«بنت المصاروة»... فرقة «أنثوية» تحكي «المسكوت عنه»

نشر في 11-03-2016 | 00:01
آخر تحديث 11-03-2016 | 00:01
{بنت المصاروة} إحدى أبرز الفرق الموسيقية التي انطلقت على الساحة المصرية أخيراً، وهي تتسم بجرأة في تناول هموم المرأة في المجتمعات العربية، وتعبّر عن سخطها من قيم مجتمعية تكبّل النساء عموماً، وترصد تجارب فتيات داخل المجتمع في محاولة لمواجهة تقاليده البالية.
ولدت {بنت المصاروة} من رحم منظمات نسوية مصرية، واختيرت الفتيات الست اللواتي يشكلن هذة الفرقة، بعد مشاركتهن في ورشة كتابة للإناث بعنوان {عروستي}، نظمها {مركز نظرة للدراسات النسوية} في منتصف 2014، وفي أقل من عامين مارسن خلالها تجاربهن في التأليف والتلحين، أطلقت الفرقة ألبومها الأول منتصف العام الماضي الذي يحمل اسمها

التمييز الجنسي، العذرية، التحرش الجنسي، الشرف وغيرها من قضايا، قدمتها {بنت المصاروة} في قوالب غنائية وألحان تنوعت بين الموسيقى الشعبية والراب.

تؤكد مارينا سمير (من الفرقة) أن الأغاني عبارة عن {بوح} حول المسكوت عنه من خوف وغضب وقهر بسبب الانتهاك والتمييز وممارسات ضد الإناث امتدت سنوات طويلة.

تلقي {بنت المصاروة} الأضواء على نماذج واقعية مستوحاة من تجارب شخصية مع تنوّع الخلفيات الفكرية والاجتماعية، وتتناول تجارب وموروثات ومفاهيم امتدت مئات السنين، وتتعامل مع الأنثى باعتبارها كياناً ناقصاً تطبق عليه الوصايا المجتمعية والأسرية.

الفتيات الست اللواتي يشكلن {بنت المصاروة}، يتخذن من الكلمات والموسيقى سلاحاً للاحتجاج على الممارسات ضد المرأة، وتشير مارينا سمير إلى أن الأزمات التي تواجهها الفتاة المصرية في حياتها الخاصة وفي الشارع لا تختلف عما تعانيه الفتاة العربية عموماً في مجتمعها، مؤكدة أن الوعي وحده فجّر تجربة {بنت المصاروة} والشعور بأن ثمة فتيات ونساء مكبلات بتقاليد ومعتقدات فاشلة، فضلاً عن تجاربهن الشخصية مع المجتمع التي فتحت دهاليز المسكوت عنه في مجتمعنا العربي عموماً، والمصري خصوصاً.

تنوع الموسيقى

 تحرص الفرقة على تنوع الموسيقى في كل أغنية. يبدأ الألبوم بـ {قولوا لأبوها}، إحدى أبرز الأغاني الشعبية ذات الجذور الصعيدية، وحول اختيار هذه الأغنية بالذات توضح مايا محمود (من الفرقة) أنها ترسخ مفاهيم بالية عن زواج النساء في الصعيد، وتتسم الموسيقى بالطابع الشعبي لموسيقى الصعيد.

أما {حياتي حرب كبيرة} و{أنت الكامل} فتتميزان بكلمات غاضبة وأداء جماعي، وتتمحوران حول التمييز الجنسي الذي تتعرض له الفتيات داخل المجتمع والأسرة منذ طفولتهن، وكيف يؤثر ذلك سلباً عليهن.

وفي أغنية {مُرة مرار} مزج بين الموسيقى والأداء الصعيدي وموسيقى الراب. تقول كاتبة الأغنية إسراء صالح إن مزج أكثر من نوع موسيقي في أغنية واحدة كان مقصوداً، لأن معنى الأغنية يعبّر عن الدوامة المحيطة بالفتيات من تناقضات وعادات يحاولن التأقلم مع بعضها ورفض بعضها الآخر، وقد ساهمت فكرة كسر التابوهات المتوارثة في اختلاف اللحن والأداء في كل مقطع من الأغنية، فضلاً عن حرص الفريق على إرضاء الأذواق كافة.

في {حريتي} تأليف وغناء إسراء (العضو الأبرز في {بنت المصاروة}) يكشف المزج بين موسيقى الراب والكلمات مدى الغضب والاحتجاج الصادر من الأغنية المتمحورة حول قيود تحاصر الإناث في المجتمع العربي عموماً.

اكتفاء ذاتي

تحلم {بنت المصاروة} باكتفاء ذاتي من تأليف وتلحين وإنتاج، لتستمر بما لديها من طابع مميز، وتقول مارينا سمير إن الفرقة تعاني ضعف التنظيم لحفلاتها نظراً إلى التكاليف المادية التي لا تستطيع الفتيات تدبرها بشكل دائم.

تضيف أن الفرقة لا تسعى إلى التواصل مع وزارة الثقافة بهدف الحصول على رعاية مادية معنوية، لأن تلك الخطوة قد تفرض قيوداً حول مضمون أغانيها أو أماكن حفلاتها، مشيرة إلى اعتماد الفرقة على المراكز الثقافية للترويج لحفلاتها، على غرار الحفلة المنتظرة قريباً في المركز الثقافي الفرنسي، وبعد غياب استمر ما يزيد على خمسة أشهر، حيث أحيت الفرقة حفلتها الأخيرة في محافظة الإسكندرية بدعوة من {مسرح الجيزويت}.

back to top