هذا هو الكويتي

نشر في 18-06-2016
آخر تحديث 18-06-2016 | 00:00
 ماجد بورمية الإرهاب لا دين له، والتعصب والمغالاة لا ينبعان من الأديان، وخصوصا الدين الإسلامي خاتم ديانات البشرية، دين الرحمة والتسامح والمحبة، فالإسلام علمنا كيف نتعامل برفق مع المسلمين ومع الأديان الأخرى.

كتبت هذه المقالة بمناسبة الذكرى الأولى المؤلمة التي استهدفت مسجد الإمام الصادق الذي راح ضحيته بعض الإخوة من المواطنين، ونؤكد أن هذا الحادث رغم جرمه وعنفوانه فإنه أثبت للقاصي والداني معدن الشعب الكويتي بكل طوائفه وتكويناته، فالكل دان هذا العمل الإجرامي الخسيس الذي يؤكد أن مرتكبيه تجردوا من مشاعر الإسلام والإنسانية.

وهنا نؤكد أن الشعب الكويتي لم ولن تفلح معه أي محاولات للفرقة والانقسام والفتن، ونقول للحكومة الرشيدة إن العمل على لمّ شمل الشعب هو الأساس، لأن نار الفتن، إذا شبت، ستأكل الجميع، فكلنا في سفينة واحدة، ونؤكد أن أي محاولة لبث روح الطائفية لتحقيق مكاسب سياسية خبيثة لن تجدي في مجتمعنا الآمن؛ لذا يفترض على الحكومة أن تستوعب الكل دون استثناء لا فرق بين مواطن وآخر.

ويجب ألا يتم توزيع صكوك الوطنية على فئة ونزعها عن البعض، فالكل يهمه تقدم البلاد تنمويا وسياسيا، وفي كل المجالات؛ وينبغي أن تتاح الفرصة للجميع دون أي تضييق على حرية الرأي، ودون الزج بمن يقول كلمة حق في غياهب السجون.

نحن يا حكومتنا الرشيدة لا نريد للكويت أن تكون كالعراق أو لبنان أو سورية أو اليمن أو ليبيا، ولكن السعي نحو الفرقة هو ما يمكن أن يقودنا إلى ما ذهبت إليه هذه الدول التي عصفت بها رياح الفتن نتيجة غياب العدل والحرية والديمقراطية.

ونوضح للحكومة الرشيدة أن ثروة الوطن الحقيقية هي الحفاظ على اللحمة الوطنية دون أن نصنف المواطنين: هذا معارض وهذا موال للحكومة، وهذا قبلي وهذا سني وهذا شيعي، فالكل أثبت في محنة مسجد الإمام الصادق أن الولاء للكويت، وحالات التعصب التي تظهر أحيانا هي شذوذ عن القاعدة. ونذكر الحكومة بأن موقف الشعب كذلك إبان الاحتلال العراقي، وتمسكه بالوطنية وبالشرعية، يؤكد أن شعبنا يعشق تراب وطنه؛ مما يلزم الدولة بأن تعامل كل المواطنين سواسية، وأن تلغي كل القوانين المقيدة للحريات التي خرجت في ظل مجلس الأمة الراهن، فرغم أن هذا الشعب، دائما لا يخرج عن المبادئ الوطنية، فإنه في الوقت نفسه لا يقبل الخنوع وكسر إرادته... هذا هو المواطن الكويتي.

back to top