«المصحف الملون»... إقبال شبابي ورفض أزهري

عفيفي: يشغل القارئ عن الخشوع... وكريمة: مكروه شرعاً

نشر في 13-06-2016
آخر تحديث 13-06-2016 | 00:00
صورة لمصاحف ملونة
صورة لمصاحف ملونة
انتشرت خلال الآونة الأخيرة في مصر، مصاحف قرآنية بأغلفة ذات ألوان لافتة، مثل الموف والأزرق والروز والفسفوري والأحمر العنابي، وسط إقبال شبابي على اقتنائها، خاصة من الفتيات، وغضب أزهري، إذ عبر علماء الأزهر عن رفضهم لهذه المصاحف لأن ألوانها تقلل من جلال القرآن الكريم.

وظهرت المصاحف الملونة منذ عدة أشهر، لكنها راجت بشكل ملحوظ في الأسواق المصرية بالتزامن مع بدء شهر رمضان، الذي يزداد فيه الإقبال على شراء المصاحف. وتباع النسخة الواحدة من المصحف الملون بسعر يتراوح بين 95 ومئتي جنيه.

وراجت تلك المصاحف في المكتبات على الرغم من صدور قرار بمصادراتها من «مجمع البحوث الإسلامية» التابع للأزهر الشريف خلال العام الماضي، ومنع دور نشر مصرية من طباعة المصاحف الملونة احتراماً لجلال القرآن الكريم، كما طالبت إدارة البحوث والتأليف والترجمة في المجمع بسحب كل نسخ المصحف الملونة من جميع المكتبات، إذ لا يوجد أي تصريح من الأزهر بتداول هذه المصاحف.

الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، محيي الدين عفيفي، قال إن هذه الألوان الجديدة للمصحف تشغل القارئ عن التدبر والخشوع، كما أنها تتعارض مع قدسية المصحف، مشيراً إلى أن المجمع حذر المطابع العام الماضي من طباعة وتوزيع هذه النسخ، والالتزام بما وضعه مجمع البحوث من أشكال للمصحف من أجل عدم الاستهانة بكتاب الله.

في المقابل، أكد أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، أحمد كريمة، أن تلك المصاحف مكروهة شرعا، وقد تصل إلى التحريم، مشيرا إلى أن الشرع نهى عن زخرفة المصاحف، لأنها تصرف الإنسان عن الخشوع، موضحاً أن الشرع أجاز أن يكون ورق المصحف هو الأبيض أو الأصفر الذي تستخدمه بعض المطابع لجودة الطبع والحماية من التقليد.

في السياق ذاته، استنكرت أستاذة الفلسفة والعقيدة في جامعة الأزهر، وعضوة البرلمان، آمنة نصير، ظاهرة المصاحف الملونة، مؤكدة أنها مكروهة لأنها تتنافى مع عظمة القرآن وقدسيته وتعمل على صرف القارئ عن الخشوع والتركيز في كلام الله تعالى، في حين أيّد عضو حزب «النور» السلفي، ناصر رضوان، قرار مجمع البحوث الإسلامية بمصادرة المصاحف الملونة، ووصفها بأنها تتنافى مع وقار المصحف وكلام الله، وقال لـ«الجريدة» إن «علماء المجمع هم أهل الفتوى في تلك الأمور وبعد قرارهم لا يوجد تعليق».

back to top