في المرمى : العربي وسلمان

نشر في 15-04-2016
آخر تحديث 15-04-2016 | 00:01
 عبدالكريم الشمالي لم تمر على النادي العربي، وتحديداً فريقه الأول لكرة القدم، سنوات عجاف كالتي يمر بها حالياً، إلا تلك الفترة الواقعة بين عامي 1970 و1978، والتي لم يتذوق خلالها الفريق إلا طعم الفوز بكأس الأمير مرة واحدة، وكانت في موسم 1971/70، وبطولة الدوري المشترك الهامشية التي توازي كأس الاتحاد التنشيطية هذه الأيام مرتين في موسمي 1970-71 / 1971-72، وخلال الفترة المذكورة كان الشيخ سلمان الحمود هو من يتبوأ كرسي رئاسة النادي.

ورغم تردي النتائج إبان تلك الفترة، التي كان فيها الاهتمام والمتابعة أكبر بالرياضة، فإن ذلك لم يمنع أن يبقى الشيخ سلمان قائد سفينة الفشل الخضراء "في كرة القدم على الأقل" حينذاك رمزاً للعرباوية ومرجعاً مهماً لهم في الكثير من المناسبات والأزمات، "والله يا كثرها عند العرباويين"، لكن مع ذلك كله لم نسمع يوماً عن نجاحه في حل أي من تلك الأزمات أو المشاكل التي تعصف بين الفينة والأخرى بالنادي العربي، أو أن تدخله أوصل إلى التوافق في أي منها، وبالطبع هذا لا يعني أن غيره ينجح، فالحالة في القلعة الخضراء "فالج لا تعالج"، وكل يغني على ليلاه، لكنني صادقاً أود أن أذكر موقفاً تمكن من خلاله هذا الشخص، الذي كأنه يغط في سبات عميق ثم يصحو منه ليخرج لنا وهو يصرخ بصوت عال "لحقوا على العربي لا يضيع"، أقول تمكن من التصدي لأزمة عرباوية بالشكل المطلوب.

ما دفعني إلى ذكر ما سبق وكتابته في مثل هذا التوقيت تحديداً هو نتائج الاجتماع الذي عقد مساء أمس الأول في ديوان الملا، بدعوة من النائب السابق صالح الملا، الذي جمع رجالات وأهل البيت العرباوي بهدف التباحث حول الصراع الإداري القائم، والذي أدى إلى أزمة تراجع النتائج الطاحنة التي يمر بها النادي الأخضر على جميع الصعد، وفي أغلب الألعاب تقريباً، لاسيما الجماعية منها، وطبعاً كما هي العادة دون جديد يذكر، لم يخلص الاجتماع إلا إلى مزيد من الخلاف، لم ينتج عنه إلا كبر حجم الاختلاف، حتى مع محاولات بعض الحضور تجميل الواقع وتصويره على غير حقيقته.

ولعله من الواجب الإشارة إلى أن الاجتماع جاء استكمالاً لبعض المطالبات والمبادرات من أطراف عدة، كان الشيخ سلمان من أولهم وعلى رأسهم، بحجة الخشية من ضياع ما تبقى من تاريخ النادي، إلا أن ما آلت إليه نهاية الاجتماع بسبب ما طرحه الشيخ سلمان، فضلا عما تفوه به بعد ذلك على مسمع ومرأى من وسائل الإعلام، يجعلنا نتساءل: هل يستحق البعض كل هذه الهالة الرمزية التي يحاطون بها أحيانا؟

كنا نتمنى من الشيخ سلمان، وبدلاً من استخدام العزف على نغمة الطائفية النشاز، ولن أصفها بأكثر من ذلك حتى لا تفوح الرائحة النتنة، وبدلاً من التعرض للأموات، أن يذكر لنا أسباب تردي وضعنا الرياضي بشكل عام، في ظل سيطرة أبناء عمومته على الأخضر واليابس فيها، وأن يبحث لنا عن مخرج للأزمات المفتعلة منهم، وعدم البحث عن شماعة هنا أو هناك مثل وزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة لإيجاد الحلول، لكننا لن نرتجي أكثر مما قال، ويكفينا أنه كان يوماً ضدهم وفاجأنا بعد ذلك بمدحهم وشكرهم حتى نعرف مع من نتعامل.

بنلتي

المرحوم سمير سعيد سيبقى ويظل رمزا ليس للنادي العربي فقط، بل للكويت ورياضتها ورياضييها على مر الأجيال، ولن يستطيع الشيخ سلمان، ولا بعض أبناء عمومته مجتمعين، ممن اقتحموا الرياضة من باب "الشيخة"، أن يصلوا بعطائهم، أو أن يقدموا ربع ذرة عرق مما قدمها، ويكفيه أنه سيبقى في ذاكرة الأجيال التي عاصرته أو سمعت عنه، بينما غيره لا يذكره ولا يعيره اهتماماً سوى المتمصلحين والصبيان والفداوية، وسيذهب إلى حيث أكياس القمامة.

back to top