«شعرية المكان في الأدب العربي الحديث»... مدخل لمقاربات دراسة المكان الروائي ومناهجه

نشر في 14-11-2014 | 00:01
آخر تحديث 14-11-2014 | 00:01
No Image Caption
{شعرية المكان في الأدب العربي الحديث} عنوان الكتاب الصادر أخيراً عن المركز القومي للترجمة في مصر (270 صفحة من القطع الكبير)، تحرير بطرس حلاق وروبن أوستل وشتيفن فيلد. ترجمة نهى أبو سديرة وعماد عبد اللطيف.
يعالج كتاب {شعرية المكان في الأدب العربي الحديث} شعرية المكان في أعمال أدبية عربية حديثة. ويحلل نصوصاً لقائمة كبيرة من مشاهير الكتاب العرب مثل: إبراهيم الكوني، غسان كنفاني، هدى بركات، حنان الشيخ، جمال الغيطاني، محمد شكري، جبرا إبراهيم جبرا وغيرهم.

يتضمن الكتاب 15 دراسة قُدمت في ملتقى الدارسين الأوروبيين للأدب العربي، ثم نشرتها دار السربون الجديدة بباريس: خمس منها كُتبت بالإنكليزية والعشر الأخرى كُتبت بالفرنسية.

تنوع النصوص

 

نفذ مهمة التحرير في الكتاب ثلاثة من الباحثين المهتمين بالأدب العربي هم: بطرس حلاق أستاذ الأدب العربي بجامعة السربون الجديدة، روبين أوستل أستاذ الدراسات العربية بجامعة أكسفورد، شتيفن فيلد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة بون. قدم للكتاب بطرس حلاق، وكتب الافتتاحية الكاتب المغربي عبد الفتاح كيليطو، واختتم بدراسة جونسالس كيخانو.

بالإضافة إلى الدراسات النقدية تضمن الكتاب نصَّ الكلمة التي ألقاها الروائي الليبي إبراهيم الكوني في افتتاح الملتقى وإجاباته عن بعض الأسئلة التي طُرحت عليه.

تنوعت النصوص العربية المدروسة بين القصة القصيرة والرواية والمسرح، وإن حظيت الرواية بالنصيب الأكبر من الدرس. ينتمي معظم النصوص المدروسة إلى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، وتمثل أقطاراً عربية هي: مصر، العراق، سورية، لبنان، فلسطين، المغرب وليبيا، وتصور بيئات عربية أساسية في مقدمها الصحراء والمدينة.

تناولت أربع من هذه الدراسات أعمالا لإبراهيم الكوني، بينما اهتمت الدراسات الأخرى بأعمال الروائي العراقي جبرا إبراهيم جبرا، الفلسطيني غسان كنفاني، المصري جمال الغيطاني، اللبنانيتين حنان الشيخ وهدى بركات، السوري ممدوح عدوان، المغربي محمد شكري.

ترجع أهمية الكتاب إلى أنه يعالج أحد الموضوعات المهمة في النقد الأدبي، هو جماليات المكان. ويتناول بالدرس والتحليل أعمال أدباء عرب قدموا إضافات للأدب العربي. كذلك يحفل بتعدد المناهج والمقاربات المستخدمة في تحليل أعمال قصصية وروائية ومسرحية، ما قد يجعله مدخلا مناسباً للتعرف على الخريطة المعرفية لمقاربات دراسة المكان الروائي ومناهجه.

سحر وكابوس

ينقسم الكتاب إلى قسمين: في القسم الأول «المكان موضعاً للنشأة»، يتناول لوك ديهوفل «مكان اليوتوبيا» في أعمال إبراهيم الكوني، ويلاحظ أنها  تسخر من الحدود الجغرافية أو التاريخية أو اللغوية، وتتحدث عن ترحاله، عن الحنين لمركز يريد أن يغزوه بالكتابة، وهو القلب النابض للصحراء الذي يتردد في أعمال الروائي الليبي.

بدوره يشير صبري حافظ، إلى وجود مقاربة تتعامل مع الصحراء بوصفها نقطة سردية للرحيل، لافتاً إلى أن عبدالرحمن منيف تعامل مع الصحراء في خماسيته {مدن الملح} بتوق رومنسي نوستالجي، وفردوس مفقود، يتوق بطل ما بعد النفط إلى العودة إلى نقائها وصفائها وهدوئها وسلامها.

في القسم الثاني {المكان أو ترسيخ إشكالية المصير الإنساني}، يتأمل صبحي بستاني الحيز المكاني عند غسان كنفاني الذي يظهر جلياً في قصصه القصيرة، لافتاً إلى أن هذا النوع الأدبي  أكثر عرضة للأخطار من وجهة نظر فنية، باعتباره يعكس الالتزام السياسي والإيديولوجي تجاه القضية الفلسطينية.

أما ريتشارد فان ليوين فيتناول سحر المكان في روايتين لجمال الغيطاني وهدى بركات. يضيف: {في الأدب العربي الحديث كاتب عَنِي على وجه الخصوص بقضايا السلطة والمكان هو جمال الغيطاني، كما في روايتي «خطط الغيطاني»، و{الزيني بركات»، والأخيرة عرضت لها سامية محرز في مقال تحليلي، ويربط بينهما وبين روايتي «وقائع حارة الزعفراني» للغيطاني و{حجر الضحك» لهدى بركات في محاولة لاستكشاف العلاقة بين السلطة والمكان.

تصف إيزابيلا كامرا دافليتو المكان عند جبرا إبراهيم جبرا بالكابوس، كما في روايتي «السفينة» و{الغرف الأخرى». وتشير إلى أن غادة السمان ومحمود درويش وغيرهما من الكتاب العرب، تناولوا هذه التجربة التي جعلتهم أسرى كابوس مزدوج، كابوس الوجود في منزل يتعرض لنيران الحرب التي تدخل من النوافذ بينما خارج المنزل لا يمنح أي شعور بالأمان.

تضيف: «ليس من قبيل المصادفة أن يصبح المستشفى النفسي في كثير من الأعمال التي تتناول هذه التجربة الملاذ الأخير المتاح، سواء في قصة «بيروت» لغادة السمان أو «أهل الهوى» لهدى بركات.

في دراسة مهمة يعرض إيف غونزالس كيخاتو قواعد تحكم الأدب العربي وصولا إلى مرحلة النشر، وفي معنى آخر الدخول إلى المكان العام، مكان الجمهور.

back to top