أمارة بالسوء

لكنني أودعت هذه التحفظات جانباً وقلت دعني أطلع علني أستفيد، فناشر الأسماء والمشير إلى البحوث العلمية الرصينة هو نائب في مجلس أمتنا، على سلامته، السيد حمود محمد الحمدان، وقد جمع لفيفاً من النواب، أربعة وعشرين، يخزي العين، أكيد لجانهم الإعلامية تيقنت، لابد أن أحداً اطلع وقرأ، بلاش احتراماً للناخبين، ومش لازم توقيراً للشعب، ومش مهم "خزقاً" لعين الليبراليين عباد الغرب، بس على الأقل لأن الموضوع أمانة، وهم يؤمنون بالله ورسوله، ويعتقدون بالجنة والنار، لن يكذبوا هم، ولن ينشروا معلومات مغلوطة، إذا لم يكن احتراماً لمسانديهم ولا كيداً في أعدائهم فتجنباً للنار على الأقل، فالرب العظيم ليس مختصاً فقط بالنظر في عدد الركعات التي صلوها أو مدى وصول ماء الوضوء للكوعين، بالتأكيد لن يرضى الخالق القدير بأي غش أو تدليس، وهم لن يرضوا بغضب الرب الذي يعبدون. وعليه بحثت أنا في الكثير من الأسماء المذكورة في تغريدات النائب والمرفقة باقتباسات من الأبحاث الشهيرة، فاتضح أولاً أن بعض الأسماء أصلاً لا وجود لها، وهناك كذلك استشهاد بصفحة إلكترونية تنشر "دراسات غربية" تبين من اسمها Younzine news + more for the young وفحصها أن الناشرين فيها أطفال وبالغون صغار، يستخدمون الصفحة للنقاشات التي تهمهم ويستقون منها معلومات مكتوبة من مؤسسي الصفحة بطريقة مبسطة مناسبة لأعمارهم. المقال المشار إليه كتبه طفل اسمه ستيفن، عمره 11 عاماً، والمقال يذكر حجج دعاة فصل الدراسة، الطفل في نهاية المقال يطلب من زملائه آراءهم، وتأتي معظم آراء الصغار تأييداً لدراستهم المشتركة.كما أتى النائب على ذكر السيدة ليزا رايسون، وهذه، مدد يا رب، وجدت لها وجوداً حقيقياً. الصاعقة كانت أن الصفحة التي وجدتها تعطي ملخصاً لأنشطة المذكورة تنص على أن السيدة قادت مبادرات نتج عنها "تحول ناجح للدراسة المشتركة بعد أكثر من قرن عن كونها (أي جامعة ويلز التي ترأسها المذكورة) كلية نسائية". وجدت كذلك المدعو أميليو فيانو، والذي أسماه النائب أميليو أفيانو فأتعبنا ونحن نبحث عنه تحت اسم خاطئ، والمذكور محام له أنشطة قانونية مجتمعية، لم يذكر من بينها أي نشاط تعليمي، ثم هناك كريس مايكل، له نظائر عدة كل من وجدتهم ذكور، أما من ذكرها النائب فهي أنثى موصوفة على أنها "خبيرة تربوية ورائدة التعليم المنفصل" هذه لم أجد لها وجودا، والسيدة كارولاين شوستر، مسكينة أتتها "التهايم" وهي نائمة على ما يبدو، فهي دكتورة في جامعة أسترالية لا أبحاث لها حول التعليم المنفصل حسب ما أسفر بحثي، في حين أن من ذكرها النائب هي خبيرة التربية الألمانية، وأعتقد أن هذه الأمثلة كافية، فلا أود أن أصحب القراء معي في رحلة البحث المضنية التي كانت.طبعأً، قلت لنفسي، ونفسي أمارة بالسوء صراحة، قلت لها الواجب السؤال والاستفسار لا الحكم المسبق، فلربما أنا أخطأت أو عميت عن الأسماء أو فاتتني البحوث، وعليه توجهت للنائب بالسؤال وبعثت له وسائط "تويترية" كثيرة من الجنس الذكوري في معظمهم حتى ما نزعجه بوجودنا النسائي المحرم، أنه يرد؟ أبداً. يا سعادة النائب، أنا بنت الشعب وأنت تمثلني برضاي أو بدونه، أذن من طين، يا سيدي ممكن تفند الأسماء وممكن روابط الأبحاث العلمية؟ الأذن الأخرى من عجين. ثاني يوم صباحاً: يا سيدي الفاضل، يا أخي الكريم، وحياة الإخوة "عطنا ويه" إنه يرد، أبداً.وبس، خلصت القصة، وسلامتكم وتعيشون.