بضم الجولان إلى حدود إسرائيل بحجة أن سورية لم تعد موجودة، وتطالب باعتراف دولي بحدودها الشمالية ألا وهي الجولان، وهي مطالبات سبقها فيها وزير الأمن الإسرائيلي الذي زاد عليها بمطالبته بزيادة المستوطنات في الجولان، لأنه لا يرى وجوداً لدولة تسمى سورية، فإذاً لا يعتبر الجولان بالنسبة إليه منطقة متنازعاً عليها.

وحين تأكد الصهاينة أننا نتقن الشجب والاستنكار فقط تمادوا في مطالباتهم، ولا تستغربوا أن يطالب الصهاينة بما هو أكبر لأن سياستهم هي "خذ وطالب"، فاليوم الجولان وغداً الشام لكي تكتمل خريطة إسرائيل الكبرى الممتدة من النيل إلى الفرات، فهل سنقف متفرجين على ما يحدث؟ وأي خبر سينقل للأجيال عنا؟ وكما قيل عن الدنيا:

بينا يُرى الإنسانُ فيها مخبراً

حتى يُرى خبراً من الأخبارِ

فنسأل الله أن يكون خبرنا مشرفاً بنصرة دين وطرد محتل.

back to top